09-26-2010, 12:34 AM
|
|
[ نيويورك , الساعة الآن الثامنة مساءً – جامعة إينر بـون ]
جميع الأصدقـاء يجلسـون في الكافيتيريا يتحدثـون عن الرحلة
هتفت لافي : لا أطيق صبـراً لنسافـر
سألت كاين : هل علم أحدكم بـ برنامج الرحلة ؟
أجابها أكيـرا بخيبة أمـل : لا .. صاحب الرحلة لم يحدده بعد .. مازال البرنامج قيد التعديل
تنهد الجميـع بصوت مسموع
وضعت لافيندر يدها على يد كايسي هامسة له : كُف عن هذا .. لِم التـوتـر ؟ !
أجابها بنفس الهمـس : آنـي .
رفعت حاجبيها دهشة ليُردف : اسمـها على قائمة المسافرين من الطلاب
شهقت لافي بصوتٍ مسمـوع هاتفة غير واعية : آنــي
و تنبه هنا الجميـع
علق نيـو بمرحٍ مصطنع و هو يوجه نظرات نارية لـ كايسي : أجل لقد اشتقنـا لها ..
بينمـا رمقه راي بحدة ثم قال : ماذا بها آني يا لافيندر ؟ .. –أكمل بنبرةٍ قلقة- هل حدث لها شيء ؟
ابتسمت لافي بخبث و قالت و هي تنظر بعيـداً: لنقل أنها لن تفـوت فرصة السفـر معنا
قطب حاجبيه و قال : لم أفهم .. أ تقصدين أنها معنا ؟ !!
أومأت لتردف : كايسي رأى اسمها مسجلاً ضمن الرحلة .. فلتفرح ستكون معنا اجباري لمدة لن تقل عن اسبوعيـن كاملاً .. ستمــل
ابتسم راي باستهـزاء , وقف قائـلاً : سأغادر .
و لم يعلق أحد .. إذ أن هذه أصبحت عادته , يقف فجأة دائماً و يقول سأغادر .. و لا أحد يعلم إلى أين يذهب
حرك قدميه في خطـوات بطيئة لسيارته
ركبها و انطلق خارج الجـامعة
ليـصـل إلى ملجأه الأخيــر .. البحـــــر .
جـلس على أحد الصخـور الكبيـرة
أخرج من جيبه خاتم ذا جوهرة صغيـرة من الزمرد الأخـضـر تتلألأ مع ضوء القمـر
وضعه في خنصره الأيسـر و أخذ يحركه بشـرود
ابتـسـم و هو يتخيـل وجهها البـاسم في تلك الجـوهـرة
" سنلتقـي مرة أخرى آنـي , و لن أتركك ترحلين حينـهـا .. لن أتركك أبـداً "
[الساعة الآن العاشرة مساءاً ]
فتحت روكسان باب غرفة آني و هي تتثائب ,قائلةً بخفـوت : آنـي .. لقد نمتِ كثيـراً .
نظرت إلى الغرفة جيداً .. إنهــا فـــارغــة
خرجت من الغرفة بسـرعة
و ذهبت لمعمل تيم , فتحت الحاسوب
انتظرت قليلاً ثم بحثت عن برنامج التعقب الخاص بالمبني و كتبت اسم آني
ثوانٍ و حائتها النتيجة : لا يـوجـد تـطـابـق
" آنـي ليست هنـا ! "
" ليست هنا !! "
" ليـسـت هـنـا !!! "
" لـيــســت هــنــا ! ! ! "
خرجت من المعمل لتأخذتها قدميها إلى غرفة ليـو
فتحت الباب بدون حتى أن تطرقه
لينتفض ليـو من على سريره و يدير وجهه جهة الباب
و يرى روكسان و هي تكاد تلتقط أنفاسها و علامات القلق المستعر بادية على وجهها بشدة
نهض من السرير , لم يكن يرتدي سوى بنطال من القطن فقط
لم تنتبه روكسان لشيء سوى أنها قالت : آنـي اختفت ؟ .. ليست هنـا
جفـل ليـو ثم ردد : مـ مـاذا ؟ ... ماذا قلتِ ؟
بدأت روكسان بالبكـاء و هي تقـول : أقول لك ليـ ـست هُـ .. هـنـا . . .
وضع ليو كلتا يديه على كتفها و هو يربت عليهما و يقـول بهـدوء : لا بد أنها ذهبت إلى الجامعة او شيء من هذا القبيـل .. إلى أين ستذهب ,مثـلاً ؟ -أكمل بمرح , بنبرةٍ مستنكرة – إلى والدك ؟ !
و هنـا زادت روكسان في بكـائها فضمـهـا ليـو إليه لتشعر هي بملمس صدره العاري و تتصـلب أطرافهـا
بدأت تهـدأ و ابتعدت عنه بلباقه
قطب ليو حاجبيه و هو ينظر إليها ,يشعر بخجلهـا المعتـاد , و يشعر ..
يشعر بأنها تريد الهرب منه .. لكن لماذا ؟ لا يدري
شعرت روكسان أنه قد شرد بوجهها فقالت : هل سـ ستخبـر نـايجل ؟
فتح ليو فمه ليجيب و لكن رنين هاتفه قاطعه فرد قائلاً : مرحباً , سامنتا .
وصله صوتها البارد كبرود الثـلج : هل صحيح ما سمعت ؟
لم يتوقع ليو أنها لا تعلم بالأمـر بعد , فقد بدا له أن الوقت يمـر بطيـئاً
فأجابها بعدم فهم : ما الذي سمعته ؟
أكملت بنفس النبرة : أن فريقنا قد أصيب في ألاسكـا .. و لا أحد يدري ما مصيـره هناك .
هتف بها : أ تسألين الآن ؟ -أكمـل بهـدوء مفـاجيء - أين أنتِ سام ؟ . .
- أنا قادمة . . . إلى المقـر
- حسناً .. أنا و روكسان بانتظارك .. تعالي إلينا في معمل تيم فآني مفقودة و نحن سنذهب لنتصل بتيم و البقية من هناك .. أسرعي .
ثم أمسك بيد روكسان و خرج من غرفته
سعلت روكسان باحراج و تمتمت : لـيـو
وقف ليو و التفت نحوها لتقول : أنت .. – وقعت عينيها على صدره و ارتبكت ففهم ليـو الأمـر -
دخل لغرفته و أغلق الباب وراءه
دقائق و خرج و هو يرتدي الزي الرسمي للعملاء
قال لها : أ هكذا جيد ؟
أشاحت بوجهها قائلةً : هيـا
فصمت ليو وظهرت علامات الضيق على وجهه و سار بجـوارهـا بصمـت
[ اليـوم هو الثـالث من مـارس .. الساعة الآن الواحدة صبـاحاً – يـورك - ]
" نعم سنكون جميعاً في يورك عند الثالثة عصـراً .. فـ كـاي و مارتن يحتاجان بعض الراحة حتى يتحملا مشاق السفر "
قال ليـو بهدوء : حسـنـاً سنأتي لإستقبالكم .
رد عليهم تيم : لا بأس افعلـوا ما تريدون . .
قاطعهم نايجل : اسمعني ليـو .. كاي لا يعلم أن آني مفقـودة .. سيبحث عنهـا آرثـر مع فريق البحث الخاص بمقرنـا .. حسنـاً ..
ليـو : حسنـاً .
سمعوا جميعا صوت " تك " أي أن الاتصال قد انتهى
التفت ليـو لـ سام الصامته و قال : سام , هل ستأتيـن ؟
نظرت إليه بهدوء و قالت ببرود : أجـل .
أسرعت روكسان بأن تقول " سأبقى هنا .. إذا ما وصل أي خبر عن آنـي " قبل أن يسألها إذا كانت ستأتي أم لا .
فنظر إليها ليـو ببرود ثم أجابها بلا مبالاة : لا بأس .
[ فـي مكــان آخــر .. السـاعة العاشرة صبـاحاً ] تررررررررررن ترررررررررررررن أمسك هاتفه , ظهرت ابتسامة سـاخرة على شفتيه عندما رأى اسم المتصـل
و رد بصوته الذي يشبه الفحيح : ماذا هناك , سيرا ؟
رد عليه ذلك الصوت الأنثـوي السـاحـر : أوه , هـال أنت دائمـاً هكـذا .. ألا تستمتع معي قليـلاً ؟ ! ..
شاب الاستغراب صوته و هو يسألها : هل أفرطتِ في شُرب النبيـذ ؟ ! !
عاد ذلك الصـوت ليقـول بكل ما يملك من خبث : هـال .. لا تكن مفسد الحفلات .. لقد جهزت حفلة رائعة لنا فقط على شاطئ البحـر .. تعـال .. سأنتظرك , عزيزي .
ثم أُغلق الخط
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |