مدينة الرباط: ومَحْضَن التاريخ تتميز مدينة الرباط بحدائقها الجميلة وساحاتها المزهرة كحديقة الأوداية الرائعة وقصبة شالة، كما تحفها مناظر خلابة مدهشة كأنها تاج مُرَصَّع بالجواهر: شواطئ شاسعة ذات رمال ذهبية ناعمة، غابة المعمورة الجميلة ذات أشجار الفِلِّين الأخضر.
في هذه الجولة في بعض مدن المغرب، نشرع أمامكم الباب لتشاهدوا بعضًا من حضارة هذه البلاد الشامخة، فنَحُطُّ الرِّحَال أول الأمر بعاصمة المملكة "الرباط"، ثم ننتقل إلى فاس مدينة العلم والحضارة، ونعرج على طنجة مجمع البحرين وملتقى الحضارات.
لنعود في وقت لاحق - إن شاء الله - لنُمِيْط اللثام عن مدن مغربية أخرى لا تقل بهاء وجمالاً وعلى رأسها مراكش الحمراء، وورزازات الزهراء، وكلميم باب الصحراء، والصويرة )موكادور(، والدار البيضاء الكبرى.
تخيلوا مدينة بيضاء تنتصب بعظمة وكبرياء على مصب النهر، تفتخر بتاريخ مجيد يعود إلى عصور قديمة، وتتحلى بجمال أخَّاذ جمعت مظاهره عبر قرون متعددة. اختيرت عاصمة للدولة الموحدية في القرن 12م، ثم بعد ذلك عاصمة للمغرب المعاصر.
تتميز مدينة الرباط بحدائقها الغَنَّاء وساحاتها المزهرة كحديقة الأوداية الرائعة وقصبة شالة. كما تحفها مناظر خلابة مدهشة كأنها تاج مرصع بالجواهر، شواطئ شاسعة ذات رمال ذهبية ناعمة، غابة المعمورة الجميلة ذات أشجار الفِلِّيْن الأخضر.
ساحة حسَّان: مجد الحضارة وحضارة المجد
بساحة حسَّان الواسعة تنتصب صومعة يبلغ علوها 44 مترًا، وتصوروا عُلُوّها كان سيصل 80 مترًا، كما كان يحلم بذلك يعقوب المنصور الموحدي.
تدل المائة عمود المحيطة بالصومعة على أن ساحة حسَّان كانت ستصبح أكبر جامع في العالم الإسلامي، في عهد عظمة الإمبراطورية الموحدية التي امتدت حدودها إلى تونس وإسبانيا.
أبواب المدينة القديمة: شموخ التاريخ
يُعَدُّ باب "الرواح" أجمل الأبواب الخمسة التي تسمح بالدخول إلى الرباط، إنه فخم ورائع يزينه إكليل زهر وأربيسك وردي ومحارات كبيرة.
عند زيارة المُتْحَف الأثري يكون الاندهاش قويًّا أمام هذه المفاجأة، فالمغرب يحكي تاريخًا عريقًا من خلال هذا المتحف، وذلك منذ عصر ما قبل التاريخ ومرورًا بالحضارات ما قبل الرومانية والرومانية، إلى الفترة الإسلامية الزاهرة، فهذه أدوات حجرية نحتها إنسان النيوندرال. وتستمر الزيارة بعد الخروج من المتحف وفي هذه اللحظة ستعتمدون على حاسة الشم التي سوف تقودكم لا محالة إلى زنقة السويقة، حيث الكفتة المشوية والحلويات العَسَلِيَّة والفواكه المجففة المتنوعة.
وفي الطريق نحو زقاق القناصلة تجدون معروضات طريفة من أباريق القهوة طويلة اليد، وفناجين حديدية بيضاء، وكؤوس مزخرفة وأثواب مطرزة وأساور فضية، كما تعرض كذلك في نفس الزقاق الزرابي الرباطية المشهورة بنعومتها ونسيجها الدقيق، وبلونها الأحمر الذي يتوسطه وسام مركزي.