لم يبق في الشقة إلا راي و كاي , أو هكذا خيل إلى راي في البداية
سأل راي بتوتر : ألن نعود لذلك المكان ؟
نظر إليه كاي ببرود ثم قال : لِمَ .. ؟
ازدرد راي ريقه و قال بتلعثم : لـ لأن , آنـي .. آنـي هناك .
لم يكن كاي في مزاج ليمكر على راي فقال بضيق : إنها هنـا – تجاهل نظرة راي البلهاء و هو يشير إلى الغرفة مكملاً ببرود – بالداخل
لم يضيع راي ثانية و دلف للغرفة مغلقاً الباب
عض على شفتيه ندماً انه أغلق الباب
لا يرى أي شيء
الغرفة غارفة في ظلام دامس لا يبصر حتى أصابع يده
تلمس الحائط لعله يجد زر الإضاءة و لكن لم يفعل
توقف مفكراً : أين الباب ؟ .. لِم الغرفة واسعة هكذا !!
تحرك إلى اليسار فاصطدمت قدمه بحافة السرير
ابتسم و عرف أين هي , جلس على الأرض و مد يده يريد أن يمسك يدها و بمجرد أن اقتربت يده منها حتى
سمع صرخة شقت السكون الممتع الذي كان فيه
و دخل كاي الغرفة سامحاً للضوء بالتسرب لها
أضاء النور ليرى راي جالساً على الأرض بطريقة غريبة و كأن آني دفعته بعيداً عنها
توجهت عيناه إليها . .
وجد عينيها محدقة في الفراغ , و قد انفرجت شفتاها قليلاً و كأنها تنوي الصراخ مرة أخرى
همس : آ آني !!
حينها أطبقت آني شفتيها و بدأ يسمعوا أنيناً خافتاً و قد أغمضت عينيها
شعر الاثنان أنها لا تشعر بوجودهما من الأساس
و عندما بدأت تحرك يديها و كأنها تريد إبعاد كابوساً يخنقها
بدأ كاي يتألم من صدره و صرخ بـ راي : أوقفها .. أوقفـهااا
هنا تحرك راي نحوها و أخذها بين ذراعيه و بدأ يمسح على شعرها هامساً بحنان : اهدئي آني , أنا هنا , لن
أتركك أبداً , سأبقى بجواركِ دوماً آني , سأسعى لذلك جاهداً .. اهدئي الآن , حبيبتي . . اهدئي.
استكان جسدها بين ذراعيه و كذلك روحها و عادت لتتمسك أصابعها به
If you leave.......
You won't feel me
You won't feel me
You won't feel me
هدأ كاي بالتالي و جلس على الأرض و مازال حاجبيه معقودان
سمعها بوضوح تتساءل عن الصوت
" هذا الصوت , أعرفه , و لكن من صاحبه ؟ .. مـن ؟ "
تنهد بـ صوت عالٍ و هو لا يفهم , تمنى لو لم تقم والدته بهذا , لو لم تربطهما لكانا الآن يعيشان في سلام , و لا أحد يسعى ورائهما لكي يخضعهما للتجارب و الفحوصات .
هز رأسه نافضاً تلك الأفكار عن رأسه , فـ "لو" لن تفيده شيئاً .
خرج من الغرفة تاركاً راي مع آني , فكما بدا له هو الوحيد القادر على مساعدته , آني تكن له مشاعر خاصة ,
كما يحمل هو لـ جوان ... جــواااان
يا إلهي كيف نسيتها , كارثة , بل مصيبة !!
أمسك بهاتفه و الذي لا يذكر من أين أخرجه و اتصل على رقمها
أتاه صوتها مرهقاً : مرحباً . .
سألها : آ .. آه مرحباً ... جوان , أنتِ بخير ؟.
اعتدل صوتها على الفور , حاولت جعله طبيعيا لكنها لم تفلح : أ أجـل .. كاي أنا بخير , ماذا عنك ؟
تلك الحشرجة الخفيفة المصاحبة لصوتها أثارت قلقه
فقال بهدوء : أنا بخير .. أين أنتِ ؟
ابتسمت و هي تجيب : في شقتك !
ابتسم بدوره مكملا بصوت أكثر خفوتاً : وحدكِ ؟
تذمرت قائلة : من سيكون معي ؟!! .. كاي لم أرك منذ فترة لا أذكر أخر مرة رأيتك , أنت تهملني كثيراً
اعتذر قائلاً : آسف حبيبتي , و لكن آني و مشاكلها التي لا تنتهي .. لم أخبركِ , لقد وجدناها و هي الآن في شبه غيبوبة , لا أظنها تدرك ما هي فيه .
لم يخرج من بين شفتي جوان سوى : أها – هامسة -
عاد كاي للسؤال : ماذا تفعلين في الشقة , بل كيف غادرت المنظمة ؟
وصلت ضحكتها العالية إليه و هي تجيبه بسعادة كبيرة : ليست جوان من يصعب عليها أمر كهذا ,ثم .. كاي .. لدي ما أقوم به من أعمال ..لا تنسى ,دراستي هذا غير أمور الشركة التي أديرها – تذمرت مجدداً – يا إلهي .. لم أعد أطيق مشاكلها .
اعترض كاي مصطنعاً نبرة بها بعض القسوة , ممازحاً إياها : و لكن هذا عملك , عليك ألا تتكاسلي جوان , لا تكوني ضعيفة , هذه مسئوليتكِ و عليك القيام بها .. لكل واحد منا واجب في الحياة و عليه أن ..
قاطعته هاتفة بغضب : هل حدثتني كي تلقي علي محاضرة عن واجباتي , أوووه كاااااي !
ثم أغلقت الهاتف بعصبية شديدة أذهلت كاي الذي ظل هاتفه على أذنه لأكثر من ثلاث دقائق و عينيه مثبتتين على باب الشقة بدهشة كبيرة
أنزل هاتفه و قد قطب حاجبيه باستنكار , ثم أعاد الاتصال
ظل يرن الهاتف مرة .. مرتين ... ثم انقطع الاتصال
تمتم كاي : جوان ليست طبيعية على الإطلاق , ما بها ؟
في هذا الوقت خرج راي من الغرفة ليقطع على كاي خواطره