[ الساعة الآن الثامنة و عشر دقائق ]
توقفت تلك السيارة السوداء المكشوفه أمام أحد المخازن
ترجل صاحبها و نظر إلى المكان ببرود , ثم دخل ذلك المخزن الذي يحمل الرقم (13)
و بمجرد أن دخل حتى وقفت سيرينا مرحبة به بابتسامتها الجذابة : أوووه هااال لقد تأخرت كثيراً , أنا أنتظرك منذ وقت طويل - ضحكت- لا بأس , المهم أنك هنا الآن
توجه هال إليها و على شفتيه ابتسامة ميته , همس : سيرينا
أصبح لا يفصل بينهما سوى عدة خطوات , و في ثانية أصبح شعر سيرينا الذهبي بين أصابع هال الغليظة
صرخت سيرينا بينما همس هال : ما الذي يدور في عقل قطتي الصغيرة ؟
زاد صراخ سيرينا مع احكام هال قبضته على رأسها بقسوة مكملاً : تكلمي .. من الفتاة التي أتت معك إلى هنا و أين هي ؟
أغمضت سيرينا عينيها , خرجت الكلمات من فمها متقطعة : دعـ دعـني .. دعنــي .. هاال .. اترك شعري .. ستنتزعه .. دعنــــي , دعنـــــــــــي
أخرسها هال بقبلة طويلة , خارت فيها مقاومة سيرينا .. تماماً
تركها , لتقع أرضاً محاولةً ادخال الهواء إلى صدرها , بينما ينظر هال إليها و قد علا وجهه ابتسامة خبيثة
نزل ليكون بمستواها ليهمس من جديد : من هي الفتاة , سيرينا ؟
لم تجبه سيرينا بل بقيت تتنفس بصوت عال و كأنها لا تصدق ما يحدث
صرخ بها : أجيبي و إلا سيكون في هذا موتكِ ؟
أجابته بمرارة : أعلم أني ميتة مذ تزوجتك .
تمتم ببرود و هو يرفع أحد حاجبيه : و كأني أجبرتكِ .
اقترب منها حتى أحالت انفاسه الباردة وجه سيرينا إلى اللون الأبيض الشاحب
أستطرد في نبرة جعلتها ترتجف : انتِ هشة .. لا تحاولي سيرينا .. أستطيع أن أغفر لكٍ ما ستفعلين ؟ .. هيـا .. أخرجي الفتاة الأخرى .. – أطلق ضحكة مفاجأة ثم مسح على شعره بتعالي ليردف في سخرية – أوه , هل هي معجبة بي أيضاً ؟
هتفت سيرينا : أيها الـ
- وغـــــــد .
انطلق صوت آني من مكان مـا
وصل لهال و سيرينا هــادراً مـخـيـفـاً غـاضبـاً
التفت هال و قد اتسعت عيناه على آخرهما و صرخ : من هناك ؟ .. –أكمل بسخرية-أخرجي أيتها الفتاة الصغيرة .. لن أؤذيك
ضحكت آني بطريقة هستيرية , كان وقع خطواتها يملأ المخزن و لكنها لم تظهر
ركل هال سيرينا بعصبية فأطلقت صرخة ألم عالية قبل أن تحيط نفسها بيديها و هي تنتفض من الوجع , توقفت الخطوات و عمّ الصمت المكان لثوانٍ
انحني هال بألم فجأة و قد وضع يده على جنبه الأيسر و قد بدأت دماءه بالتدفق
و بغزارة . . .
عاد صوت الخطوات من جديد و ظهرت آني
رفع هال نظره إليها و على وجهه علامات الألم , رأى فتاة ذات عينين سوداوين و شعر أحمر ناري قصير و ترتدي بنطال من الجينز الأزرق و قميص عشبي بأكمام من القطن و امسك بيمناها مسدس أسود صغير من البلاستيك
تمتم بصوت شبه مسموع : مـن .. من أنتِ ؟
ابتسمت آني بتهكم قبل أن تنطق ببرود شديد شابته بعض الهستيريا : أنـا !! .. ألا تعلم من أنا , أنا قاتلتك أيها الحقير , أنا من ستنتقم منك لكل أفعالك
ابتسم هال و قال و مازالت يده على جانبه : أها فهمت , لقد قتلت لكِ أحداً .. هلا ذكرتني ؟
رفعت آني حاجبيها دهشة من سؤاله غير المتوقع فأكمل : اعذريني ! .. فأنا قتلت الكثيرين و من الصعب أن أتذكر أحداً بمثل ملامحك الجذابة يا صغيرتي
شدت أني بقبضتها على مسدسها الصغير و رفعته فابتسم هال و قال ببرود : ان كنتِ تظنين أنه باستطاعتكِ قتلي فأنت واهمة أيتها الطفلة ؟
ابتسمت آنـي و قالت : أيها الوغد .. أنا واثقة أنك تذكرني جيداً -صرخت- لكنك حقير لا تذكر , كم عائلة قتلت , كم انساناً شردت , كم حطام الأرواح التي زهقت , أنت تستحق الموت ألف مرة , لا تستحق أن تظل على قيد الحياة أيها القاتل .. كم أمقتك و أمقت ملامحك .. أيها القاتل
أطلق هال ضحكت طويلة استفزتها فأطلقت آني رصاصة أخرى و لكنها لم تصبه
هتفت به و قد امتلئت عينيها بالدموع : سأريك من أنا ؟ لتعلم من قاتلك أيها المجرم
رفعت آني يدها اليسرى بعصبية و نزعت القناع عن وجهها و الشعر المستعار لتعلو الدهشة وجه هال و يهتف : أنــتِ ؟ !
اقتربت آني منه و قالت و قد بدأت تتمالك نفسها من جديد بنبرة باردة : أ لديك مانع ؟
هجم هال عليها بسرعة خاطفة , أحاطها بذراعيه و قال بنبرته المقيته لقلبها : ليس لدي أي مانع ؟ .. –همـس – ألم أقل أنكٍ عينة مثيرة للغاية .. لقد تغلب جسدكِ على ذلك المصل .. أنتٍِ تتذكرينني .. أليس كذلك ؟ .. أم لا ؟ !
حالو تآني الافلات من بين يديه , شعرت أن صدرها سيتفتت من احكامه عليها , بدأ رأسها يدور ,رفعت قدمها لتركله بأقوى ما لديها .. خفت قبضة هال قليلأُ لكنه لم يتركها
- يبدو أنك نسيتني , هال
و قبل أن يعي هال جملتها كانت سيرينا قد ضربته بعصا حديدية غليظة على رأسه
تحررت آني لتبدأ معركة أشد شراسة بين هال و سيرينا التي فقدت العصا بضربة من هال الذي وجّهَ لكمة عنيفة لوجه سيرينا ثم أمسك بذراعها اليسرى بقوة و لفها وراء ظهرها بحيث لا تستطيع الحركة
ضربته آني على رأسه بمسدسها , التفت إليها و لم يترك ذراع سيرينا التي صرخت متألمة لحركته , تلى صرختها صوت تكسر عظام كتفها
دفعها هال أمامه و رفع قدمه في ركلة أصابة رأسها لتنهار أرضاً و قد فقدت ما تبقى لها من وعي
التفت لآني التي كانت تراقب سقوط سيرينا مشدوهة
و كانت هذة نقطة لـ هال حيث استطاع الإمساك بها
أصبح ظهر آني ملتصقاً بصدر هال حيث كانت قبضتيه تمسك ذراعيها بإحكام
همس : لقد فقدتِ رصاصتين فقط .. و إن لم يخب توقعي فقد بقى ست رصاصات في لعبتكِ اللطيفة هذه ؟
شد على أصبعها لتنتطلق الرصاصة الثانية و تصيب أحد الصناديق , ثم الثالثة و الرابعة , الخامسة و اشتعـلت الصناديق إثر الشـرارات المتولدة من احتكاك الرصاص بالأرضية و بها
استطاعت آني أن تحرر يدها اليسرى و تضربه بجنبه المصاب , فصرخ هال
لتُخرج خنجراَ من جيب بنطالها الخلفي و تغرزه بكتف هال هاتفة به بكل حنقها و مقتها له : أصرخ أيها الوغد
أصرخ
أصرخ كما جعلت أبي يصرخ تلك الليلة
أسمعني صوت صراخك
حطم هذا السكون , أريد لصرخاتك أن تدوي و تشفي غليلي
أريدها أن تشبع رغبتي , أن تشبع انتقامي
أسمعني صرخاتك .. أصرخ هاال أصرخ كما لم تصرخ من قبل أيها القاتل
ارتطم ظهر هال بأحد جدران المخزن و انطلقت رصاصة آني السادسة في قدمه , رفعتع مسدسها لتلتصق فوهته بصدره و بيدها الأخرى الخنجر الذي تمسكه بكل قوتها
تناثرت دماء هال على ملابسها , و انطلقت صرخاته لتروي انتقـام آني
صرخت به و قد انهمرت دموعها غزيرة : مُــت .. مُـت أيها الشيطان .. مُت
أمسك بيديها الصغيرة و هو يفتح عينيه بصعوبة هامساً بصوته الذي يشبه الثعبان في فحيحه : الشيطان لا يموت يا طفلتي !
دفعها لتسقط أرضاً ثم سقط فوقها و قد أمسك بيده خنجرها , كان شعره البرتقالي قد تحول للون غامق إثر الدماء , تلوث وجهها بدمائه , لم تعد آني قادرة على الحركة بينما تمسك يده ذلك الخنجر و تلوحه بهدوء و بطء في تلذذ
و كأنه قط يستعد لتناول وجبته المفضلة
مشى بطرف نصل الخنجر على رقبتها , أغمضت آني عينيها بألم , و جروح تنبثق كلما مضى النصل في طريقه , وصل لمنتصل صدرها تماماً , ثُم ثقلت يد هال و انغرز النصل لتئن آني أنيناً خافتاً صادراً من أعماقها
المخزن يحترق , النار تلتهم كل شيء , الجدران تصرخ بألام روحان
و الدماء تجري على الأرض بخوف
الهواء يتبخر , إنه يهرب من الشيطان , يهرب من جريمته الأخيرة ..
شرستنا سيرينا فاقدة للوعي وسط النيران المتأججة ..
الشيطان و الطفلة متعانقان بدمائهما التي إمتزجت بحقد آني و خبث هـآل
أخرج اللهب ألسنته للجميـــع فهل انتهى مسلسل الانتقام ؟
بل هل انتهى كل شيء ؟
سيرينا , آني , هال .. من منهم سينجو ؟ .. أم أن الموت ينتظـر الجميـع ؟
مـا مصيــر كـاي ؟ .. هل من سبيل للنجاة ؟
أسئلة كثيـرة تطرح نفسها , تابعوا معي إجاباتها في الأجزاء القادمة و دمتم بخيـر ^^ لا تنســوا أنتظر ردودكم , تعليقاتكم , انتقاداتكم و اقتراحاتكم بشــوووق ^^ .. محبتكمـ سيمـون فـيـ أمـانـ الله
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |