...
الفصل الثاني
خرجت ميسي من الغرفة فوجدت أن بعض من فتيات مدرستها يقفن أمام الباب ,
ويتشاجرون مع الممرض الذي منعهم من الدخول . ومن ضمنهن جولييت ..
نظرت جولييت إلى ميسي بذهول عندما خرجت وقالت بدهشة – كيف استطعتِ الدخول إلى غرفة زيس ؟!
ثم وجهت نظرها إلى الممرض وأردفت – أدخلني أنا أيضاً .
قال الممرض بنفاذ صبر – لا أستطيع إدخالكِ أخبرتكِ مسبقاً أن هذا ممنوع ألا تفهمينني .
أشارت بسبباتها إلى ميسي وقالت بغضب - ولمَ أدخلتها هي ؟!
نظر الممرض إلى ميسي ثم قال موجهاً الكلام لجولييت – ولماذا أمنعها من رؤية أخيها ؟.
إتسعت أعين الفتيات وقلن معاً بدهشة – ماذا ؟ هل يعقل ؟
ابتسمت كارلا بارتياح وهمست لنفسها – لا بد أنه هو إذاً , قال لي بأنه يأتي إلى المدرسه لإصطحاب أخته , هذا يعني أنها ميسي.! ..
لكن لمَ لمْ يخبرني بذلك ؟ ربما لا يريد من المعجبات اللحاق به ؟ أجل اتضحت الأمور الآن .
نظرت جولييت إلى كارلا التي كانت تحدث نفسها ثم قالت باستغراب – هل قلتي شيئاً ؟
- لا لا .
أعادت جولييت بنظرها إلى ميسي وقالت بلهفه – لمَ لمْ تخبرينا بذلك قبل الآن ؟
صمتت ميسي لفتره وهي تفكر " هذا جيد , جاءت الفتيات في وقتهن ’ سوف يزعجه ذلك أنا متأكدة , سأنفذ انتقامي اذاً .. أعرف كم يكره تجمع الفتيات حوله"
ابتسمت بخبث ثم قالت للممرض – لا بأس إنهن صديقاتي , أدخلهن .
قال الممرض بارتباك – لكن .. السيد سوما أمرني بعدم إدخال أي أحد غير المصرح لهم ..!
قالت بغضب – مُصرحٌ لي , وقد أحضرت معي بعض المرافقات لا أكثر .. كم أنت مزعج , هيا تنحّ من أمامي .
تنهد ثم قال بفقدان أمل – حسناً .
فتحت ميسي الباب ودخلت قبلهن , فنظر زيس إليها وقال بسخريه – اشتقتِ إليْ ها ؟
فأجابته بنفس النبرة وتلك الإبتسامه الخبيثه مرسومه على شفتيها – مؤكد .
ثم تنحت جانباً لتدخل الفتيات , نظر زيس إليهن بتعجب فقال بتوتر – من سمح لكن بالدخول .
صرخت الفتيات بمجرد وقوع ناظرهن إليه فاقتربن بسرعه من زيس و قالت أحداهن – يااه إنه هو حقاً .
- لا أصدق أني أراه امامي مباشرة .
- مؤكد نحن في حُلم .
- لا أصدق هذا ..
- صدقي يا فتاة ’ كم هذا رائع .. إننا محظوظات حقاً , فمن كان يتوقع أن ميسي هي أخت زيرو ؟!
تفاجأ زيس عندما عرف بأنهم يعلمون أن ميسي أخته , فنظر إليها وصرخ عليها بغضب – من سمح لكِ بإخبارهن ؟!
سألته إحدى الفتيات – هل واعدت فتاة من قبل ؟ سمعت أنك تبحث عن فتاتك .!!
ازداد ارتباك زيس وتلعثم وهو يقول – أ .. أنا .. لـ ..
نظر إلى ميسي مجدداً وصرخ بغضب كما فعل بالمره السابقه – هذا كثير أيتها الـ ..
صمت عندما وقع نظره على كارلا , تلك الفتاة صاحبه الشعر المموج الذي يصل إلى نصف رقبتها بالضبط , يتميز بلونه الكستنائي .. وعيناها الواسعتان البنيه اللون .
ابتسمت له بالمقابل وتوردت وجنتاها .. أخرجت المنديل الخاص به من حقيبتها بشكل سريع واقتربت بتردد وهي تقول – هل هذا المنديل لك ؟!
فقال – أ .. أجـ
قاطعه ألبوس مع الصحفيين من الباب الآخر .. فنظرت الفتيات له وصرخن معاً .. اقتربوا منه
ما عدا كارلا , ثم قالت احداهن – إنه ألبوس , اليوم هو يوم سعدنا مؤكد .
فقالت الآخرى – إنه يبدو أوسم في الواقع .!!
نظر ألبوس إليهن واحده تلو الأخرى وهو يمرر إصبعه , وكأنه يعدهن .. قالت جولييت بتعجب – ما الذي تفعله ؟!
ابتسم ألبوس ثم قال – ست فتيات , ومع تلك التي في الخلف سبعه , وميسي .. هذا يعني ثمان فتيات في الغرفة .!!
وجه نظره إلى زيس وقال بأسف – لقد كُنتَ صديقاً رائعاً حقاً .. سأفتقدك .!! إلا لو أنقذتك .
ثم اتجه نحو الباب وفتحه ثم نظر إلى الفتيات وقال – هيا أخرجن من هنا .
قالت جولييت بغضب – ماذا ؟ هل تطردنا ؟
أجابها وهو يعبث بمقبض الباب – تقريباً ,
ثم صرخ – أجل أطردكن , هيا اخرجن ..
أدارت جولييت وجهها إلى الجهه الأخرى وقالت بعناد – لا يمكنك طردي ...
ثم اقتربت من زيس وأمسكت بيده ثم أردفت موجهه الكلام لزيس – هل تسمح له بذلك ؟
صرخ زيس على ميسي – أنتِ السبب , سوف أريكِ ..
خرج رجل يبدو في السابعة والعشرين من العمر من وسط الصحفيين ,
ثم نادى بغضب .. – جاك .! أين أنت؟
دخل ذلك الممرض إلى الغرفة ثم قال – سيد سوما .! ماذا هناك ؟
فصرخ عليه – لماذا أدخلت الفتيات إلى هنا ؟! ألم أمنعك من إدخال أي شخص ؟!
قال جاك – آسف سيدي , ولكن الآنسه ميسي هي من طلبت مني ذلك .
نظر سوما إلى ميسي بغضب , فابتسمت بارتباك .. ثم قالت بسرعه موجهه كلامها للفتيات
- آسفه .. ولكن يجب عليكن الخروج الآن .!
" بعد خروج الفتيات "
أسند زيس ظهره وهو يتنهد تنهيده طويله تبرهن على ارتياحه ولكن بنفس الوقت , منزعج من تصرف ميسي ..
, ثم قال بتذمر – لمَ فعلت ذلك ؟ أكل هذا من أجل يوم ميلادها .. اذاً هي تستحق ذلك , لن أفعل ما قلته لي .
اقترب أحد الصحفيين وقال – متى سوف نبدأ ؟!
جلس ألبوس على طرف السرير ثم قال – ينبغي عليك فعل ذلك وإلا لاقيت منها المزيد ..
- أظن أنها لن ترضى .
- صدقني , تعرف كم تحبه .. لذلك سوف تنسى غضبها .
- أشك في ذلك .
قاطعهم سوما وهو يقول بغضب – كفاكما ثرثرة , نريد البدء الآن .
قال ألبوس – حسناً حسناً سوما , لا تكن كثير الغضب .!
,,
في حديقة المستشفى ..
توقفت جولييت عن السير فجأه ثم التفتت ونظرت إلى كارلا مباشره وقالت بغضب – كنتِ تحاولين الفوز به أليس كذلك ؟
قالت كارلا باستغراب – من هو ؟
- تتصنعين عدم المعرفة ؟ على كل حال , هو لن يقع في حب فتاة فقيرة مثلك .. كل المدرسة تعلم بذلك إذاً لا بد أنه يعرف أنكِ فقيره من ميسي .
طأطأت كارلا رأسها دون أن تقول شيئاً ثم تابعت جولييت حديثها قائله بغيظ – لولا الأستاذ تايلر لما استطعتِ الدخول إلى المدرسه أصلاً .
