عرض مشاركة واحدة
  #144  
قديم 09-26-2010, 01:17 AM
 
[ السـاعة الآن الرابعة و الربـع ]

دخـل كـاي إلى غرفته , ضغط على زر الإضـاءة , ترك سترته السـوداء على أحد المقـاعد و بدأ يفتح أزرار قميـصه

وضع يده على صـدره , شـعـر ببعض الألـم

عض على شفتيه حانقـاً و هو يُفكـر " أريد الاستلقاء و النـوم , أريد النـوم بعمق " . . .


انتبه لورقة بيضـاء مطوية بعناية على غطـاء السـرير
أمسـك بهـا و فتحهــا


"
Kai . . Forgive me
"

" كـاي . . اغفـر لـي "



ظـل يحدق بتلك الكلمات لـثـوان قبـل أن يدرك عقله ما يحدث من حـوله
خرج من الغرفة مسرعاً , انطلقت قدمـاه لمعمل تيـم

ليدخـل على هذه الجملة

" عليـنا أن نستغل نوم كـاي لنعرف مكان آنـي "

اقتحم الغرفة و صـرخ بكل الحنق الذي يعتريه : أ هـي مفقـودة ؟ !

التفت إليه نـايجل بهـدوء قائلاً باستنكـار واضح : لماذا خرجت من غرفتك ؟

فتح كاي فمه للصـراخ مجددا للتعبيـر عن غضبـة الشـديد و لكـن

" اهـدأ "

خرجت هذه الكلمة من بين شفتي ليـو , هاتفـاً بها في بـرود

التفت كـاي إليه و أمسك بمـلابسه معترضـاً : أ كنت تعلم ؟ .. كنت تعلم أنها مفقودة .. أيـهـا الوغد – تركـه و التفت لهم – أيـها الأوغـاد لماذا لم تُخبـروني – خفت صوته و قد ظهرت تعابيـر الألم على وجـهه , بدأ صوت تنفسه يعلو – لمـاذا .. إنـهـا أختـي .. إنهـا آني .. أختـي ..أختـي الوحيـدة .. كيف لم تخبـروني .. إنهـا أختـي .. أختـي . –أكمل بنفسه و هو يشعر بالظـلام يحيط بعقله , يريد أن يستحوذ عليه .. حاول كاي باستمـاته أن يقـاومه – تبـاً .. ليس الآن .. ليس الآن .

عم الهدوء المكـان بوقوع كاي أرضـاً مردداً : آنـي . . أختـي . . أختي .. أني .. آني ..

ثم أغمض عينيه ليغيب عن الـوعـي , و انتصـر الظـلام على عقل كـاي

فمـا بال عقـل آني ؟ !

همس تيم : يا إلهـي . . أ لا يمكنه أن يستمع إلينـا و لو مرة واحدة ؟ .

قالت روكسان بجدية : حسنـاً هذه فرصتنا .

توجهت عيـون تيم و نايجل و ليو إليها لتنطق

فوضحت قائلة بتوتر : كنا سنذهب إليه بعدما نتأكد أنه قد نام و

قاطعها تيم بحماس و هو ينظر لـ كاي الذي يتوسط الغرفة : لقد جـاء إلينـا بقدميه .

شعر ليـو بالضيـق من حـوارهم و خرج من الغرفة

تنهد نايجل قائـلاً : أنهيـا عملكما بأسرع وقت .. علينـا أن نعلم مكان تلك المجنونة قبل غروب الشمس .. يكفي أننا لا نعلم أين قضت ليلتها .

أومأ تيم و روكسان بإيماءةٍ خفيفة دلالة على الطاعة

خرج نايجل من المعمل ليدخل رجـلان ذي بنية جسدية لا بأس بهـا , حمـلا كاي بسهـوله و جعـلاه يستلقي على السـرير

سرعان ما كانت الأسـلاك مركزة على منطقة واحدة ألا و هي. .

* رأس كـاي *

انشغـل تيم باعطاء كـاي منومـاً حتى لا يستيقظ أثنـاء عملهمـا

سألت روكسان بقلق : ألن يؤثر هذا على آني أيضـاً ؟ !

هز رأسه دون أن ينظر إليها , أجاب بخفوت : لا أدري ! .

عادت روكسان للجلوس أمام شاشة الحاسب و يداها تضغط على مفاتيحه بآلية تامة . . .



[
شقة سيرينـا , السـاعة الآن الخامسة إلا ربعاً
]

- آنــييييي .. آآنـي .. يـا إلهـي , كيف أوقظ هذه الفتـاة ؟ .. نومـهـا ثقيـــل !

زفرت بضيـق و هي تنظر للساعة .. الوقت يمـر بسرعة كبيرة ..

صرخت للمرة الأخيـرة : آآآآآآنـــيــــِــِــِــِــِــِ . .

هتفت و هي تضرب الأرض بقدمها : لقد تأخر الوقت علينـا أن نكون هنـاك في السـادسة .


[
بعيــداً عن عـالم الوعي .. في عالم له بعد آخـر تماماً .. عالم لا تشبه قوانينه أي من خاصتنا .. عـالم اللا وعي
]

آنـي .. آين أنتِ ؟ .. لمَ تفعلين بي هذا ؟

آنــي أخبـريني بمكانك .. لا أريد أن أفقدكِ .. أين ذهبتِ ؟

أختي .. ماذا حدث ؟

لماذا هذه الكلمات المبهمة ؟

أسامحكِ على أي شيء فعلته و لكن لا تبتعدي عني

آنــي . . لا تكوني حمقـاء

لا تهدمي كل ما أفعله من أجل حمايتكِ
. . . . .. . .. . . .

دعنــي كــاي .. لا تحـاول التـواصل معـي ..

سأعـود و لكن دعني الآن .. على أن أنهي هذا .. لقد بدات اللعبة و لن تنتهي إلا

ببزوغ الفجـر

دعنــي .. أستطيع حماية نفسي .. ابتعد أنت

. . . . . . . . . . . . .

أي لعبة ؟.. و أي فجــر ؟.. عمّ تتحدثين يا حمقـاء ؟!.. آني لن أدعك تؤذين نفسك ..

آنـــي .. عودي إلي .. لا تتركيني .. أرجـوك .. لم ألبث أن وجدتك ..

و أنت تريدين الابتعاد .. عديني آني .. عديني ألا يصيبك مكروه

لأجلي آنـي .. عِديني

أريد وعـداً , آنـي

أرجــوكِ آنــي ! !

آنــي ..آنـي.. أين ذهبتِ .. أجيبيني .. آآآنـــــي ؟ ! !




[
شقة سيرينا .. الساعة الخامسة و النصف
]

- كــــــآاآاآاآاآاآاآاآاآاآاآاي

أفزعت صرختها سيرينا التي خرجت مهرولة من الغرفة هاتفة بخوف : آنـي ماذا بكِ ؟

مسحت آني دموعها الخائنـة بسـرعه و قالت بصوت متحشرج : لا شيء – نظرت إلى الساعة لتصرخ مرة أخرى – مــــاذااااا ؟؟ .. لقد نمت كثيـــراً .. سنتأخر .. هيـا

نهضت من السرير لتتعثر بالفـراش و تقع أرضـاً بقسوة

قالت باستيـاء : آآآه , هذا مـؤلِـم .. تبـاً .. ما زلتُ في بداية يومـي – أكملت بسخرية – ماذا سيحدث بنهايته يا تـرى ؟

و ابتسمت بخبث و هي تتخيل ما سيحدث

اقتحمت صورة كاي خيالها و كلماته تتردد في أذنهـا

" أسامحكِ على أي شيء فعلته و لكن لا تبتعدي عني "

" عديني ألا يصيبك مكـروه "

" لأجلي آني "

" أرجوك "

أغمضت عينيها بقهـر و قد فرت دموعها على وجنتيها بغزارة

أطلت سيرينا برأسها داخل الغرفة لتجد آني ممدة على بطنها على الأرض
و ترفع نفسها عن الأرض بساعديها و قد اكتسى وجهها حمرة لم تدر سيريناأهي حمرة إرهاق أم ماذا .. ؟

همست : آنـي

فتحت آني عينيها الخضـرواوتين المتلألئتين بحبات من دموعها الغالية و هي تنظر لـ سيرينا

قرأت سيرينا ترجيها المخفي و تمتمت بصوت متقطع و هي تلفظ الكلمات ببطء : أنـتِ . . لا تريـديـن فعـل هذا .. –اقتربت منها لتجلس على الأرض بجوارها , وضعت يها على ظهرها و قالت :- آنـي .. لن أجبرك أن تفعلي هذا .. يكفي أنك فكرتي بهذا .. عودي لأخيـك .. فإن حدث لكِ مكروه , ستندميـن آنـي . .

نظرت إليها بألم و سرعان ما تلاشت هذه النظرة لتحل بدلها نظرة مليئة بالكره و الحقد قائلة بصوت كالفحيح : لا .. لن أدع هذا الأمـر و لو فيه موتي .. لن أدعه .

نهضت مبعدةً ذراع سيرا و دخلت إلى دورة المياة و أغلقت الباب بحدة

تنهــدة سيـرا و قالت في نفسهـا : " سأحميـك آنـي .. أنتِ ما زلتِ صغيـرة .. و لن أسمح لكِ بأن تنهي حياتكِ بسبب مجرم مثله "

بعد فترة كانتا تقفان أمام السيارة الحمراء البورش الخاصة بـ سيرا

دخلت سيرينا و تبعتها آني صامته

و بمجرد أن انطلقت سيرا حتى شردت آني بأفكارها

تابعتها نظرات سيرا الحائرة من هذه الفتاة غريبة الأطوار جداً




يتبع

__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!