ابتسم فقد قالت جملة طويلة و هو لم يسألها منها شيئاً , اعترض بنبرة باردة نوعاً مـا على الرغم من الابتسامة العذبة التي زينت شفاهه : لسانك هذا .. أريد أن أقطعه .
تراجعت خطوات قليلة و قد حملت ملامحها بعض القلق
ارتبك نايجل من تلك الفتاة الواقفة وراءهما تراقب ما يحدث بذهـول تــــام
رأي نايجل سيارة ستعبر من أمامهما بعد قليل فانتظر قليلاً إلى أن اقتربت ثم أمسك بذراع جيسي و جرى بها إلى سيارته
هتف بها : اصعدي .
و انصاعت لأمره دون تردد
و انطلق بالسيارة بسرعة البرق ليبتعد
و يبتعد ..
و يبتعد...
بمن شغلت تفكيره طوال الفترة المـاضية
لا يدري أي المشاعر تلك التي اجتاحت نفسه
و لكنه يريدها أن تكون معه
فقط . . .
أوقف سيارته في مكان لم تره جيسيكا من قبل فسألته بنبرتها المتوترة : أ.. أين أنـا ؟؟
رمقها طويلاً قبل أن يجيب ببرود : هنا .. على الأرض .
اشتعل وجهها غضباً و فتحت باب السيارة و خرجت بعصبية
اتسعت عينا نايجل و خرج ورائها هاتفاً : جيسيكا .. جيسيــكـــآآآآ
توقفت و صرخت به : ماذا تريد أيها المتعجرف ؟
عض نايجل شفته السفلى و قال بهمس : لم أقصد مضايقتك .
صمتت جيسي و تمتمت و هي تنظر للأرض : حسنا –صمتت قليلاً ثم رفعت عينيها و أردفت بابتسامة ماكرة – لكني لن أسامحك إلا إذا أخبرتني باسمك
رفع نايجل حاجبه الأيسر مستنكراً و قال : حسنا و لكن بشـرط .
رمشت جيسي و همست : ماذا ؟
كانا يقفان في منطقة نادراً ما يمر بها أحد لأنها بجوار منزل نايجل
لذا و بحركة سريعة أصبح يحاصر جيسي بذراعيه , ناظراً في عينيها الزرقاوتين الخائفتين , همس :أ خائفة؟
ابتسمت بارتباك : هـ . . هــآ .. لـ لا .. أنـ
قاطعها ضحك نايجل و قوله : حسناً .. يبدو ذلك جلياً ..
أخفض رأسه قليلاً لكي يكون بمسـتواها و همس : جيسيكـا .. لماذا ؟ .. لماذا لا أستطيع ألا أفكر بغيرك ؟.. ماذا فعلتِ بي أيتها الصحفية الفضولية ؟
رمشت جيسي بعينيها بترقب لما سيفعله و قالت بنبرة خرجت ساخرة رغمـاً عنها : ماذا ؟؟ لا تقول أنك تحبني ؟!!!
رمقها نايجل بحدة و تمتم من بين أسنانه بفحيح بــارد : ماذا ؟ يا لكِ من متفائلة !
شعر بالضيق لأنها قالت هذه الكلمات
و هذا يعني أنها لم تفكر فيه حتى
و لربما تذكرته حين رأته اليوم
شعر بقلبه ينقبض
لكنه ابتسم بخبث
ثم طبع على شفتيها قبلة سريعة توقف لها قلب جيسي بعنف صاعق
استدار مسرعاً و همس : . sorry
مشى خطوتيــن ثم التفت و قد ارتسمت على شفتيه ابتسامة باردة
و تمتم قائلاً باستهزاء لم يدري أهو منها أو من مشاعره : أنا نـايـجـل .
ثم دخل إلى السيارة و كاد أن يمضي و لكن جيسي أفاقت من صدمتها و صرخت به : هيي أنت ! .. أين ستتركني هنا ؟؟ .. أعدني إلى منزلي .
لم يجبها نايجل بل توقف عندها لتركب و بالفعل فتحت جيسي بابها و جلست بجواره
لم يتفوه نايجل بكلمة طوال الطريق
و وصل إلى منزلها
نزلت جيسي و لم تنطق بحرف على غير العادة
و لكن نايجل لم يتحرك , ينتظرها إلى أن تصعد إلى منزلها و قبل أن تدخل قفز شاب درج المنزل و أصبح بجوارها
دفعته جيسي بعيداً و كاد أن يسقط لولا أن أمسك بسور الدرج
هم الشاب أن يصرخ بها , لكن نايجل كان بانتظاره
حيث أمسكه من سترته و لكمة فـ بلع الفتى المسكيـن اثنين من أسنانه بلا رجعه
ثم لكمة مرة أخرى ليفلت الفتى من بين ذراعيه و يولي هارباً
ابتسمت جيسي لأنها أدركت أن نايجل أفرغ غضبه فيه و قالت : يا لك من شرس , نـاي .
نظر إليها و ردد باستياء و تعجب : نــاي !! - نــــــــايـجيـــــــــل
جفل نايجل و التفت حوله ليري جيسي جالسه بجواره
ابتسمت على شكله المفزوع و قالت : ميشيـل تريدك .
وقف و قال بارتباك : آه .. آه سأذهب ..
قطبت جيسي حاجبيها و فكرت : ما به ؟ !!!
دخل نايجل إلى قاعة التدريب ليجد سيدة في أوائل الثلاثين ترتدي تنوره سوداء قصيرة من تحتها سروالاً بنفس اللون و قميصاً قطنياً باللون الأبيض و قد ربطت قميصاً آخر حول خصرها
التفتت إليه بعينيها البنيتين و قالت و هي ترفع حاجباً : مرحباً نايجل .
أجابها بهدوء : مرحباً , ميشيـل .. ستبدأين ؟!!
تمتمت : أجل و..
قاطعها نايجل عندما وجه حديثة لـ آني و روكسان : ستبقيان مع ميشيل حتى الساعة الثالثة عصراً .. باقي اليوم إجازة لكما ..افعلا فيه ما تشاءان على أن يكون اللقاء بـ ميشيل في السادسة صباحاً من الغد .
ابتسمت الفتاتان و صفقا بأيديهما معاً بمرح
أنهت ميشيل مراسيم المرح بقولها : نايجـل..إنهما اثنتين و أنت أخبرتني أني سأدرب فتاةً واحدة .
أجابها نايجل و هو يغادر المكان : إن احتجتِ شيئاً فاطلبيه من آرثر .
ثم استدار و خرج
رمقت ميشيل كلاً من آني و روكسان و قالت : تعالاً
سارتا ورائها
خرجوا من غرفة التدريب لينتقلوا للغرفة المجاورة و التي كانت تحتوي على مقاعد و مرايـا
تساءلت روكسان : ماذا ستدربيننا بالضبط ؟
قالت ميشيل و هي تتوجه لأحد المقاعد و تخرج من تحته صندوق فضي أنيق
فتحت الصندوق و أشارت داخله قائلةً : فن التنكـر .
اتسعت عينا الفتاتين على أشدهما و قالتا في صوت واحد : تــنــكــر ؟!!!!
لم تبتسم ميشيل و قالت و هي تتنهد : نعم و الآن كل فتاة منكما تجلس على أحد المقاعد لأعلمها كيفية استخدام هذه المساحيق
و جلستا الفتاتان و قد تحمستا لتتقنا هذا الفن
أمسكت ميشيل بـ علبة و قالت : هذه عدسات لاصقه و أتوقع أنكما تجيدان استخدامها
أومأتا برأسيهما فأمسكت بعلبةٍ أخرى و فتحتها ليجداً جميع ألوان البـودرة التي تخيلتاها من قبل و التي لم تخطر لهما ببال
وضعت ميشيـل صورةً على المرآة لامرأة ذات بشرة سمراء و عينين بنيتين و شعر أسود قصير
و بدأت تدهن وجهها بنفس لون البشرة بسرعة احترافية
ثم وضعت العدسات البنية و قالت : هذا أسوأ أنواع التنكر
نظرت إليهما فوجدتهما ينظران إليها و لم ينبسا ببنت شفة
ابتسمت باستهزاء و بدأت بتعريفهما على باقي الأدوات
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |