عرض مشاركة واحدة
  #49  
قديم 09-20-2010, 05:36 PM
 
شارع المتنبي اقدم شاهد على تواتر وتعاقب الثقافات في عراقنا .





يقع شارع المتنبي- الذي بات شهيرا في العراق وخارجه- وسط بغداد وتستطيع الوصول اليه من شارع الرشيد اذ هنالك فرع يؤدي الى نهر دجلة هذا الشارع الفرعي هو ( شارع المتنبي ) في نهاية هذا الفرع على الجهة اليمنى منه بناية الحكومة القديمة في زمن الدولة العثمانية (القشلة) او السرّاي اما على الجهة اليسرى فثمة فرع ضيق يسمى سوق السراي.
شارع المتنبي لا يزيد عرضة عن 12 م 2 اما طول الشارع يقارب 250 م 2 يضم اقدم المكتبات العراقية وأكثرها عددا وعناوين. وفي يوم الجمعة يمتلئ الشارع وعلى جانبية بالكتب المبسوطة على الارض. والتي باتت تعرض اكوما اكوما وبين فترة واخرى تسمع مناد ينادي على مزاد الكتب لتعرف حينها ان مزاد الشطري قد بدأ.


الجبقجية




ولمعرفة تاريخ السوق ومتى أسس واقدم المكتبات فيه اتجهنا الى الباحث والمؤرخ الأستاذ
( زين احمد النقشبندي ) 44 سنة وهو عضو اتحاد المؤرخين العراقيين منذ 1981 وله كتاب مطبوع بعنوان ( مباحث في اوائل المكتبات والمطبوعات البغدادية ) والذي قال لايلاف: في نهاية العهد العثماني أنشأ سوق السراي والذي ساعد على تأسيس السوق هو وجود مبنى السراي القديم الذي يضم بناية الحكومة في العهد العثماني وكذلك وجود (الدفتر خانه) سجلات الحكومة وايضا وجود عدة جوامع محيطة بالمكان مثل ( جامع الاصفية والنعمانية والسرّاي والصياغ وجامع العادلية الكبير الذي انقرض الان وكذلك وجود أول كلية للحقوق ووجود مدرسة الضباط العسكريين. هذه العوامل مجتمعة ساعدت على وجود السوق واستمراره، والذي كان يسمى سابقا ( سوق الجبقجية ) والتي تعني آلة التدخين البايب حاليا وهي اسم تركي، وتسمية السوق بالسرّاي نسبة الى سرّاي الحكومة. وكان السوق يعرف سابقا ببيع أغطية الرأس ( السدارة والمواد الجلدية ) مثل الحقائب والأحزمة وبيع أدوات الكتابة مثل الأقلام والأحبار والورق وتجليد الكتب وكثير من امتهن هذه الحرف احتفظ بلقبه بعد تأسيس السوق فالسيد عبد العزيز القديفي اخذ لقب القديفي نسبة الى بيع ( السدارة وهي غطاء الرأس ) والقالبجي نسبة الى عمله وهو كوي الطربوش بواسطة قالب ولازال أولاده يحتفظون بهذه الآلة الى اليوم
__________________
رد مع اقتباس