عرض مشاركة واحدة
  #91  
قديم 09-21-2010, 01:45 AM
 
تركت جيسي الفتاتان وسط عاصفة من المرح , أشعلتها إيف بحركاتها البريئة المضحكة
و ذهبت إلى غرفتها هي و نايجل لتجده قد جلس على أحد المقاعد بجوار النافـذة سانداً رأسه على يده بشــرود
دهشت لأنه لم ينتبه لدخولها فجلست بجواره لتسأله فيم يفكـــر ؟
و لكن حين لاحظت أنه يفكر بعمق تنهدت و شردت بفكرها هي الأخرى

" ما بي هذه الأيام .. كلما ذكر أحدهم كلمة أمامي أتذكر شيئاً من الماضي "
ابتسم و... تذكر

منذ 4 سنوات تقريباً
كان قد أنهى أعماله المعتادة و لا يوجد عمليات أو شيء يستدعي وجوده
فقرر العودة لمنزله
أطلق صدره تنهيــدة عميقــة
لـ مرور شبح تلك الفتاة ذات العيون الزرقاء الواسعة و الشعر البني في مخيلته
دهش من نفسه حين توقف أمام منزلها فهو بطريقة مــا قد حفظ العنوان
خرج من سيارته
أغلق الباب و استند عليه
و نظر إلى شرف المنزل
تخيل لوهلة أنها ستطل عليه من إحداها ملوحة له , باسمة لرؤيته
نفض هذا الخاطر بعيداً عن رأسه عندما تذكر أنه تركها في المشفى و لم تره من حينها
مضى على ذلك قرابة الشهــر
لربما نسيتني
إذا لِم لَم أنسها ؟!!!
هه
- تنهد مرة أخرى
ثم عاد فابتسم -
أظنها لم تعرف اسمي
- ضحــك ثم تمتم بخــفوت -
لماذا لم أخبرها به حينها
يا لي من فتى شقي
غامت عيناه و أردف في نفسه بألم : لكني لم أستطع البقاء بجوارها و هي في تلك الحالة ..
رفع نفسه ليجلس على مقدمة السيارة بملل
ينظر للأرض تارةً و للسماء تارة
قريباً منه كانت تمـر فتاتان إحداهما ترتدي سروالاً من الجينز الضيق و قميصاً أحمـر بأكمام طويلة و سترة بلا أكمام من الجينز الأزرق أيضاً و قبعة " كاب " تتناثر خصلات شعرها من تحتها
و الأخرى ترتدي تنوره جلدية صفراء تصل إلى ركبتيها و معطف طويل من اللون الأبيض و قد أغلقت أزراره إلى المنتصف و قد رفعت شعرها الأشقــر كذيل حصان و كانت هي من قالت لرفيقتها بعد صمت طويـل و هي تشيــر ناحية نايجل : هيي أنظري لذلك الوسيم ..
أجابتها صديقتها بملل دون أن تنظر : يا لكِ من بلهاء
ضربت الفتاة قدمها بالأرض في سعادة : أووه لقد رفع رأسه
أسرعت الفتاة الأخرى من خطواتها و كأنها تقول : أنا لا أعرف تلك الحمقاء ..
بينما تحركت صديقتها إلى ذلك الشاب و قد رسمت ابتسامة جذابة على شفتيها
همست حين وصلت إليه : المعذرة .. أ تعلم كم الساعة الآن ؟
أجابها ببرود ساخـر : عجباً .. أ ساعتك معطله ؟
قالها و هو يشير إلى ساعتها
ضحكت بارتباك و هي تقول : أ .. أجـل .
هز كتفيه و تمتم : لا أدري –رفع يديه – فليس لدي واحدة
أجابته : حسناً .. أ تنتظر أحداً هنا ؟ .. أنا أعلم كل من يسكن هنا .. أ تريد أحداً ما ؟
نظر إليها و ابتسم مفكراً : تذكرني هذه الثرثارة بـ جيسي .
بينما احمرت وجنتا الفتاة لابتسامته
شعرت بأحدهم يمسك يدها و يجراها جراً و صوت صديقتها يقول باستياء شديد : أسفه .. علينا الذهاب ..المعذرة ....... ألا تكفين عن تصرفاتك البلــهــ
- جيسيكــا وينــر .. يا لــهــا من مصـادفـة !
توقفت أنفاسها .. هذا الصوت .. إنه صوته , ذلك الغامض .. أ أتخيـل كالعادة ؟؟.. أم أنه حقاً هنا؟؟!!!

كانوا جميعاً يقفون في منتصف الشـارع ,
سمــعــوا بوق سيارة فتحركوا بسرعة للرصيف ,
بمجرد أن لامست أقدامهم أول الرصيف حتى أسرعت جيسي بخطواتها
أ تريد أن تبعد شبحه ؟!!
أم لا تريد مواجهته بما تحققت منه مؤخـراً
لمعت عيناها بالدموع لكنها لم تذرفها
لم تسمح لها بالهروب
تخاف أن تنساه إن غادرتها دموعها الدالة عليه
أوقفها أحدهم عن المشي عندما أمسك بمعصمها
قال بسخرية : هل أخطئت ؟!! ... أ لست جيسيكا ؟
رفعت عينيها الزرقاوتان إليه
ارتبك نايجل من نظرتها تلك و دموعها وشيكة الانهمـار
تخيل أنه يرى نفس النظرة عندما ينظر لنفسه في المـرآة
كانت نظرتها تحمل شيئاً جديداً عليه و .. عتابــاً
ردت عليه : بلى أنا جيسيكا .. و أنت ؟
نظرت إليه بترقب فبادرها هامساً و قد انسدل خصلات شعره على عينه اليسرى ليبدو مظهره غامضاً و جــذابــاً : أ تعتقدين أني سأخبرك إياه بهذه السهولة .. جيسيكا ؟
تمتمت : جيسي أفضل , و لا تختصره لـ جيس فأنا لا أحب أن يناديني أحد بهذا الاسم ..يكفيني أخي كايسي لا يلبث أن يناديني به كلما رآني ..
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!