09-21-2010, 02:16 AM
|
|
ليـــو
ليو باستنكار : ما هذا ؟ أ تتشاجران ؟ أم تلعبان ؟
وقفت روكسان على الفور مما آلم آني حيث دفعتها روكسان بعيداً
وقفت آني و هي تتأوه ثم هتفت بـ روكسان : لِم دفعتني هكذا ؟ - نظرت لـ ليو تم همست بنذالة بحيث لا يسمعها ليو – آها .. لأجل ليو .. لا تقلقي سأكون معه غداً
بادلتها روكسان الهمس : و أنا سأكون مع راي و سأصالحكما
حينها لم تتمالك آني نفسها و هتفت بوعيد : إن فعلتها , فسوف تندمين .
استغرب ليو من لهجتها العدائية و كذلك روكسان التي تصلبت ملامحها
عضت آني على شفتها السفلى و هي تفكر : لماذا ؟ لماذا لم أعد أتحكم بأعصابي ؟ لم أراهم كـ أعداء ؟ لما لا أشعر بالأمــان ؟؟ عندما أنهي ما أنا بصدده سأطمئن .. آجل .. سأكون بخيـر حينها ..
لمعت الدموع في عينيها , رأتها روكسان فابتسمت و قالت : لا بأس آني .. لا تتضايقي
نظرت إليها آني و ضمتها و هي تصرخ : آسفة روكسي .. لقد فقدت أعصابي .. أنـ أنا آســفــة ..
لاحظت روكسان أن ليو ينظر إليها بحب و حنان
رفع بديه و وضع سبابتيه و إبهاميه مقابل بعضهما ليشكلوا قلباً
و أرسل لها قبلة من خلال هذا القلب
حينها دفنت روكسان وجهها في كتف آني و هي تبتسم و لكن عندما تذكرت ما سيحدث غداً قطبت حاجبيها بامتعاض
قالت آني ساخرة و صوتها متحشرج قليلاً : هيي.. يا روميو .. لقد عصرت بين يدي روكسان .. أخرج من هنا .. أريد أن أتنفس
قرصت روكسان آني في ذراعها فصرخت و هي تقول بحنق : يا لكما من ثنائي فاشل
أجابها ليو : و ما شأنك أنت يا حبيبة راي
اختفي المرح من وجه آني على الفور مما جعل ليو ينظر إليها بشك
التفتت روكسان و أمسكت بذراع ليو و أخرجته من الغرفة
و أغلقت الباب خلفها
سأل ليو بقلق : ما بها ؟ لقد تغير مزاجها أكثر من مرة منذ أن دخلت .. أ هي متعبة ؟
هزت روكسان رأسها بخجل لأنها لم تستطع إلى الآن ترك يده
انتفضت عندما شد ليو بقبضته على يدها الصغيرة الساكنة بهدوء داخل يده و بدأ يمشي في الممرات إلى أن وصل للمصعد
وقف أمامه و همس لروكسان : ما رأيك في الصعود للسطح قليلاً
أومأت روكسان برأسها إيجاباً و هي تقول في نفسها : علي استغلال كل لحظة لـي مع ليـو ..
وصلا إلى السطح .. الهواء كان بارداً , و القمر قد غاب هذه الليلة
مشى ليو بعض الخطوات ثم دار حول نفسه دورة كاملة و هو مغمض العينين
و تمتم : ما رأيك في هذا الجو ؟ أليس منعشاً ؟!.
ابتسمت روكسان و لم تعلق
ابتسم لابتسامتها ثم قطب حاجبيه قليلاً و كأنه تذكر شيئاً
قال بجدية : روكسان .. ماذا بكِ ؟
نظرت إليه بغير فهم و قالت : ماذا تقصد ..؟ أنا بخيـر .
اتكأ بظهره على السور و هو يرجع رأسه للوراء ..مط شفتيه ثم قال أخيراً : أ تخفين شيئاً عني ؟! .. – لم ينتظر ردها بل استطرد – أشعر بهذا .. أنتِ تتهربين مني كثيراً في الفترة الماضية .. روكسان .. إن كان وجودي يضايقكِ , أو أنك لا تبالين بي أصلاً
أو لربما تكرهينني بعد ما فعلته .. أو أنكِ تحبين شخصاً آ..
قاطعته و هي تصرخ : كــفــى .
خرجت صرختها من أعماق قلبها الصغير
قلبها الذي لم يعد يستطيع التحمل أكثر من هذا
تتمنى لو تخبره لكي يساعدها
لكنها تعلم بما سيفعل إن علم .. أو شعر حتى بما تخفي
ستكون النهاية ..
