09-26-2010, 01:17 AM
|
|
[ السـاعة الآن الرابعة و الربـع ]
دخـل كـاي إلى غرفته , ضغط على زر الإضـاءة , ترك سترته السـوداء على أحد المقـاعد و بدأ يفتح أزرار قميـصه
وضع يده على صـدره , شـعـر ببعض الألـم
عض على شفتيه حانقـاً و هو يُفكـر " أريد الاستلقاء و النـوم , أريد النـوم بعمق " . . .
انتبه لورقة بيضـاء مطوية بعناية على غطـاء السـرير
أمسـك بهـا و فتحهــا
" Kai . . Forgive me "
" كـاي . . اغفـر لـي "
ظـل يحدق بتلك الكلمات لـثـوان قبـل أن يدرك عقله ما يحدث من حـوله
خرج من الغرفة مسرعاً , انطلقت قدمـاه لمعمل تيـم
ليدخـل على هذه الجملة
" عليـنا أن نستغل نوم كـاي لنعرف مكان آنـي "
اقتحم الغرفة و صـرخ بكل الحنق الذي يعتريه : أ هـي مفقـودة ؟ !
التفت إليه نـايجل بهـدوء قائلاً باستنكـار واضح : لماذا خرجت من غرفتك ؟
فتح كاي فمه للصـراخ مجددا للتعبيـر عن غضبـة الشـديد و لكـن
" اهـدأ "
خرجت هذه الكلمة من بين شفتي ليـو , هاتفـاً بها في بـرود
التفت كـاي إليه و أمسك بمـلابسه معترضـاً : أ كنت تعلم ؟ .. كنت تعلم أنها مفقودة .. أيـهـا الوغد – تركـه و التفت لهم – أيـها الأوغـاد لماذا لم تُخبـروني – خفت صوته و قد ظهرت تعابيـر الألم على وجـهه , بدأ صوت تنفسه يعلو – لمـاذا .. إنـهـا أختـي .. إنهـا آني .. أختـي ..أختـي الوحيـدة .. كيف لم تخبـروني .. إنهـا أختـي .. أختـي . –أكمل بنفسه و هو يشعر بالظـلام يحيط بعقله , يريد أن يستحوذ عليه .. حاول كاي باستمـاته أن يقـاومه – تبـاً .. ليس الآن .. ليس الآن .
عم الهدوء المكـان بوقوع كاي أرضـاً مردداً : آنـي . . أختـي . . أختي .. أني .. آني ..
ثم أغمض عينيه ليغيب عن الـوعـي , و انتصـر الظـلام على عقل كـاي
فمـا بال عقـل آني ؟ !
همس تيم : يا إلهـي . . أ لا يمكنه أن يستمع إلينـا و لو مرة واحدة ؟ .
قالت روكسان بجدية : حسنـاً هذه فرصتنا .
توجهت عيـون تيم و نايجل و ليو إليها لتنطق
فوضحت قائلة بتوتر : كنا سنذهب إليه بعدما نتأكد أنه قد نام و
قاطعها تيم بحماس و هو ينظر لـ كاي الذي يتوسط الغرفة : لقد جـاء إلينـا بقدميه .
شعر ليـو بالضيـق من حـوارهم و خرج من الغرفة
تنهد نايجل قائـلاً : أنهيـا عملكما بأسرع وقت .. علينـا أن نعلم مكان تلك المجنونة قبل غروب الشمس .. يكفي أننا لا نعلم أين قضت ليلتها .
أومأ تيم و روكسان بإيماءةٍ خفيفة دلالة على الطاعة
خرج نايجل من المعمل ليدخل رجـلان ذي بنية جسدية لا بأس بهـا , حمـلا كاي بسهـوله و جعـلاه يستلقي على السـرير
سرعان ما كانت الأسـلاك مركزة على منطقة واحدة ألا و هي. .
* رأس كـاي *
انشغـل تيم باعطاء كـاي منومـاً حتى لا يستيقظ أثنـاء عملهمـا
سألت روكسان بقلق : ألن يؤثر هذا على آني أيضـاً ؟ !
هز رأسه دون أن ينظر إليها , أجاب بخفوت : لا أدري ! .
عادت روكسان للجلوس أمام شاشة الحاسب و يداها تضغط على مفاتيحه بآلية تامة . . .
[ شقة سيرينـا , السـاعة الآن الخامسة إلا ربعاً ]
- آنــييييي .. آآنـي .. يـا إلهـي , كيف أوقظ هذه الفتـاة ؟ .. نومـهـا ثقيـــل !
زفرت بضيـق و هي تنظر للساعة .. الوقت يمـر بسرعة كبيرة ..
صرخت للمرة الأخيـرة : آآآآآآنـــيــــِــِــِــِــِــِ . .
هتفت و هي تضرب الأرض بقدمها : لقد تأخر الوقت علينـا أن نكون هنـاك في السـادسة .
[ بعيــداً عن عـالم الوعي .. في عالم له بعد آخـر تماماً .. عالم لا تشبه قوانينه أي من خاصتنا .. عـالم اللا وعي ]
آنـي .. آين أنتِ ؟ .. لمَ تفعلين بي هذا ؟
آنــي أخبـريني بمكانك .. لا أريد أن أفقدكِ .. أين ذهبتِ ؟
أختي .. ماذا حدث ؟
لماذا هذه الكلمات المبهمة ؟
أسامحكِ على أي شيء فعلته و لكن لا تبتعدي عني
آنــي . . لا تكوني حمقـاء
لا تهدمي كل ما أفعله من أجل حمايتكِ
. . . . .. . .. . . .
دعنــي كــاي .. لا تحـاول التـواصل معـي ..
سأعـود و لكن دعني الآن .. على أن أنهي هذا .. لقد بدات اللعبة و لن تنتهي إلا
ببزوغ الفجـر
دعنــي .. أستطيع حماية نفسي .. ابتعد أنت
. . . . . . . . . . . . .
أي لعبة ؟.. و أي فجــر ؟.. عمّ تتحدثين يا حمقـاء ؟!.. آني لن أدعك تؤذين نفسك ..
آنـــي .. عودي إلي .. لا تتركيني .. أرجـوك .. لم ألبث أن وجدتك ..
و أنت تريدين الابتعاد .. عديني آني .. عديني ألا يصيبك مكروه
لأجلي آنـي .. عِديني
أريد وعـداً , آنـي
أرجــوكِ آنــي ! !
آنــي ..آنـي.. أين ذهبتِ .. أجيبيني .. آآآنـــــي ؟ ! !
[ شقة سيرينا .. الساعة الخامسة و النصف ]
- كــــــآاآاآاآاآاآاآاآاآاآاآاي
أفزعت صرختها سيرينا التي خرجت مهرولة من الغرفة هاتفة بخوف : آنـي ماذا بكِ ؟
مسحت آني دموعها الخائنـة بسـرعه و قالت بصوت متحشرج : لا شيء – نظرت إلى الساعة لتصرخ مرة أخرى – مــــاذااااا ؟؟ .. لقد نمت كثيـــراً .. سنتأخر .. هيـا
نهضت من السرير لتتعثر بالفـراش و تقع أرضـاً بقسوة
قالت باستيـاء : آآآه , هذا مـؤلِـم .. تبـاً .. ما زلتُ في بداية يومـي – أكملت بسخرية – ماذا سيحدث بنهايته يا تـرى ؟
و ابتسمت بخبث و هي تتخيل ما سيحدث
اقتحمت صورة كاي خيالها و كلماته تتردد في أذنهـا
" أسامحكِ على أي شيء فعلته و لكن لا تبتعدي عني "
" عديني ألا يصيبك مكـروه "
" لأجلي آني "
" أرجوك "
أغمضت عينيها بقهـر و قد فرت دموعها على وجنتيها بغزارة
أطلت سيرينا برأسها داخل الغرفة لتجد آني ممدة على بطنها على الأرض
و ترفع نفسها عن الأرض بساعديها و قد اكتسى وجهها حمرة لم تدر سيريناأهي حمرة إرهاق أم ماذا .. ؟
همست : آنـي
فتحت آني عينيها الخضـرواوتين المتلألئتين بحبات من دموعها الغالية و هي تنظر لـ سيرينا
قرأت سيرينا ترجيها المخفي و تمتمت بصوت متقطع و هي تلفظ الكلمات ببطء : أنـتِ . . لا تريـديـن فعـل هذا .. –اقتربت منها لتجلس على الأرض بجوارها , وضعت يها على ظهرها و قالت :- آنـي .. لن أجبرك أن تفعلي هذا .. يكفي أنك فكرتي بهذا .. عودي لأخيـك .. فإن حدث لكِ مكروه , ستندميـن آنـي . .
نظرت إليها بألم و سرعان ما تلاشت هذه النظرة لتحل بدلها نظرة مليئة بالكره و الحقد قائلة بصوت كالفحيح : لا .. لن أدع هذا الأمـر و لو فيه موتي .. لن أدعه .
نهضت مبعدةً ذراع سيرا و دخلت إلى دورة المياة و أغلقت الباب بحدة
تنهــدة سيـرا و قالت في نفسهـا : " سأحميـك آنـي .. أنتِ ما زلتِ صغيـرة .. و لن أسمح لكِ بأن تنهي حياتكِ بسبب مجرم مثله "
بعد فترة كانتا تقفان أمام السيارة الحمراء البورش الخاصة بـ سيرا
دخلت سيرينا و تبعتها آني صامته
و بمجرد أن انطلقت سيرا حتى شردت آني بأفكارها
تابعتها نظرات سيرا الحائرة من هذه الفتاة غريبة الأطوار جداً يتبع
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |