09-20-2010, 05:04 PM
|
|
حرب الخليج وافرازاتها
اعيد في عام 1990 احياء النزاع القديم على الارض مع الكويت، الحليف في الحرب مع ايران، حيث ادعى العراق ان زيادة انتاج الكويت من النفط كان يؤدي الى انخفاض اسعار النفط الخام مما يعمل على تخريب الاقتصاد العراقي. وغزت القطعات العراقية الكويت في 2 آب واحتلت البلاد بسرعة. اصدر مجلس الامن سلسلة من القرارات ادان الاحتلال، وفرض حصارا تجاريا واسعا على العراق، مطالبا العراق بالانسحاب غير المشروط في 15 كانون ثاني 1991 .
ولما لم يستجب العراق، بدا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية في كانون الثاني 1991 قصفا جويا مركزا على الاهداف العسكرية والبنى التحتية في العراق والكويت. كانت نتيجة حرب الخليج كارثية على العراق الذي اخرج من الكويت في غضون ستة اسابيع. وغزت قوات التحالف جنوب العراق، وقتل عشرات الالاف من العراقيين. ودمر الكثير من العجلات المدرعة وقطع الدفعية العراقية، وخربت منشآته للاسلحة الكيمياوية والنووية. وافق العراق في نيسان على شروط الامم المتحدة لوقف النار الكامل؛ وانسحبت قوات التحالف من جنوب العراق حين دخلت قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة لمراقبة وحفظ الامن في منطقة الحدود العراقية الكويتية. وفي هذه الاثناء استخم صدام حسين مابقي من قوته العسكرية لمواجهة الثوار الشيعة في الجنوب والاكراد في الشمال. فر مئات الالاف من الاكراد ولجأوا الى تركية وايران، وتم انزال قطعات امريكية وبريطانية وفرنسية في المنطقة الحدودية لشمال العراق لتاسيس منطقة معزولة ومعسكرات للاجئين لحماية حوالي 600.000 آخرين من الاكراد من انتقام الحكومة العراقي. اضافة الى ذلك فان القطعات الدولية فرضت مناطق حضر الطيران في كل من المنطقتين الشمالية والجنوبية من العراق لحماية كل من الاكراد والشيعة.
واستمر حصار الامم المتحدة الاقتصادي لما بعد الحرب. وفرض مجلس الامن مطاليب قاسية من العراق من اجل رفع الحصار، بضمنها تدمير اسلحته الكيمياوية والبيولوجية، وانهاء برامجه لصنع الاسلحة النووية، وقبول المفتشين الدوليين لضمان بان هذه الشروط قد تم تنفيذها والالتزام بها. عارض العراق هذه المطاليب مدعيا ان انسحابه من الكويت هو التزام كاف.
شنت الولايات المتحدة الامريكية في حزيران 1993 هجوما بصواريخ كروز، قوبل بانتقاد واسع لما اشيع عن تخطيط العراق لاغتيال الرئيس الامريكي جورج بوش. في تشرين ثاني 1994 اصدر صدام مرسوما اعترف بموجبه بسيادة الكويت واستقلالها السياسي ووحدة اراضيها. وانهى هذا المرسوم ادعاء العراق بحقه في الكويت كمحافظة تابعة له.
استمرت جهود العراق في 1994 لسحق المقاومة الداخلية بحصار اقتصادي على الشمال الذي يقطنه الاكراد، وبحملات عسكرية ضد المتمردين الشيعة في اهوار الجنوب. تم سحق المتمردين الشيعة بسرعة، ولكن الازمة في المنطقة الكردية والتي عانت طويلا من المنافسة الداخلية دامت مدة اطول. غالبا ما اختلف الاكراد حول حقوق الارض، وحيث ان امنهم الاقتصادي والسياسي قد تدهور في بداية التسعينات من القرن الماضي فقد اصبح الصراع اكثر تطرفا. في اواسط التسعينات قاد الصراع بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني الى صدامات ادت الى حرب اهلية.
في آب 1996 طلب قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني من صدام حسين التدخل في الحرب. فارسل ما لا يقل عن 30.000 من قطعاته الى المنطقة الكردية المحمية من القوات الدولية، واحتل مدينة اربيل مقر الاتحاد الوطني الكردستاني. قررت القطعات الدولية ترك المنطقة بدلا من التدخل في النزاع بين الاكراد المتنافسين. وسرعان ماسيطر الحزب الديمقراطي الكردستاني. وردت الولايات المتحدة الامريكية الى تدخل صدام حسين باطلاق صاروخين موجهين على جنوب العراق، ولكن العراق عاد وساعد الحزب الديمقراطي الكردستاني في الشهر التالي، واحتل هذه المرة مدينة السليمانية مقر الاتحاد الوطني الكردستاني. في عام 1997 سيطر الحزب الديمقراطي الكردستاني على معظم شمال العراق.
في ايلول 1998 وقع الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني اتفاقية دعا فيها الى تاسيس حكومة مشتركة للاقليم. بالرغم من ان تنفيذ الاتفاقية كان أبطأ مما خطط له، الا انها ادت الى نهاية القتال بين المجموعتين.
وفي هذه الاثناء استمرت الازمة الاقتصادية تتفاقم في 1995 و 1996 . كانت الاسعار مرتفعة، وتفشى العجز في الغذاء والدواء، وان سعر تصريف الدينار في سوق تصريف العملة الحر ( غير الرسمي) قد تدهور. وبالرغم من استمرار الحصار فان مجلس الامن صوت بالاجماع في نيسان 1995 على السماح للعراق لبيع كميات محدودة من النفط لمواجهة احتياجاته الانسانية الملحة. رفض العراق الخطة في البداية ثم قبلها في 1996 ؛ وبدأ بتصدير النفط في نهاية تلك السنة. وفي عام 1998 زادت الامم المتحدة كميات النفط المسموح للعراق ببيعها،ولكن العراق لم يستطع الاستفادة من هذه الزيادة الى الحد الاقصى لتردي قابليته على الانتاج بسبب الحصار.
اوشك تدخل صدام حسين في عمل المفتشين ان يدخل العراق في ازمة عسكرية اخرى في بداية 1998 . على اية حال قام الامين العام كوفي عنان بالتفاوض لتوقيع اتفاق يؤمن انصياع العراق وتجنب الضربة العسكرية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها. في كانون اول من تلك السنة وفي تقرير يفيد ان العراق لا زال يمنع المفتشين قامت كل من الولايات المتحدة وبريطانية بسلسلة هجمات وضربات جوية استمرت اربعة ايام على اهداف عسكرية وصناعية. وكرد فعل لذلك اعلن العراق بانه سوف لن يتعاون مع فرق التفتيش، وطالب بانهاء الحصار، وهدد بالرمي على الطائرات التي تقوم باعمال الدورية في مناطق حضر الطيران. واستمر العراق على طول عام 2001 بتحدي الدوريات والطائرات الامريكية والبريطانية. واستمرت الطائرات تقصف قواعد ومواقع الصواريخ واهداف اخرى
__________________ |