عرض مشاركة واحدة
  #103  
قديم 09-21-2010, 02:06 AM
 


[ اليوم هو الرابع و العشرين من شهر فبراير
]

أشرقت شمس هذا اليـوم على مدينة نيويورك
لم تبعث إليهم بأي حرارة بل كانت أشعتها باردة كقلوب أبطالنا
لا دفء فيها و لا حتى وهج

[
الساعة الآن السابعة صباحاً .. غرفة التدريبات
]

كانت ميشيل تقف وراء آني و روكسان الجالستين , كلُّ على مكتبها تعيد تغيير ملامح وجهها ببراعة
اقتربت ميشيل من آني و همست في أذنها ببرود : أنت لست منتبهة .. ركزي في عملك آني إدجار .
لم تعلق آني على جملتها بل حاولت التركيز و هي تقول في نفسها : تباً .. أ واضح عليَّ لهذه الدرجة ؟!

[
الساعة الآن التاسعة صباحاً .. ألاسكـا
]

كان أنجيـل جالساً في غرفة الاجتماعات
و أفراد فريقه الثلاثة جالسين أمامه " مارتن, بيتر , تشيلسي "
بدأ أنجل كلامه بـ : لقد وجدنا بيل
شهقت تشيلسي : حقاً وجدتموه –أردفت بحزن و هي ترمق مارتن - هذا يعني أن موروني سيعود لـ نيويورك .
لم يبتسم أنجل بل استطرد و كأن تشيلسي لم تقاطعه : لقد وجدنا جثته طافية و قد تجمدت أطرافها على سطح البحيـرة الشمالية .. وجدها بعض العاملين في المصنع
حلت الصدمة على الوجوه الثلاثة
بينما أردف أنجل و هو يشير بعصاه للخريطة : الغريب في الأمـر أن المكان الذي وجدناه فيه .. كان بعيداً عن مكان المهمة .
قاطعة مارتن : إذا لقد قتل في مكان ما ثم وضع هنـاك لنجده .. أراها تحذيراًَ
علق بيتر بسخرية : أ أنت خائف موروني ؟
رمقه مارتن ببرود و عاد ببصره للخريطه .. بتجاهل
فوقف بيتر و صرخ به : أ تسخر مني يا هذا ؟
اخترق أذنه صوت أنجل قائلاً بهدوء مريب : بيتر .. لقد علمت للتو أن بيل مات و هذه هي ردة فعلك .
امتقع وجه بيتر و قال : مـ ماذا .. ماذا قلت ؟ مــات !!
وضع أنجل يده على وجهه , غمغم : مع من أتعامل أنا ؟!
- مع أطفــال .
التفت مارتن بحركة حادة للصوت
حينها رأى تلك الابتسامة الساخرة التي اعتادها و العينين العسليتين الناعستين بتهكم
هتف بفرحة متناهية : كـــــآي .
نهض من كرسيه و انطلق نحوه ليعانقه بشوق
أفلته , فتمتم كاي بصوت مسموع : يا لك من ناكر للجميل !
نظر إليه مارتن ببلاهة و تمتم و قد قطب حاجبيه بعدم فهم : لماذا ؟
لف كاي يده حول عنق مارتن و هو يحرك قبضته فوق رأسه : أ تترك فريقي و أنت من أول الأعضاء فيه أيها الأحمق .
تركه ثم قال بملل : لماذا لم تخبرني ؟ لم تركت الخبر لنايجل .. أ أعجبك أن يخبرني هو بسفرك المفاجئ.. هذا و أنت تعرف أسلوبه ؟ - مال على أذنه – ألم ترحم تلك المسكينة التي تسأل عليك الجميع دون مبالاة بما سيقولون .
اتسعت عينا مارتن الرماديتان بدهشة و قال : لا تقل أنـ
قاطعه كاي بملل : نعم , سام .
لم تتغير ملامح مارتن لأي شيء , بل ظل يبحث في وجه كاي عما يكذب ما قاله .
تنحنح أنجل قائلاً ببرود : ألم تطل مراسم الاستقبال الحارة تلك ؟ !
حك مارتن رأسه مفكراً ثم ابتسم و هو يتمتم بخفوت و كأنه يحدث نفسه : رائع
– متجاهلاً عبارة أنجل تماماً –
أشار أنجل لـ كاي بالجلوس بجانب مارتن ففعل
أما أنجل فقد ظهر الغيظ على وجهه في حركة حاجبه الأيسر مما جعل كل من بيتر و تشيلسي يبلعان ريقهما بتوتر بينما لم يظهر أي اهتمام من قبل مارتن أو كاي .
أخذ أنجل نفس عميـق ثم بدأ حديثه موجها إياه لـ تشيلسي و بيتر و هو يشيـر لـ كاي : - تشيلسي , بيتـر ..هذا كاي سينضم إلينا في الفترة الراهنة للتحقيق في موت بيـل .. و للتحقيق في المهمة الأساسية أيضاً
قاطعه كاي ببرود : بل أنتم ستنضمون إلينا في المهمة الأساسية لا نحن .
زم أنجل شفتيه قائلاً في نفسه بحنق : يبدو أن نايجل قد لقنه إحدى محاضراته .
ثم أجابه ببرود , يتحداه : لا يهم , كاي .. جميعنا واحد ..
رفع كاي حاجبه الأيسر ثم أنزله و هو يقول بابتسامة هازئـة : لا لسنا واحد .
أغمض أنجل عينيه لبرهة ثم فتحهما و رمق كاي بلا مبالاة و هو يبدأ حديثة الذي قطعه كاي : - سنبدأ في الأول من مارس .. سيذهب كلُ من بيتر و مارتن و كاي إلى المنطقة الشمالية ..للاستطلاع و ستأخذون معكم ما تريدون من أسلحة و أدوات .. أ هناك استفسار .
لم ينطق أحد
فاستطرد أنجل : انصراف ..
خرج الجميع من الغرفة بينما توقف كاي عندما هتف أنجل بهدوء : كاي , أريدك .
لم يبق أحد في قاعة الاجتماعات سواهما
تنهد أنجل ثم قال : كاي أنت ستكون مسئولاً عن البحث في موت بيل .. و أظنك تعلم السبب ..
مط كاي شفتيه بتوتر و تمتم : أجل .. فقد حدث ذلك بنفس الطريقة التي مـ..
قاطعه أنجل بعصبية : يكفي .. أريدك أن تكون المسئول عن هذا فحسب ..
ربت كاي على كتف أنجل ثم استدار و أردف : لا تقلق .. فمهما كان الفاعل .. فـ سأنتقم ..
خرج و ظل أنجل يسمع صوت خطواته و قد ارتسم الألم على ملامحه و الكلمة تتكرر في ذهنه ..

بنفس الطريقـة
بنفـس الطـريـقـة
بـنـفـس الطــريــقـة
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!