مصير آني و كاي , نايجل و حتى مصيرها هي و ليوناردو .. كل شيء متعلق بما ستفعل .. لا يمكنها أن تضعف الآن ... لكن لا يمكنها أن تسكت و هو يطعنها بكلماته تلك
فما كان عليها إلا أن تصرخ لكي تسكته
أما ليو فظل ينظر إليها واجما
كانت تبكي و كأن قريباً لها قد مات
كانت تبكي و كان هذا آخر بكاء تبكيه
تبكي بحرارة
وجنتاها محمرتان و عيونها مغمضة بشدة و كأنها تريد منع هذه الدموع التي تجري على خديها
شهقاتها التي مزقت قلبه
و بسرعة.. ضمها إليه و هو يلعن ما كان يود فعله .. لكنه يشعر أنها تخفي شيئاً .. دائماً ما ينسى كم هي رقيقة و لا تتحمل أسلوبه القاسي في التعامل
- غبي
همس بالكلمة في حنق
بينما شعر بها تضحك بين ذراعيه , ففك أسرها لتترك لضحكاتها العنان
بمجرد أن رأت روكسان وجهه المذهول حتى زادت من ضحكاتها
ثم بدأت بالسعال و بشده حتى احمر وجهها
أخذ ليو يربت على ظهرها بخفة لكي تهدأ , لقد هدأت و لكنها كادت ان تبدأ عاصفة أخرى من الضحك عندما رأت وجهه الخائف و لكن ليو احتضن وجهها الباسم بين يديه و هو يقطب حاجبيه و يحاول تصنع الجدية في صوته و هو يقرب وجهه منها , بينما يريد الضحك : لماذا تضحكين أيتها المخادعة الصغيـرة ؟
لم تجبه روكسان بل ظلت تنظر غليه و كأنها تحفر ملامحه في قلبها
دخلت آني إلى السطح فجأة لتراهما بهذا القرب
لم يبتعد ليو عن روكسان مقدار سنتيمتر واحد
بل التفت لآني برأسه و قال ببروده المعهود : آني .. أخرجي
رفعت آني حابيها دهشة و قالت بسخرية : ابتعد عن الفتاة .. تكاد أن تذوب بين يديك.. – أكملت بنذالة – أنتظر فقط للغد و افعل ما تشاء
حينها التفتت روكسان لآني هي تنظر إليها بعيون تشع غضباً
فضحكت آني و قالت و هي تلوح بيديها في ارتباك : أمزح أمزح ..
استفسر ليو : و لماذا الغد بالذات ؟
حينها أدارت روكسان عينيها في المكان متجنبة الإجابة
بينما قالت آني بابتسامة زائفة مرتبكة : لأنه سيكون لديها عمل كثير مع تيم .
أومأ ليو برأسه دليل الفهم
صمتوا قليلاً ليقطع صمتهم صوت الهاتف الخاص بـ ليـو
رد ليـو : مرحباً .. أجل .. ما به ؟ .. ماذا ؟؟؟ ..مات ؟؟ كيف ؟ أوه ..حسناً سنأتي جميعاً ؟ لكن لماذا لن تـ .. .. حسناً حسناً .. لا بأس .. أراك لاحقاً
زم ليو شفتيه و نظر إليهما قائلاً : سأرحل الآن .
قطبت آني حاجبيها بتفكير و خرج الكلام من فمها بطيئاً : ما الذي حدث ؟
ليو ببرود و هو يدير ظهره لهما : ليس من شأنك .. فلتعلمي فقط أنك و روكسان مستبعدتان من أي اجتماع قادم على مدار شهر مارس كله .. و حتى اجتماعات هذا الأسبوع الأخير .. – أكمل قبل أن يبدأن بالاعتراض – لا تسألن لماذا ؟ فأنا لا أدري .
و بمجرد أن خرج قالت آني في نفسها : أتمنى أن يكون كاي بخيـر .. أنا لا أشعر أنه في خطر ..لذا أظن أنه بخيـر .. لا أنا لست متأكدة من مشاعري إلى الآن .. أ أنا أشعر به أم لا ؟ .. يا إلهي .. ساعده .
هزتها روكسان بلطف قائلة : هذا أفضل .. هيا لنعد لغرفتي لنكمل ما بدأنا به .
ابتسمت آني و أومأت برأسها و هي لم تسمع شيئاً مما قالته روكسان .. أصلاً .
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |