[ راي ]
أخذت أتابعهم بصمت , و قد أمسك الخوف بروحي فباتت الوساوس تدور من حولي , شعرت أنني سأدخل في دوامة و علي الخروج منها .. ركزت على وجه أني , شعرت بأن كل شيء ينطفيء من حولي و أنني قد وقعت في تلك الدوامة السوداء حقاً .. هذه ثاني مرة أشعر بهذا الخوف ..
عندما كادت سيارة أن تصدمها و هنا
أتمنى لو أعلم ما حدث لها
نظرت للسماء , تلك السحابة الدخانية السوداء ثم توجه نظري للمكان الذي يتصاعد منه الدخان
و فكرت : لابد أن أني كانت هناك .. لكن لماذا ؟
رأيت سيارة اسعاف تقف أمامي من بين تخيلاتي , فأفقت
وجدت شاب نزل من السيارة و تفحص آني مع الرجلين ثم قال : هيا بنا بسرعة
حملاها على سرير أبيض متحرك و دخلوا جميعا إلى السيارة
لا أدري كيف دخلت أنا أيضاً معهم .. لكني وجدت نفسي أدخل و أجلس بقرب آني .. بدأوا يضعون جهاز الأكسجين و يحاولون أيقاف النزيف .. مازالوا يبحثون من أين تنزف كل هذه الدماء
أبعدت ناظري عن هذا المشهد
مهما يكن .. لا أستطيع رؤيتها في هذه الحالة
هذا صعب للغاية
مررنا على مطعم والدي
انتبهت ..
المفترض أننا ذاهبون لأقرب مشفى
و لكن هذا الطريق لا يؤدي لأي مشفى
قطبت حاجباي , محاولاً تذكر أي مشفى قريب .. لكن بدون أي فائدة
شعرت بشيء بارد على معصمي
توجهت عيناي للأسفل لأرى هذه الأصفاد المعدنية تحيط بمعصمي
شعرت بشيء من الغضب
أنا لا أفهم أي شيء مما يحدث حولي .. كم تمنيت أن أتشاجر مع أحد ما الآن كي أخرج ما بداخلي من غيظ و حنق
هتفت بصوت عالٍ فجأة و قد تحولتي لتعبير من الإنفعال و الغضب : ما هذااا ؟؟
[ لنترك راي و نعـود للســرد ]
التفت له الشاب و قال و قد تحرك جانب فمه عن شبة ابتسامة ساخرة : ألم تنتبه لها إلا الأن – رفع حاجبيه باندهاش – لقد وضعتها مذ صعدنا .
نظر له راي ببرود و بنبرة خافتة قليلاً : لماذا ؟
أشار له الشاب و الذي لم يكن سوى أرثر : لأنك كنت معها – و أشار لأني –
لم تتغير نبرة راي الباردة و هو يكمل : إنها صديقتي .
ضحك أرثر و همس بحدة : إلعب غيرها .. لست أنا من ينخدع بهذا . . ههههههه .. قال صديقها هههههههههه
أظهر راي بعض التزمر و أشاح بوجهه بعيداً عنه , توقفت السيارة
و نتج عن هذا اهتـزاز طفيف
فتحت آني عينيها لثانية ثم أغلقتها مرة أخرى I remembered black skies / the lightning all around me
I remembered each flash / as time began to blur
Like a startling sign / that fate had finally found me
And your voice was all I heard
That I get what I deserve نظر راي خارج السيارة , لم ير المشفى الأبيض و لا سيارات إسعاف أخرى و لا أي شيء , بدأ يرتاب في أمر سيارة الإسعاف هذه
تمتم بداخله : يجب أن أكون حذراً .
نزلو جميعاً من السيارة
آني نائمة على ذلك السرير الأبيض المتحرك و معها ممرضين
و راي و أرثر ورائهما
دخلوا لذلك المبنى
و أصبحت تعابير وجه راي تنم عن الدهشة , فأخذ يتأمل المبنى من الداخل قليلاً , ينظر لوجوه الممرضين و آرثر من ناحية و لـ آني من ناحية أخرى
كان يمضي و لا يشعر بقدميه اللتان تمشيان مع الركب , دخلت إلى غرفة مـا
بينما جلس أرثر أمام الغرفة و عينيه على ساعته و كأنه ينتظر أحداَ ما
و جلس راي بجواره دون أن ينبس بكلمه و لكنه عينيه كانتا مثبتتان على بابا الغرفة التي دخلت إليها آني
بعد نصف ساعة لمح راي ظلالاً قامة نحوهم و سرعان ما توضحت هذه الظلال
كانو نايجل , تيم و معهم كاي مستنداً على تيم
تمتم راي و كأن مصيبة حلت عليه : إييي إنهم الفتيان من ذلك اليوم , يا ويلي
وصلا تمتمته تلك لـ أرثر الذي ابتسم على الرغم من الوضع الراهن
و في نفس لحظة وصولهم إلى حيث يجلس أرثر و راي
حتى فتح الباب .. و خرج منه طبيب و ممرضتان
هتف كاي : كيف حالها ؟
تمتمت الطبيبة بتوتر : فصيلة دمها نادرة للغاية و لا يوجد هنا ما يكفي لها
أسرع تيم بقوله : كاي , لابد أن فصيلة دمك تطابق فصيلة دمها .. الشرائح لم تكن لتزرع بدماغيكما لولا هذا
ردد راي وراءه : الـ .. الــشــرائــح ؟!
و مئة علامة إستفهام تدور حول رأسه
قال كاي متجاهلاً كلمات راي , بل و متجاهلا وجوده من الأساس : أنا مستعد
سأل راي : ما زمرة دمها ؟؟
أجابته الممرضه بعفوية : O+
زفر بخيبة أمـل و لم يقل شيئاً بل انشغل بأفكاره : ماذا كان يقصد بالشرائح ؟؟ .. لا و زرعت في دماغهما .. في دماغ أني شريحة .. شريحة ماذا ؟؟ .. شريحة إليكترونية بكل تأكيد و لكن لماذا ؟؟ ..
رفع راي نظره لوجه كاي المتعب ثم قال بصوتٍ واضح للجميع : سوف تستعينون بدمه و هو في هذه الحالة ؟! .. يبدو لي أنه في حاجة للعناية الطبية ... الشديدة أيضاً .
رمقه كاي بطرف عينه ببرود قبل أن يهمس : اخرس .
زفر راي مرة أخرى ثم انتبه أن تلك القيـود ما زالت تحيط بمعصميه
فهمس لأرثر : قلت لك أنني صديق , لما لا تفك هذة القيود اللعينة
قام أرثر من مكانه و اتجه لـ نايجل ليتحدث معه قليلاً , قبل أن يتركز نظريهما على راي الذي بلع ريقه من نظراتهما الحادة له
نظر نايجل للغرفة التي بها الأن آني و كاي و دكتور و ممرضتين بالإضافة لـ تيم
ثم قال لأرثر : أحضره إلي مكتبي و .. فك هذه القيـود فهو لا حول له و لا قوة هنا
علت إبتسامة شقية شفتي أرثر و هو يتوجه لـ راي و يفك قيوده
ابتسم راي و قال : أخيراً
وضع آرثر يده على فمه مانعاً إنفلات ضحكة على سذاجة راي
التفت له راي بانزعاج هاتفاً : لماذا تنظر لي هكذاااا ؟؟
سعل أرثر بارتباك ثم تحولت ملامحه للجدية و هو يؤنب راي : نحن في جناح المشفي الفرعي .. التزم الصمت
تأفف راي و هو يقول بنفسه و قد هربت عيناه لباب تلك الغرفة : أتمنى أن تكوني بخير آني .
لاحظ آرثر نظراته الحزينه فقال : هل أنتما أصدقاء حقاً ؟
ظهر غضب طفيف في عينا راي الزرقاوتين و أجابه باعتداد : أجـل .. لديك مانع ؟
ابتسم آرثر و قال ببساطة : لا أبداَ .. كما تشاءان
دار هذا الحوار بينهما و هما في الطريق لمكتب نايجل , تفاجأ راي بتوقفهما أمام باب طرقه أرثر ليسمعا صوت نايجل يأذن لهما بالدخول
عض على شفته السفلى معاتباً نفسه : يا إلهي .. لا أستطيع التركيز بتاتاًَ .. كيف وصلنا إلى هنا أساساَ ؟!
- أجـــب
جفل راي إثر هتاف أرثر فصرخ به : ماذا بك يا هذا ؟ .. أنا بجوارك , لست في اليابان !
أجابه أرثر بهدوء : لقد سألك الرئيس و أنت لم تجب
التفت راي لنايجل و قال ببرود قد غلفه التوتر : ما هو السؤال ؟
أعاد أرثر السؤال : ماذا كنت تفعل ؟ .. و كيف وجدت آني ؟
زم راي شفتيه , ما لبث أن نسى منظر أني الغارقة في دمائها حتى يعيدونه إليه , تنهد ثم أجاب : كنت عند البحر و رأيت النيران و عندما وصلت لمنظقه المخازن وجدتها راقدة بجوار أحدهم .. بدايةً لم أدرك أنها أني و لكنني عندما اقتربت منها لأسألها إن كانت بحاجه للمساعدة .. عرفت ~~ .
قال الكلمة الأخيرة بخفوت و بصوت متحشرج و هو يشيح بوجهه بعيداً عنهم حتى لا يرى أحدهم دموعه التي هربت من بين مقلتيه
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |