عرض مشاركة واحدة
  #112  
قديم 09-23-2010, 02:56 PM
 

" .. منطقه الجووف الشمالية.. "


" .. الموقع .. "

عندما نستعرض خريطة المملكة العربية السعودية وننظر إلى موقع منطقة الجوف لابد وأن نكتشف أننا أمام منطقة لها مذاق خاص لا يشبه غيره يضاف إلى نكهة الوطن، فموقع الجوف على طرف الوطن الشمالي يمنحه حساسية الأطراف مما منح هذه المنطقة ثقافة متميزة تضاف إلى ثقافة الوطن الأكبر المتنوعة.. منطقة الجوف الحائرة بين الجزيرة العربية والشمال كانت على الدوام ملتقى للثقافات والحضارات المتعاقبة مما وسم هذه المنطقة بطابع مختلف على كافة الصعد حيث يذكرنا المنتج الثقافي بثقافاته الشعبية والفلكلورية واللغوية بثراء المنطقة وعظم تاريخها، كما يذكرنا المنتج الزراعي المتميز والذي يجمع بين زراعات البحر المتوسط والجزيرة العربية بثراء المنطقة الزراعي وثراء موقعها على مستوى الطقس ومستوى وفرة المياه.

يقول الرحالة الفنلندي «جورج اوجست والن» الذي زار الجوف عام 1845م أن سكان الجوف كانوا يفاخرون بتسميتها «جوف الدنيا» لأنها تقع على بعد متساو تقريباً من مختلف أقطار الجزء الشمالي من الجزيرة العربية وجنوبها وهي بغداد ودمشق والقدس وحائل.

وكان اسم الجوف يطلق على مدينة دومة الجندل إلى وقت قريب حين تمت تسمية المنطقة بكاملها بهذا الأسم واستعادت دومة الجندل اسمها التاريخي القديم الذي كان يستخدم مرادفاً لاسم الجوف.

وتعد المنطقة من مناطق المملكة التي حباها الله بالتنوع الجغرافي والجيولوجي حيث تعد أراضيها من أخصب الأراضي الزراعية في المملكة إضافة إلى أن براريها الشاسعة أكبر مراع للماشية في منطقة الجزيرة العربية وليس جديداً أن نؤكد أن مياه منطقة الجوف تعتبر من بين أفضل المياه الموجودة في البلاد إضافة إلى وفرتها وعذوبتها والتي جذبت إليها السكان والمهاجرين منذ أقدم العصور حتى اليوم.

وتعتبر منطقة الجوف أول موقع استوطنه الإنسان في جزيرة العرب قبل أكثر من 3 ،1 مليون سنة وذلك في موقع الشويحطية الأثري حسب أراء الأثاريين الذين يؤكدون عراقة تاريخ المنطقة وفقاً لما هو مدون في النصوص الأثرية والتاريخية ووفقاً للشواهد والقلاع والحصون والمكتشفات الحضارية الموجودة في مدن المنطقة، مما يؤكد أن بداية الحضارة في الجزيرة العربية كانت هذه المنطقة والتي انتقلت منها إلى جنوب الجزيرة العربية، كما عرفت هذه المنطقة في تاريخها خمس ملكات كانت الملكة بلقيس احداهن والتي انتقلت بدورها إلى جنوب الجزيرة العربية.

ففي هذه المنطقة ظهرت مملكة أدوماتو بدومة الجندل في القرن الثامن قبل الميلاد، وشدت بأهميتها الدولة الأشورية التي جيشت الجيوش لغزو بلاد العرب في دومة الجندل وفقاً للجداريات المرسومة حتى اليوم والمحفوظة في متحف اللوفر بباريس، كما شدت بأهميتها مملكة تدمر في القرن الثالث الميلادي عندما غزتها ملكتها زنوبيا، كما اتجهت إليها الأنظار في بداية صدر الاسلام عندما شهدت حادثة التحكيم الشهيرة بين على ومعاوية، وكان للمنطقة السبق في مفاخرة أهل مكة بالزهو والمنة عندما علمتهم القراءة والكتابة على يد أحد أبنائها وهو بشر بن عبدالملك شقيق الأكيدر ملك دومة الجندل أثناء الفتح الإسلامي لها والذي أبقى لنا ذلك في قصيدة خالدة، وهاهي شواهد التاريخ واقفة حتى اليوم تدل على عمق الحضارة الإنسانية التي عاشتها هذه المنطقة طوال تاريخها..

إن أهمية هذه المنطقة بين المناطق المحيطة بها لا تقف عند حد كأهم وأوسع باب رئيسي في شمال الجزيرة العربية ولجته موجات متلاحقة من الهجرات البشرية على مدى الهجرات البشرية في العصور، ولا غرابة أن تكتسب المنطقة هذه الأهمية وهي موطن العديد من الحضارات المتلاحقة.

وإذا كان ما أشرنا إليه يشير إلى منطقة الجوف تاريخياً وأثرياً فغناها بوضعها الراهن وبما أفاء الله عليها به من نعم ذات أهمية متميزة بين مناطق المملكة الثلاث عشرة كجزء من بلادنا الغالية التي انضوت تحت لواء الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله سلماً عندما أبلغ جلالته بذلك نفر من أهلها عام 1341هـ وما ترتب على ذلك بفضل من الله من أمن واستقرار لهو خير شاهد على ما تتمتع به هذه المنطقة العزيزة من غنى وتحضر..




وهذهـ بعض الخرائط للمنقطه :

موقعها ..



خريطه مفصله لها ..

&
إضغط هنا لتراها بحجمها الطبيعي &





أهمية منطقة الجوف الاستراتيجية :

امتداداً لأهمية موقع منطقة الجوف بين الممالك المجاورة على مر التاريخ، فإن موقعها الحالي بين مناطق شمال المملكة العربية السعودية جعلها محور الاتصال بين تلك المناطق، ومن هنا جاء اسم العاصمة الاقليمية للمنطقة مدينة سكاكا والذي يعني ملتقى الطرق أو السكك. وقد أصبحت المنطقة اليوم تتمتع بأهمية بالغة نتيجة لاتصال حدودها الغربية والشمالية بحدود المملكة الأردنية الهاشمية كوسيلة وصل بينها وبين بلاد الشام، وبالتالي امتداد صلاتها البرية مع دول أوربا من خلال أكبر منفذ بري في المملكة وهو منفذ الحديثة إضافة إلى كون المنطقة معبر الحجاج القادمين من أسيا وأوربا ومن بلاد الشام والعراق فأكسبها موقعاً ذا أهمية فريدة.

تقع منطقة الجوف بين خطي الطول 37 و 42 شمالاً

وترتفع عن سطح البحر 580 قدماً وتشغل مساحة 76 ألف كيلو متر مربع

وهي تتمتع بمناخ بارد شتاء حار صيفاً

وفيها محافظتان وأكثر من 30 مدينة و قرية ومركز

ويبلغ عدد سكانها حوالي 400 ألف نسمة منهم حوالي 60 ألفاً من المقيمين،

وتتوسط منطقة الجوف إمارات الشمال السعودي فإمارة الحدود الشمالية تحف بها من الشمال و الشمال الشرقي، وإمارة تبوك تحف بها من ناحية الغرب، ومن الجنوب تحف بها إمارة منطقة حائل.





وفرة المياه :

نظراً لوفرة المياه في منطقة الجوف فقد جذب إليها ذلك هجرات كبيرة طوال التاريخ المدون للمنطقة، وكانت القبائل تهاجر إليها من مختلف أرجاء الجزيرة العربية نظراً لتوفر المياه العذبة من خلال الأبار والعيون الجارية في دومة الجندل وسكاكا، وتتميز مياه المدينتين بالجودة العالية والنوعية المميزة كما أثبتت ذلك بحوث كلية الصيدلة جامعة الملك سعود بالرياض بعد تحليل العينات التي تم جمعها من مصادر المياه في المدينتين حيث تبين مطابقة هذه المياه لمواصفات منظمة الصحة العالمية، كما أثبتت الدراسة أن مصادر مياه دومة الجندل بالذات تفوق المياه المعدنية المشهورة عالمياً وهي الصحة اللبنانية وايفيان الفرنسية وأنها مناسبة لتحضير غذاء الأطفال الرضع.



خصوبة التربة :

إن من أهم الأسباب التي جذبت الإنسان للاستقرار في منطقة الجوف منذ القدم هو خصوبة الأرض، منطقة الجوف تعتبر من المناطق الرعوية، وهي مشهورة بنباتاتها الصحراوية ومراعيها الخضراء في الربيع والتي جعلت المنطقة من أهم مناطق الرعي التي تجذب القبائل للرعي والاستقرار فيها، كما تتميز المنطقة بخصوبة التربة الزراعية فيها واتساع رقعتها الأمر الذي جعل من الزراعة في المنطقة الحرفة الرئيسية للسكان الذين كانوا يزرعون النخيل والحبوب والفواكه والخضار.. أما اليوم فقد تطورت الزراعة في المنطقة إلى حد أصبح عدد المزارع أكثر من 7600 مزرعة إضافة إلى مئات المشاريع الزراعية الكبرى في بسيطاء الخصبة والتي تقدر مساحتها بأكثر من 5000 كيلو متر مربع...



الامكانات التصنيعية

تعتبر المنطقة إحدى المناطق القليلة في المملكة والتي لم تستغل امكاناتها التصنيعية حتى الآن بالرغم من وجود العديد من الخامات المعدنية القابلة للتصنيع، إضافة إلى وجود المواد الخام بكميات هائلة والتي تصلح للتصنيع الزراعي مما يجعل المنطقة تتمتع بمستقبل صناعي زاهر إذا ما تم دعم هذا القطاع، وقد اثبتت دراسة أعدتها الدار السعودية للدراسات الاستشارية ضخامة الفرص الاستثمارية المتاحة للاستثمار في مختلف اشكال المواد الخام المتوفرة في المنطقة ابتداء من الزجاج ورقائق السليكون إلى المواد الغذائية المختلفة.

إننا باستعراضنا للمقومات التي تتمتع بها المنطقة في جميع الجوانب التاريخية والسياحية والزراعية والتربة والمياه والزراعة او ما يتعلق بالامكانات التصنيعية والثروات المعدنية لنؤكد على غنى المنطقة وأهليتها لتكون إحدى أكثر مناطق المملكة تقدماً في جميع مجالات الحياة.

تضم منطقة الجوف اليوم عدداً من المدن والمراكز والهجر وهي كما يلي:


سكاكا

العاصمة الاقليمية لمنطقة الجوف وفيها مقر الإمارة وفروع الوزارات والقطاعات العامة الرئيسية ويبلغ عدد سكانها أكثر من 120 ألف نسمة وتتميز بعذوبة مياهها وعيونها الفوارة ونخيلها التي تغطيها ومن أهم معالمها التاريخية قلعة زعبل التاريخية.

القريــات :

تُعد المدينة الثانية في منطقة الجوف بعد مدينة سكاكا من حيث الحجم وعدد السكان ويرجع تاريخ إنشاء مدينة القريات في العصر الحديث إلى عام 1357هـ ، وتقع في الجزء الغربي من المملكة ، وتبعد عن الحدود الأردنية ( 30 ) كلم وتقع على خط العرض 20 و 31 شمالاً وخط الطول 21 و 37 شرقاً وكانت تسمى قريات الملح حيث أشتهرت بإنتاجه ويزرع فيها الزيتون بكثرة ومناخها يتأثر بمناخ البحر الأبيض المتوسط ، وفيها منفذ الحديثة البري لعبور البضائع والمسافرين وتبعد عن مدينة سكاكا ( 360 ) كلم.

والقريات إسم جمع وتصغير لقرى متناثرة ومتجاورة هي " كاف، وعين الحواس ، وإثرة ، ومنوة ، والوشواش ، وقراقر ، وكان أهم هذه القرى قرية " كاف " التي كانت مقر الحكم حتى نقل إلى النبك أبو نخلة مقر مدينة القريات حالياً ، ويرتبط بالقريات عدد من المراكز هي : مركز الحديثة – مركز العيساوية – مركز الناصفة – مركز الحماد – مركز الوادي – مركز عين الحواس.

وتعتبر القريات البوابة البرية الأولى بالمملكة والمنفذ الرئيسي الذي يربط المملكة براً ببلاد الشام وبأوروبا عن طريق منفذ الحديثة.



قرى محافظة القريات القديمة:

1- قرية كاف:

كانت قديماً مقر الحكم حتى عام 1357هـ ، وتقع شمال شرق مدينة القريات حالياً وتبعد عنها حوالي 25كم عبر طريق معبد ، وتعتبر من أقدم قرى المحافظة.

2- قرية إثرة :

تعتبر التوأم لقرية كاف.

3- قرية عين الحواس :

تقع على الطريق الدولي باتجاه مدينة طريف وتبعد عن مدينة القريات حوالي 33 كم ، وسميت بالعين لتوفر عيون المياه فيها.

4- قرية منوه :

تقغ على الطريق الدولي الممتد نحو مدينة طريف وتبعد عن مدينة القريات حوالي 30 كم باتجاه الغرب ، وهي قرية كثيرة العيون ومناهل المياه.

5- قرية القرقر :

تقع إلى الجنوب من قرية منوه وعلى بعد 3كم تقريبا.





دومة الجندل

تعتبر دومة الجندل من أهم مدن المملكة حيث تضم أهم قلاع الجزيرة العربية التاريخية «قلعة مارد» وأقدم مئذنة في تاريخ الاسلام «مئذنة مسجد عمر بن الخطاب ويبلغ عدد سكانها حوالي 50 ألف نسمة، ومن أهم معالمها حي الدرع التاريخي المبني بالحجر سوق دومة الجندل التاريخي ومتحف الأثار والمتحف الشعبي وبحيرة دومة الجندل إضافة إلى بساتين النخيل الواسعة وعيون الماء الجارية.



طبرجل

وهي مدينة حديثة نشأت قبل حوالي 50 عاماً في قلب وادي السرحان لتوطين البادية ، وتتميز بسهولها الواسعة وأراضيها الخصبة وكثرة مياهها.


صوير

مدينة حديثة تشتهر بتربتها الخصبة وأبارها التاريخية وفاكهتها المميزة.

الحديثة

وفيها أكبر منفذ حدودي بري للمملكة، وتعود تسميتها إلى أحد شيوخ قبيلة بني صخر حديثة الخريشا الذي بنى فيها قصراً وسميت الحديثة باسمه.


العيساوية

وفيها مدينة لسلاح الحدود وتشتهر بمزارعها الخصبة، وتتبع اداريا لمحافظة القريات.





كما يوجد عدد من القرى والمراكز منها :

مركز الفياض، مركزعذفاء، مركز المرير، مركز العساوية، مركز الناصفة، مركز الحماد، مركز الوادي، مركز عين الحواس، مركز أبو عجرم، مركز الأضارع، مركز ميقوع، مركز أصفان، مركز الشقيق، مركز ثنية ام نخلة، مركز أبا أرواث، مركز الدريفة، مركز طلعة عمار، مركز زلوم، مركز الطيري، مركز الشويحطية، مركز هديب، مركز الرفيعة، غطي، هدبان، فياض طبرجل، فياض العيساوية، جماجم، العقيلة، عين الحواس، منوة، أثرة.





إمارة المنطقة :


يتولى صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدربن عبدالعزيز إمارة منطقة الجوف منذ العام 1423هـ ..

وقد تعاقب على تولي أمارة منطقة الجوف عدد من الأمراء منذ انضمام منطقة الجوف إلى المملكة عام 1341هـ وفيما يلي قائمة بأسمائهم:



الأمير فهد بن بدر


عساف الحسين وقد أرسل من قبل جلالة الملك عبدالعزيز لأمارة منطقة الجوف بعد تسليم وفد أمراء الجوف كتاب طلب الانضمام إلى الدولة الفتية واستمر من عام 1341 إلى عام 1343هـ.

عبدالله بن عقيل 1343 ، 1345هـ.

تركي بن أحمد السديري 1345، 1346هـ.

عبدالرحمن بن سعيد 1347 ، 1348هـ.

ابراهيم النشمي 1348 ، 1349هـ.

تركي بن احمد السديري مرة اخرى من 1349، 1351هـ.

عبدالعزيز بن أحمد السديري من عام 1352 ، 1357هـ.

محمد بن أحمد السديري 1357، 1362هـ.

عبدالرحمن بن أحمد السديري 1362، 1410،هـ.

سلطان بن عبدالرحمن السديري 1410، 1419هـ.

الأمير عبدالاله بن عبدالعزيز آل سعود 1419هـ ، 1423هـ

والان الأمير فهد بن بدربن عبدالعزيز آل سعود





الفتح الاسلامي لدومة الجندل :

بعد ظهور الاسلام وارساء قواعد الدولة الاسلامية في المدينة المنورة في السنة الأولى للهجرة (622م)سعى المسلمون لنشر الدعوة في كل الاتجاهات بقدر ما تسعفهم به امكاناتهم، وفي حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد مماته اتجه الموفدون الى مختلف أرجاء الجزيرة العربية لنشر الدعوة وتم تنظيم الغزوات من أجل هذا الهدف العظيم ومن الغزوات التي خرجت من المدينة المنورة كانت الغزوةالأولى لدومة الجندل والتي يقال ان الرسول صلى الله عليه وسلم قادها بنفسه وكان ذلك في السنة الخامسة للهجرة(626م).ابتدأت الغزوة الاولى لدومة الجندل في اليوم الخامس والعشرين من شهر ربيع الاول للسنة الخامسة للهجرة وعادت الى المدينة في التاسع عشر من شهر ربيع الثاني كما ذكر الواقدي وقد كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم ألف رجل ودليل من بني عذرة اسمه مدكور فلما وصل المسلمون الى دومة الجندل وجدوها خالية لأن سكانها فروا بعد سماعهم بتقدم المسلمين وخلفوا وراءهم ماشيتهم وأمتعتهم التي غنمها المسلمون وعندما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رجالا للبحث عن الفارين من الاهالي لم يجدوا الا واحدا أقنعوه بالرجوع معهم واعتنق الرجل الاسلام على يد الرسول صلى الله عليه وسلم.

ويظهر من الأسباب التي أدت بالرسول صلى الله عليه وسلم الى القيام بغزوته هذه الى دومة الجندل قيام جنود الاكيدر بالاعتداءات المتكررة على قوافل التجار المتجهة من المدينة الى سوريا ونهبهم لبضائعهم ومؤنهم.

الغزوة الثانية :

وكانت في شهر شعبان في السنة السادسة للهجرة (يناير_فبراير 628م) وعن سبب هذه الغزوة أن شر أهل دومة الجندل لم ينقطع عن تجار المدينة فأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم اليهم سرية عليها عبد الرحمن بن عوف وأوصاه حين دفع اليه اللواء بقوله " خذه يابن عوف فاغزوا جميعا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا فهذا عهد الله وسيرة نبيه فيكم " ثم قال " إن استجابوا لك فتزوج بنت ملكهم " .

ولما بلغ عبدالرحمن بن عوف دومة الجندل دعا اهلها الى الاسلام فأسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي من كبار كلب وأسلم معه ناس كثيرون من دومة وتزوج عبد الرحمن ابنته (تماضر).

الغزوة الثالثة :

رغم حصول الغزوتين الاولى والثانية لدومة الجندل الا أن الاسلام يبدوأنه لم يستتب فيها وهذا ما كان سببا للقيام بالغزوة الثالثة في السنة التاسعة للهجرة(630م) ويبدو ان الاكيدر حاكم دومة الجندل وعامل الامبراطور البيزنطي (هرقل) واصل تعرضه للقوافل التجارية القادمة من المدينة المنورة بسبب اعراض التجار عن التوقف في مدينته .وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بارسال خالد بن الوليد على رأس غزوة الى دومة الجندل في السنة التاسعة للهجرة يرافقه اربعمائه وعشرون فارسا.

ويختلف المؤرخون فيما حققته هذه الغزوة ولهم في نتائجها أقوال كثيرة فمنهم من يقول ان خالدا أخضع دومة الجندل بالقوة وأخذ ملكها اسيرا إلى المدينة المنورة حيث أعلن الاكيدر اسلامه امام الرسول صلى الله عليه وسلم بينما هناك الكثير من الروايات التي تذكر أن الاكيدر قد دفع الجزية مما يعني أنه لم يسلم.

وإذا ما افترضنا أن الاكيدر قد أعلن اسلامه فان من الثابت أنه قد ارتد عن الاسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وهنا يختلف المؤرخون في مصيره بعد ذلك فمنهم من يقول أن الخليفة عمر بن الخطاب اجلاه من دومة الجندل الى الحيرة فنزل في موضع فيها قرب عين تمر وبنى فيها منازل وسماها دومة, وقيل دوماء.

وتذكر في هذه المناسبة الأبيات التالية:

مــن آل كدر شجوة يعنيني .. يامن رأى ضعنا تحمل غدوة

والسيرمن حصن اشم حصونا .. قد بدلت ضعنا بدار اقامـة





دومة الجندل في عهد ابي بكرالصديق:

ذكر انه في السنه الثانية عشر للهجرة (633م)ارسل ابو بكر الصديق قائدين مسلمين لفتح السواق وهي المنطقة الواقعة الى الشمال والشمال الشرقي من الجزيرة العربية وسلك كل من القائدين خالد بن الوليد وعياض بن غنم طريقا مختلفا الى السواق.حيث سلك عياض الطريق الرئيسي عبر الصحراء حيث اوصلته الى دومة الجندل مباشرة وفي نفس الوقت اتجه خالد بن الوليد الى العراق واخضع الحيرة والانبار قبل ان يعود لمساندة حملة عياض بن غنم على دومة الجندل.

وبالاضافة الى الحملات العسكرية المبكرة التي قام بها المسلمون في منطقة دومة الجندل فانهم بدأوا بارسال حملاتهم باتجاه العراق في زمن ابي بكر مع تركيز المزيد من الاهتمام بدومة الجندل.

أفضل المعالم المعمارية في منطقة الجوف:

1- قلعة مارد :

وهو في دومة الجندل ويمثل حصناً شامخاً منيعاً , ويتكون هذا الحصن من أدوار وأبراج عالية للمراقبة , وكلها مبنية بالحجارة . و الحصن معروف بهذا الاسم قديماً , وقد تحدث عنة المؤرخون بهذا الاسم , وقد غزت الزباء دومة الجندل وامتنع عليها فتح الحصن وانصرفت عنه مهزومة بعد حصار ضربته حوله.

قال ياقوت :

مارد : بكسر الراء , والمريد كل شئ تمرد واستعصى , وهو حصن بدومة الجندل , وفيه وفي الأبلق قالت الزباء وقد غزتهما فامتنعا عليها : تمرد ماردٌ وعز الأبلق. فصار مثلاً لكل عزيز ممتنع

صورهـ من القلعه ..




2- مسجد عمر بن الخطاب وحي الدرع :

يعتبر مسجد عمر في دومة الجندل من أقدم مباني المساجد التاريخية في شمال المملكة العربية السعودية ، وقد أطلق عليه اسم مسجد عمر ربما نسبة
إلى الخليفة عمر بن الخطاب حيث يعتقد أنه بني أثناء زيارته لدومة الجندل بينما كان في طريقه إلى فلسطين
من أجزاء هذا المبنى الذي يشد انتباه الناظر إليه مئذنته الحجرية الشهيرة التي يعتقد أنها قديمة العهد وربما كان تاريخ بنائها يسبق وظيفتها كجزء من
المسجد لأن اتجاهها يختلف بشكل طفيف عن اتجاه المبنى الرئيس

صورهـ من المسجد ..



3-أعمدة الرجاجيل :

إن أقدم المواقع الأثرية في منطقة الجوف يعتقد بأنها أعمدة الرجاجيل والتي تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة سكاكا، ويوجد بها خمسون مجموعة من الأعمدة الحجرية المنتصبة والمسماة بالرجاجيل في دائرة كبيرة غير منتظمة يبلغ نصف قطرها أربعمائة متر تقريباً.

ويقول بعض المؤرخين أنها ربما تعود لمعبد للألف الرابع قبل الميلاد، يحتوي الموقع على حوالي خمسين مجموعة من الأعمدة الحجرية المنتصبة والكثير من الأعمدة محطم وملقى على الأرض.

وتتوزع المجموعات في تلك الدائرة الكبيرة التي تشرف على سهل رملي واسع وتضم كل مجموعة من عمودين إلى عشرة أعمدة ارتفاع الواحد منها ثلاثة أمتار تقريباً

بعض الصور للأعمدهـ ..







4-قلعة زعبل وبئر سيسرا :


يمثل حصن زعبل الذي يطل على مدينة سكاكا من الجهة الشمالية الغربية المرتبة الثانية من حيث الاهمية الحربية بعد قلعة مارد

و قد وصفته الرحالة ( ان بلانت ) فقالت : و سكاكا كالجوف ذات قلعة قديمة تجثم على مرتفع يبلغ طوله حوالي 100 قدم و تسيطر على المدينة

صورهـ للقلعه ..



5- قصر المذهن في إثره :

وهو قصر كبير من الصخور السوداء وقد بنى ايضا على اثار قصر قديم جدا ويسمى هذا القصر الان قصر ذياب المذهن ويعتقد ان هذا القصر يعود بتاريخه الى العصور النبطية كما تشير الى ذلك بعض الادلة الاثرية اضافة الى طراز هذا المبنى وطريقة بنائه.


6- قلعة كاف :

يعتبر قصر كاف أحد القصور القديمة الذي اعيد بناؤه في اواسط القرن الهجري الماضي على أنقاض قصر قديم قبل توحيد المملكة ويدل على ذلك وجود بعض النقوش والرسوم على حجارة القصر التي لا تنتمي إلى فترة بنائه المتأخرة.

صور من القصر ..










7- قلعة الصعيدي.

8- قلعة الطوير.

9- سور دومة الجندل.

10- قصر القدير.




صور من الأثار :







صور من طبيعه المكان وأوقات الربيع :























معلومات مهمه عن المنطقه :


يعود تاريخ منطقة الجوف إلى أكثر من أربعة آلاف عام حسب الشواهد التاريخية القائمة ..

حيث تدل الآثار الموجودة فيها وبعض المباني العسكرية القديمةوالمقتنيات التي تم العثور في مواقع متعددهـ على قدم هذه المنطقة ..

وقد أطلق على المنطقة أسماء عدة منها الجوبة ومنها وادي النفاخ لشدة إكرام أهلها للضيف ..

ومنطقة الجوف عموماً منطقة زراعية وفيرة المياه تشتهر بزراعة النخيل " 1,000,000 مليون نخلة "

والزيتون "10,000,000 عشرة ملايين شجرة زيتون " ..

إضافة إلى المنتجات الزراعية الأخرى من الفواكه والخضروات حيث بلغ عدد المزارع "7600 مزرعة " ..

وعدد المشاريع الزراعية " 300مشروع " ..

كما أن مراعي منطقة الجوف فيها الكثير من الإبل والماشية ..

__________________
قال رسول الله عليه وسلم " تبسمك في وجه اخيك صدقه "

ابتسم للـدهر دومـاً *** إن يكن حلواً ومـرًا
ولتقـل إن ذقت همـاً *** إن بعد العسر يسـرًا



الإبتسامة

إنها لا تستغرق لحظة لكن ذكراها يبقى لآخرالعمر
رد مع اقتباس