فأكملت إحدى الفتيات قائله – نعم , لا أعرف لمَ أوصى بكِ وأعطاكِ تلك المنحة الدراسيه , بمجرد أنه رآكِ ترقصين الباليه بمهارة , لسنا أقل منكِ خبرة .
فتابعت الأخرى - صدقيني لن ينظر زيرو إليكِ حتى , إنه ينتظر فتاة بطبقته وليست أقل منه
انظري إلى جولييت مثلاً , فوالدتها على الأقل هي راقصه باليه مشهورة , وسوف يوافق زيرو
الزواج بها دون شك.. أما أنتِ ! ما أنتِ مجرد حثالة .
ثم ضحكن معاً .. عضت كارلا على شفتيها واجتمعت الدموع في عينيها .. ثم صرخت عليهن – ومن أخبركن أني أحبه , كنت أريد معرفه ما إن كان هو ذلك الشخص الذي قابلته أم لا .
علا صوت ضحكاتهن ثم قالت جولييت بسخريه– قلت لكِ , ذلك الشخص لم يكن سوى وهم .. أخرجه عقلك شفقةً على حالك .
ثم تابعت ضحكها .. انسابت الدموع لتسمح لنفسها بالمرور على وجنتيها .. ثم إلتفتت وركضت مسرعه إلى خارج المستشفى .
ظلت كارلا تركض وتركض متجهه إلى منزلها .
...
- لماذا عدت إلى المنزل الآن ؟
نظر زيس إليها بطرف عينه ثم قال – هل تريدين مني البقاء هناك أكثر ؟
أغلقت الباب وهي تقول بلا مبالاه – أفضل .
- حمقاء , لقد قال الطبيب انها مجرد رضه , لم تكسر ساقي .. بضعه أيام فقط وأعود كما السابق .
قالت بحسرة – هذا مؤسف , ليتها كُسرت .
رن الجرس مجدداً .. التفتت ميسي وفتحته لتجد أنه ألبوس , كان يحمل معه باقة كبيره من ورود التوليب بألوان مختلفه .
اتسعت عينا ميسي ثم اقتربت من الباقة وأخذت تنظر إليها بسعاده وهي تقول – إنها أزهار التوليب , هذا رائع إنها المفضله لي .
مد ألبوس يده ليقدمها لها وقال بمرح – عيد ميلاد سعيد .
أخذت ميسي الباقة ثم نظرت إلى ألبوس وقالت بسعادة – شكراً لك ألبوس .
ابتسم ألبوس وقال – لا تشكريني أنا , إنها هديه من جيريكو .
صرخ زيس عليه – أيها الأحمق , لا تنادني جيريكو .
اقتربت ميسي من زيس واحتضنته ثم قالت – شكراً لك أخي .
ابتسم زيس ثم مسح على شعرها وهو يقول – أعرف أنكِ تحبينها , لذا أحضرتها لكِ , لكن إياكِ
أن تكرري ما فعلته في المستشفى .. تعرفين أني لا أحب تجمع الفتيات .!
ضحكت ميسي ثم قالت – لن أفعل .
دخل ألبوس إلى المنزل وكان معه كيس كبير الحجم رفعه وقدمه لميسي .
, نظرت ميسي إلى الكيس ثم قالت بتعجب – ما هذا ؟
فقال ألبوس – هديتي لكِ , لقد جلبت لكِ كعكه عيد ميلادك .
فرحت ميسي ثم وضعت التوليب على الطاوله وأخذت الكيس لتخرج الكعكه ..
ترك زيس عكازه وامسك بألبوس وهو يقول – هيا بنا إلى الصالة إذاً .
توجهوا نحو الصالة ليلتقوا هناك بجيسيكا والده زيس و ميسي ’ رمقها زيس بنظره حقد ثم جلس على الأريكة
وهو يتأفف .. نهضت جيسيكا بغضب ثم خرجت من الصاله دون أن تقول شيئاً .
فابتسم زيس وقال – هذا أفضل .
ضربه ألبوس على رأسه مازحاً وقال بغضب مصطنع – عيب عليك يا ولد , انها والدتك مهما فعلت .
قاطعهم صوت ميسي التي انبهرت بجمال الكعكة – واااو .. انها رائعة , أشكرك مجدداً ألبوس .
كانت تلك الكعكة مصنوعة على شكل أزهار التوليب التي تحبها .. كانت تبدو كزهور حقيقيه بالفعل .. وهذا ما أبهر ميسي .
أخذت ميسي السكين لتقطع الكعكه , لكن زيس أوقفها قائلاً – انتظري أيتها الفتاة , أنتِ لم تمسكي سكيناً في حياتك .. دعيني أقطعها لكِ .
أبعدت ميسي السكين وهي تقول – لا داعي , أنا من سيقطعها .
اقترب ألبوس وأمسك بيدها التي تحمل السكين , فنظرت إليه باستغراب .. فبادلها النظرات بابتسامه جذابة ثم قال – سوف أساعدكِ في تقطيعها .
فابتسمت له هي أيضاً وأومأت برأسها موافقة ..
نظر زيس إليها بطرف عين ثم قال بغضب مصطنع – لو كنتُ مكانه لما وافقتِ .
تجاهلته وبدأت بقطع الكعكة مع ألبوس .. وبعد انتهاءهما أشارت ميسي على القطعة الأكبر ثم قالت بمرح – هذه لي .
أخذ ألبوس تلك القطعة ووضعها في صحن ثم قدمها لها , شكرته وبدأت بالأكل .
قال ألبوس موجهاً الكلام لزيس – جيريكو أتريد قطعه ؟
صرخ زيس بغضب
- ما الذي تقوله , تعرف أني لا أحب الحلويات , وللمره المليون أخبرك .. لا تنادني بجيريكو .
رمقه ألبوس بنظرات غريبة لكنها مضحكه , فبادله زيس تلك النظرات ..
قالت ميسي مقاطعه لنظراتهما بتعجب – بالمناسبة , لماذا تناديه جيريكو ؟ أو بالأخص ما معنى ذلك الإسم .؟!
اتسعت عينا ألبوس في ذهول وهو يقول – معقول ؟ ألا تعرفين من هو جيريكو ؟
رفعت ميسي إحدى حاجبيها وقالت باستغراب – هل يجب أن أعرفه ؟
قال بحماس – كريس جيريكو هو إسم أحد المصارعين .
قالت باحباط – مصارع ؟ حسناً لماذا تنادي زيس بجيريكو ؟
ابتسم بخبث وقال – بكل بساطه , زيرو هو اسم شهرته .. وهو على وزن جيريكو , لذلك قررت مناداته بهذا الإسم .. هل أعجبكِ؟
,,
كانت جولييت تمشي في إحدى الأسواق برفقه صديقاتها , فتوقفت أمام محل لبيع أشرطة الفيديو والأقراص التي تحمل الأغاني والموسيقات
قالت إحدى الفتيات لجولييت باستغراب – لماذا توقفتِ .؟
أشارت جولييت بسببابتها إلى أحد الأشرطه وقالت ببهجه – إنه الألبوم الجديد لزيرو .. لقد نزل في الأسواق أخيراً .
نظرت الفتاة إلى الألبوم وقالت ببهجه هي الأخرى - صحيح , كم هذا رائع ... لنسرع ولنشتريه قبل نفاذ الكميه .!
...
..فتحت كارلا الباب ودخلت إلى المنزل ثم صعدت الدرج متجهه إلى غرفتها مباشرة .
سمع والدها صوت الباب , فلحق بها إلى الغرفه ثم طرق باب غرفتها وهو يقول بقلق – كارلا .. هل أنتِ بخير ؟
لم تجبه كارلا , فقط ارتمت بنفسها على السرير وأجهشت بكاءاً ..
سمع والدها صوت بكاءها فسمح لنفسه بالدخول , اقترب منها وجلس بجانبها على السرير .. وقال – ما الذي حدث ؟! هل تراجعت علاماتكِ في الباليه مجدداً ؟
قالت بصوت يخنقه البكاء – لقد اشتقت لأمي .. لماذا رحلت . !
صمت والدها لفترة ثم قال بحزن – لا أظن أن هذا هو ما يجعلكِ تبكين .. فقد توفيت والدتكِ منذ خمسة سنوات , ما الذي جعلكِ تبكين ؟
نهضت كارلا ثم احتضنت والدها دون ان تقول أي شيء .
...... ... ...
وبسسس
أرائكم وشو توقعااتكم .. ؟
بنتظااركم . .
في امان الله \.ْ~