09-23-2010, 03:02 AM
|
|
وصلت روكسان أخيـراً لـ بوابة الجامعة
حيث وجدت آني تركب دراجتها النارية و تضع الخوذة فوق رأسها
جلست روكسان ورائها قائلةً بمرح : هل أعجبتكِ دراجتي ؟
وصلها صوت آني المختنق و هي تجيبها باقتضاب : كثيـراً .
كادت روكسان أن تضيف شيئاً و لكن نقظة ماء التصقت بوجنتها
رفعت سبابتها و وضعتها على هذه النقطة ثم تذوقتها
اتسعت عيناها بذهـول
" مـالحـة ؟!! .. إنـ إنها دمــوع "
تحولت نظراتها للحزن بعدما كانت سعيدة لإعجاب آني بالدراجة
و بعد مرور بعض الوقت
- هيي .. ما بكِ صامته ؟! .. هيا أخبريني بما حدث معكِ اليوم .
و هنا ارتبكت روكسان و تلعثمت : لـ للـ لم يحدث .. لم يحدث شـ شيء .
تنهدت آني و كأنها تؤكد في سرها أن هناك ما حدث و لكنها قالت بهدوء : علينا الآن أن نذهب لـ نايجل فور وصولنا لمبنى الدفاع المدني
قاطعتها روكسان بتوجس : آنـي ..
ردت : ماذا هناك ؟
زفرت و قذفت كلماتها بسرعة : لقد اتصل كاي في الصباح و
انقطعت كلماتها بسبب ميلان آني المفاجئ بالدراجة
صرير عالٍ
صوت اصطـدام
تكسـر زجـــاج
تجمهر المارة حول تلك الدراجة النارية التي دخلت في أحد المحالات بسبب سوء قيادة سائقها
نهضت آني بتثاقل , لم تهتم بنفض الزجاج المتناثر على ملابسها و التفتت على روكسان قائلة بهلع شديـد: روكسي .. روكســـي
رأتها تنهض و هي تمسك بـرأسها
بلعت ريقها و سألت : روكسـان ؟!
حينها نهضت روكسان بحدة و صرخت بوجهها : أيتها المتهورة.. أنتِ نسخة مصغرة من ذلك الكـاي ..
ارتسمت على ثغر آني ابتسامة باهتة
و جفناها ينسدلان ببطء على عينيها الخضراء
لم تعد ترى روكسان
و لا الناس من حولها
أصبحت الصورة رمــادية
لا بـل ســوداء
و سقطت آني في عالم اللا وعـي
حينها صرخت روكسـان و هي تحتضن آني : ربــاه .. آنـــــــي .
ويـــ ويـــ ويـــ ويــــــــ
لم تتوقف دموع روكسان عن الانهمار طوال الطريق إلى المشفى
انتبهت لطبيب يقترب من وجه آني و يمسك بشيء مـا و يشده
أمسكت روكسان بيد الطبيب قبل أن يكمل ما يفعل و قد تحولت نبرتها للحده : لا أتوقع أن هذا من شأنك أيها الطبيب المحترم .
ارتبك الطبيب من نظراتها و ترك ما كان يمسك به و نظراته الفضولية تتابع حركات روكسان
أخرجت روكسان هاتف آني و اتصلت بـ نايجل
تيـت تيــت
رد نايجل بهتاف : آنــي أنتِ بخيــر ؟
سمع صوت شهقات فصرخ : أجيبي أيتها الحمقاء , ما الذي حدث ؟
حاولت روكسان أن تجيبه لكنها انخرطت في البـكاء
أخذ الطبيب الهاتف منها و أجاب برسمية : مرحباً
حينها انطفأت ثورة نايجل و قال بحذر : من معي ؟
الطبيب بهدوء : أنا الطبيب المرافق للمدعوة آني .. لقد فقدت الوعي بسبب نزيف في قدمها , بالإضافة لآخر في ذراعها اليسري
قاطع نايجل ثرثرة الطبيب التي يعلم أنها لن تنتهي:إلى أي مشفى أنتم متوجهون ؟
الطبيب : مشفى " ***** "
نايجل باقتضاب : لا بأس .
ثم أغلق الخط
حينها كانت روكسان تنظر لآني النائمة و ملامح الإرهاق بادية على وجهها
و قد توقفت عن البكاء و لكن دموعها مستمرة في الفيضان
تنهد الطبيب و هو يعاود النظر لوجهي روكسان و آني
تمتم في نفسه : لماذا أجد نفسي دائماً مع غريبو الأطوار ؟!!
ثم مسح على ذقنه البيضاء بنفاذ صبر
وصلوا إلى المشفى
و تولى الممرضون حمل آني على أحد الأسرّة المجهزة لذلك
انتهى المطاف بـ روكسان جالسة على أحد الكراسي تنتظر أي خبر عن آني
و عيناها معلقتين بذلك الضوء الأحمـر المستفـز
- روكسان
نهضت قائلة بنبرة من يوشك على البكاء : نايجل .
نظر إليها نايجل طويلاً قبل أن يمد يديه ليطوقها به , أراد أن يشعرها بالأمـان
الأمان الأبوي الذي حرمت منه على يدي رالف
أرادها أن تهدأ و تطمئن
و بالفعل استكانت روكسان و هي تشعر بذلك الحضن الدافئ الذي طالما افتقدته
- احم احم .. أنا هنــا .
رفع نايجل رأسه لـ ليو و قال ببرود : اجلس هنا إذاً –و بسخرية – بما أنك هنا
لم تتغير ابتسامة ليو و لا نظرة الحنان و الحب الموجهة لـ روكسان
همس نايجل في أذن روكسان : كيف حدث الأمـر ؟
أخذت روكسي نفساً طويـلاً قبل أن تخرجه قائلة : كنا عائدتين إلي المقر .. سألتني عما فعلت بيومي , أجبتها بأن كاي اتصل بي عندما وصلت الجامعة
كان هذا كل ما قلت لتنحرف عن الطريق و نصطدم بأحد المتاجر
وضع نايجل يده على رأسه و أشار لها بأن تبقى مع ليو
أمسك بهاتفه و اتصل على ... أنجل .
رد أنجل ببرود : مرحبا نايجل .. ماذا حدث ؟
رد بهدوء : لقد أصيبت آني في حادث .. هل كاي بخيـر ؟
أنجل بنفس النبرة : أجل هو بخيـر .. لقد حدث الأمر عندما كان يتدرب مع موروني .
نايجل : آهـا – أردف بنبرة ودية – أنجـل .. اشتقت إليك يا أخي .. أود رؤيتك .
ضحك أنجل ساخراً ثم يتمتم : قف أمام المرآة و ستراني
ثم أغلق الخط
تنهد نايجل و هو يشد خصلات شعرة بعصبية متمتماً من بين أسنانه : إلى متى سيظل هذا الولد يتصرف بهذه الوقاحة
غيم الحزن و الألم على عينيه الزرقاوات و هو يردد بمرارة : يونـا .. ماذا أفعل ؟.. ما زال يلقي اللوم عليّ .. يونا , ما كان عليكِ تركه .. لكن .. إن لم تذهبي أنتِ
, فكان هو من ..
هز رأسه بشدة ليبعد هذه الفكرة عن رأسه
فهو لم يكن ليتحمل فقدان توأمه
و هي أيضاً لم تكن لتتحمل ذلك
لهذا فعلتْ ما فعلتْ .
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |