09-21-2010, 01:46 AM
|
|
[اليــوم هو الثالث و العشرين من شهر فبراير الساعة الآن السادسة صباحاً " شـركة جرازياني للطاقة " الدور السابع ]
دخل إلى مكتبه و هر يتثاءب متمتماً : ما هذا الكسل ؟
أدار عينيه في المكان ثم توجه لمكتبه , وجد عدة جرائد ملقاة بجوار مقعده بإهمال
أمسك أحدها و أخذ يقلب فيها بملل
انقبضت أصابع يده حتى كادت تمزق الجريدة
عندما رأى ذلك الإعلان
" كما عودتكم شركة :: دايون :: للرحلات البحريـة
فهاهي تعود بجديدها هذا العام للشباب و لكل من يرغب في المشاركة بهذه الرحلة الممتعة
و المثيـرة
لكل عشاق المغامرات , سنبحر معاً فوق سفينة " Magic Blood " في مغامرة مائية مميزة
إلخ... "
ارتفعت عينيه تلقائيـاً لتاريخ الجريدة
[ الثالث عشر من فبـرايـر ]
منذ عشرة أيــام
نهض من مقعده كمن لدغ بعقرب و توجه بخطوات سريعة مضطربة لذلك المكتب الواقع في نهاية الردهة المجاورة لمكتبة
طرق الباب بدقات منتظمة هادئة للغاية عكس النيران التي تموج داخله
دخل بعدما سمع صوتاً مثلجاً يدعوه
وقف أمام ذلك المكتب ذي النقوش الفاخرة و قال : صباح الخيـر سيدي
لم يتلق رد , عندها وضع الصحيفة التي في يده على المكتب
التقطتها يد بيضاء متغضنة و باردة
دقائق و قال الرجل بلهجة غيـر قابلة للنقاش : جهز كل الاستعدادات لذلك
هال بتوتر : لكن سيدي Magic Blood هـو ..
قاطعة رالف بحده : هــــال .. لا نقاش .. نفذ و حسب
رمقه هال للحظات ثم تمتم : أمرك سيدي ..
ثم استدار و خرج
" يا للشيطان ...فيم يفكــر ذلك الرجل .. بل كيف يفكر ؟.. أ هي مجرد صدفة ؟ أم أن الأمـر مقصود ؟؟؟
رأسي سينفجــر "
[ الساعة الآن الثامنة و النصف صباحاً صباحاً "مبنى الدفاع المدني" الطابق الثاني عشـر ]
دخلت سام إلى المكتب
رأته عيناها كئيـباً ..
" اختفى مـارتن بعد الاجتماع ذلك اليوم ..أي منذ عشرة أيام تقريباً .. كيف مروا عليّ ..كيــف ؟ "
جلست على مكتبها و بدأت تراجع أوراق عمليتهم الجديدة
زمت شفتيها و هي تقرأ بعض السطــور
اندمجت مع هذه الكمية من المعلومات لدرجة كبيرة
- سامنتا !! .
- آآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
تصلب ذلك الشخص الذي دعاها بصدمة , لم يتوقع ردة الفعل تلك ,بينما وضعت سامنتا يدها على قلبها في محاولة لتهدئة دقات قلبها المضطربة , شعرت برغبة كبيرة في البكاء , لكنها كبتتها و هي تتمتم : تباً لك أيها المزعج .
ابتسم و قال : لم أكن أعلم أن اسمك يخيفك هكذا .. أحمد الله أن الغرفة عازلة للصوت .
نظرت إليه بحدة , ثم أردفت بعصبية : ماذا تريد , ليـو ؟
توجه ليو لمكتب مارتن و قال : لا شيء و إنما أردت سؤالكِ ألم تري CD مكتوب عليه اسم مارتن
قطبت سام حاجبيها و قالت في نفسها : لماذا لم يتصل بي ؟ ماذا بك مارتن ؟ تغيـرت كثيـراً ..
قالت بهدوء غريب : انتظر .
فتحت أحد أدراج مكتبها و أخرجت منه اسطوانة موضوعه داخل حافظة أنيقة , ثم أردفت : ها هي .. لقد وجدتها و أنا أرتب الأوراق البارحة
أخذها ليو و قال : أوه .. أشكرك سام .. لقد أصابني بالصداع من كثرة إلحاحه عليها ..آه شكراً مرة أخرى ..
نظر إلى سام و وجدها شاردة , كاد أن يبتسم و لكنه تدارك نفسه و رسم البرود على وجهه و قال : ماذا بكِ سام ؟
جفلت سام و لوحت بيديها بارتباك : لا لا .. لا شيء
ثم عادت و نظرت إلى الأرض
هم ليو بالخروج عندما أوقفه صوت سام المتلعثم : إمم .. لـ ليــو .. أيـ أين هـو مـ مار.. مارتن ؟.
أجاب بهدوء مقتضب : في مهمة .
قالت في سرعة : وحده ؟!!
رفع حاجبيه دهشة و قال ببرود : أجل .. وحده .
ثم خرج
تنهدت سام و عادت للعمل ..
و لكن كل تفكيرها كان يدور حول مـارتن ..
" أين أنت أيها الفتى ؟
لم تعذب فتاتك هكذا ؟
أين أنت أيها الفتى ؟
أ ترى الهروب وسيلة للراحة ؟
أ مرتاح أنت ؟! و أنا هكذا ؟؟
أجبني .. أجبني يا معذبي .. أجبنـي "
[ الساعة الآن الخامسة مساءاً "مبني الدفاع المدني" الطابق الثالث عشر .. غرفة آني ]
سمعت صوت طرقات خفيفة على الباب
ردت بنبرة مرحة : أدخلي , جوان .
دخلت جوان و هي تتمتم : بت تعرفين طرقاتي .
أمسكت آني يدها و خرجت معها من الغرفة و هي تقول بذاتِ النبرة : أجل .. هيا بنا سأتأخر عن الجامعة و لم أذهب طوال الأسبوع الفائت .
ضحكت جوان و قالت من بين ضحكاتها : لا تذكريني .. كنتِ كل يومٍ بعد التدريب تصعدين أنتِ و روكسان و كل واحدة تقول أين سريري ؟
شاركتها آني الضحك و قالت : أ تذكرين عنما صدمت رأسي برأسها و تشاجرنا
لم تتوقف جوان عن الضحك و هي تردف : كنتم كالسكارى ..
توقفا عن الضحك بعد فترة
سألت آني : متى تبدأين بالتحضير لزفافكِ جوان ؟
عضت جوان على شفتها السفلى ثم تمتمت بخفوت : لم نقرر بعد .
ابتسمت آني على خجلها و لكزتها قائلةً بمرح : لا تهتمي فـ كاي سيتولى كل شيء
تصنعت جوان الغضب و هي تسبقها بخطوات هاتفة : لِم أنتِ سخيفة هكذا , آني .. لا ترسمي هذه الابتسامة البلهاء على محياكِ .
صمتت آني قليلاً و كأنها تحلل كلامها ثم قالت و قد قطبت حاجبيها و نظرت إليها بعدم فهم : ماذا تقصدين جوان ؟ ..- ابتسمت جوان فهتفت – يا لكِ من مشاكسة .
ركضت جوان إلى السيارة السوداء و دخلتها بسرعة
لحقتها آني التي غمرها الهدوء بمجرد أن دخلت
قال كاي مشاكساً إياها : أين اختفت ضحكاتكِ , آني ؟
رفعت حاجب و قالت بملل و هي تنقل نظرها بين كاي و جوان : أنتما تشبهان بعضكما كثيراً .. أ تريد أن تعنفني , كاي ؟
لم يبتسم كاي و استطرد بهدوء : لا .. لن أعنفكِ ..لكن عليك أن تكفي عن التذمر و أن تنتبهي لتدريباتك .. عليك أن تحمي نفسك آني ..لن أكون متواجد دائماً لحمايتك
أشاحت آني بوجهها بعيداً عنه و لم تنطق بكلمة
أكمل كاي بنفس الهدوء : ماذا ستفعلين اليوم في الجامعة ؟
زمت آني شفتيها و قالت : لا شيء ..
استدركت بسرعة : سأقضي اليوم أنا و جوان مع أصدقائي هناك
كان كاي يعلم هذا و لذا لم يعقب
حل الصمت على السيارة لبعض الوقت قبل أن يقطعه كاي بعبارته الودودة : اتصلا بي عندما تعودان .
سألته جوان : لماذا ؟ .. ألن تأتي لاصطحابنا ؟!!
ابتسم كاي و رد بحنان : آسف .. لن أستطيع ذلك
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |