عرض مشاركة واحدة
  #148  
قديم 09-26-2010, 01:23 AM
 



استندت بيدها اليمنى على جدار أحد المخازن
سعلت , صدرها يرتفع و ينخفض بسـرعة , رائحة الدخان تملأ رئتيها
وضعت يدها على صدرها و آنت بألم
استطاعت رؤية لون قميصها الذي استحال من اللون العشبي للون غامق لم تميزه من الظلام
خانتها قدماها , لم تستطع الوقوف أكثر من هذا
و جلست على الأرض مسندة ظهرها و قبله رأسها على الجدار
خارت قواها كلها
تشعر أنها لن تتحرك مرة أخرى
كل جزء بجسمها يؤلمها
لم تدر إن كان هناك فرق بينها و بين الجدار ورائها
شعرت برأسها يؤلمها فجأة
ثم بدأ جسدها كله بالإشتعال من الألم
شعرت و كانه يحترق
لأول مرة تكره المطر , لأول مرة تشعر أنه سبب عذابها و ليس راحتها
دائما ما كانت تحبه , كان يتستر عليها دائماً عندما تبكي
تشعر بدموعها تمتزج بقطراته فتخفف عنها
لكنه الأن يميتهـا

أغمضت عينيها بألم , لا تريد أن تفكر
تريد أن ترتاح
الموت .. أجل كل ما أتمناه مغادرة هذا العالم
لا أريد البقاء فيه
لا أريد
لا شيء يستحق لكي ابقى هنـا

و لم تعد ترى سوى الظلام
لا ترى كاي و لا راي
لا روكسان و لا جوان
لا تذكر سيرينا
لا تعلم من هو هال
و لا من هو جرازياني
لا تريد
لا تريد أن تعرفهم و لا أن تقابل أحداً منهم
ما الضرر في العيش في الظلام ؟
التعرف على أناس جدد لا يسبب سوى الألم و الندم

تذكـرت كلماتها
و لا تدري لماذا تذكرت حديثها ذاك !..


- تزوجته !!!

ما زلت أذكر ذلك اليوم , و لا أظنني سأنساه يوماً

ذهبت لأعلم أين اختفى زوجي ؟
و ماذا حدث له ؟
أريد أن أعلم .. لم أصدق حين أخبروني أن أخباره قد انقطعت في أحد مهمات الشركة خارج البلاد

لأيامٍ مضت كان يحدثني و يطمئن على جون "ابنها"
أيام فقط .. كانت تسمع صوته دائما .. أين .. أين أنت سيدريك ؟ .. أين ؟

" تلك المزعجة سيرينا .. لم أستطع صرفها .. هـال تولى أنت الامـر "

هو من قابلني حينها
لم أره من قبل .. ليس في القطاع الذي يعمل به زوجي
أتعرفين آني .. حين ينسج العنكبوت شباكه حول الفريسه بسرعة و هدوء
هذا ما حدث

" ابتسم بهدوء : مرحباً سيدة ماركو
لم ترد عليه , بل ظلت تنظر إليه بتلك النظرة الحانقة
تلاشت ابتسامته و حل محلها تعابير متأثرة بشيء ما و حزينة
و بدأ كلماته التي قتلتني يومها : أنا أسف للغاية سيدة ماركو , و لكننا وجدنا جثته إثر هجوم إرهابي على الشركة التي ذهب لعقد الإتفاقية معها .. لم نرد إخبارك لحين نتأكد – ثم أخرج خاتم فضي ذا جوهرة سوداء لامعة و وضعه أمامها على المكتب –
وقفت سيرينا بحدة و قد ظهرت علامات الصدمة على وجهها في اتساع عينيها و رجفة شفتيها
تمتمت : مستحيل .. كاذب .. كاااذب .. كاااااذب
تركته و خرجت
لم يعلم هال ما الذي أصابه حينها و جعله يخرج ورائها
يجري على السـلالم
كاد أن يتعثر أكثر من مرة
و لكنه مازال يسمع خطواتها و هي تنزل السـلالم
خرجت من باب الشركة ركضاً و دموعها تمنعها من الرؤية

لم تسمع سيرينا لا صوت بوق السيارة و لا هتاف هال
لا شيء سوى كلماته التي تتردد في ذهنها
و منظر يده و هي تترك الخاتم امامها على المكتب

لم تشعر بعدها بأي شيء , سوى أنها استيقظت في المشفى
اغمى عليها أثر الصدمة "

كانت صدمتى كبيرة لكن هال حينها خفف عني , كان يصطحبني من عملي
أصبح يرافق جون دائماً و لم يعد على لسان جون إلا هو
لا أكذب عليك , بدأت أميل له
و تزوجنا
كان زوجاً جيداً عدا أنه كان يغيب عنا كثيراً
ثم في أحد الأيام
دخلت إلى غرفة المكتب لأرتبها
كنت أشعر بالملل حينها
و قررت أن أرتب هذه الغرفة .. لم أصدق ما وجدت حينها
لم أصدق ذلك أبداً أني
أم أتوقع أن هناك قلوب بهذه القسوة و الوحشية
قتلوه أني
بت متأكده أنهم قتلوه حينها
و ذلك الهال التف حولي كما يفعل الثعبان بفريسته
انهم .. انهم يقتلون الناس
و رئيسهم ذاك يفعل أي شيء لتصل تجاربه للنتيجة التي يريد
- بدأت دموعها تنهمر و صوتها يختنق -
لا يهمه كم يريق من الدماء
كم من بيت دمر
و كم من أسرة شتت
لا يهمه كم طفل قد تيتم من وراء أفكاره السـوداء
هـ .. هال أخذ جون مني حينما أدرك أني علمت
- ضحكت بمرارة –
قال لي : خسارة أن تموتين !
و من حينها و أنا في هذا السجن , لا أخرج إلا بأمره و تحت مراقبته

سألتها حينها : و جون ؟

أجابتني و هي تغمض عينيها على دموعها خوفاً من فقدانهم كما فقدت صغيرها : - لم أره من حينها لكني أحدثه و أطمئن عليه


" آني .. لو حدث لي شيئاً , أرجو أن تعتني بـ جون حينها "

- آني .. آنــي .. أجيبيني .. أني أرجوك .. أني ردي على .. أني .. قولي شيئاً
آآنـــي .
خانته الدموع فأصبحت تنهمر على وجنتيه الباردتين بقوة و كأنها تعانق وجهه , تحاول بث شيء من المواساة في قلبه

ضمهـا إليـه .. و تلوث قميصه بدمائها النديه
أبعد خصلات سعرها الأشقر الفاتح الذي احترقت أطرافه و تلوث بالدماء

خرج صوته مخنوقاً من بين شفتيه المرتجفتين : آ.. آنـ..ـي .. أفيقي عزيزتي .. آني .. أنا لم اقصد .. أني لا تتركيني .. أرجوك .. قولي شيئاً ..

صرخ بأعلى صوته قبل أن يضمها لصدره أكثــر : آآآنـــــــــــــــــي .

فتحت عينيها الخضراوين قليلاً
لم تر أحداً
لم تر سوى الظلام
و لكن مازال الصوت يهتف
آني .. أهذه أنا ؟
أأه , اسمي أني .. كيف نسيت ؟!
و لكن صوت من هذا ؟!
أظنني أعرفه . .
و لكـن .. من .. ؟

هزها قليلاً و ربت على وجهها كي تفيق .. هتف : آني .. هذا أنا راي ..

آني هذا أنا راي
آني هذا أنا راااي
آني هذا أنا راااااي

أغمضت عينيها و لكن يدها أحاطت به و تمسكت بقميصه



Hold on to me love
You know I can't stay long
All I wanted to say was I love you
And I'm not afraid (Ahhh)
Can you hear me?
Can you feel me in your arms?
Holding my last breathe
Safe inside myself
Are all my thoughts of you
Sweet raptured light
It ends here tonight



1- هيي .. أنتما .. ماذا تفعلان هنا في هذا الوقت ؟
2- أنظر .. دماء !!
1 – أيمكن أن تكون ؟!

سمع راي هذا الحوار فرفع رأسه ليرى رجلان يرتدان معاطف بيضاء
همس بخفوت : أنتما .. طبيبان ؟؟
أمسك الأول بكتفه و قال : انهض .
بدأ راي بالوقوف و لكنه توقف .. شعر بأني تمسك به و بشدة
حاول افلات يدها , لكنها قطبت حاجبيها و غمغمت بكلمات غير مفهومة
ثم أرخت يدها
قال الرجل الثاني : لقد فقدت الكثير من الدماء

قال راي برجاء عميق : أنقذاها .. أرجوكما

لم يجبه أحد بل انشغلا بأني التي مدداها على الأرض وأخذا يتفحصان جرحها
أخرج أحدهم هاتفه و اتصل بشخص ما
كان كل ما قاله هو معلومات لمكانهم
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!