عرض مشاركة واحدة
  #164  
قديم 09-26-2010, 09:27 PM
 
[ منظمة الدفاع المدني – الطابق الثالث عشر ]



كان كاي يمشي في الممر بخطوات سريعة , هدفه غرفة ليو , عليه أن يصل إليه و يحاول إخراجه من تلك الحالة قبل أن يتفاقم الوضع , و يفقد اتصاله بعالم الأحياء كما حدث منذ ثلاث سنوات عندما كانا في الثامنة عشر .

طرق الباب طرقتين متتاليتين ثم دخل قبل أن يسمع أي جواب , صدمه الظلام الدامس الذي تغرق فيه الغرفة و بمجرد أن خطا خطوة واحدة للداخل حتى سمع صوت تهشم شيء ما تحت قدمه , حاول أن يعرف ما هو بالنظر للأسفل ففشل

ركع و مد يده يتلمس الأرضية فلم تلمس أصابعه سوى بقايا السجائر حرك يده بعصبية لترتطم بعشرات السجائر المنتهية

تمتم بغضب ساخط : اللعنة .

مد يده باحثاً عن زر الإضاءة و ضغط عليه فلم يعمل , ضرب بيده على الحائط ثم حاول تبين أي شيء حوله

فلاحظ تلك النقطة المضيئة السابحة في ظلام الغرفة

تساءل : ليو .. ؟

تحركت تلك النقطة المضيئة قليلاً ثم رآها تهوي للأرضية

شعر بحركة خفيفة ثم أخرجت الولاعة شعلة صغيرة قبل أن تنطفئ مخلفة ورائها تلك النقطة المضيئة مجدداً

تنهد كاي ثم تحرك بهدوء نحو الحائط المقابل لمكانه , تلمسه حتى وجد الستائر فأزاحها بحركة سريعة

ثم التفت لـيراه جالساً على السرير مسنداً ظهره لحافة السرير العالية و قد ترك لقدميه العنان أمامه

و يديه بجواره كأنه أعلن الاستسلام من كل شيء

همس كاي و قد اتسعت عيناه غير مصدقاً : ليـووو – صرخ به – لو رأتك عمتي الآن لماتت في مكانها !

لم يصدر من جسد ليو أي رد فعل يدل على سماعه لما قد تفوه به كاي للتو

انتقلت عينا كاي من وجهه النحيف و تلك الهالات السوداء التي حفرت مكانها حفراً تحت عينيه البنيتين الذابلتين

لتلك العلب الملقاة بجواره على السرير , علب السجائر

أخذ كاي شهيقاً ثم حبسه بداخله لثوانٍ قبل أن يطلقه بهدوء شديد , جلس على طرف السرير ثم وضع رأسه بين قبضتيه

ظل الاثنان على نفس حالهما لفترة قبل أن يتمتم كاي : لماذا .. ؟ - ارتفعت نبرة صوته قليلاً – لماذا تفعل هذا بنفسك ؟

أخرج ليو دخاناً رمادي اللون من بين شفتيه و لم يحرك ساكناً , كان ينظر في الفراغ و كأن كاي ليس بالغرفة حتى

نهض كاي و قد فقد أعصابه , كيف لا و هو يرى ابن عمته بهذه الحال , ليو هو شقيقه الذي لم تنجبه والدته , يفهمه دائماً فكيف يتركه على هذا الوضع ؟

وضع كفيه على كتفي ليو و هزه بعنف صارخاً : أفـق يا رجل , لن يتوقف العالم على خائنة مثلها .. هل ستدعها تنتصر عليك ؟

انتفض ليو و أطلق فحيحاً خافتاً قبل أن يتمكن من النطق بصوت متحشرج ,مختنق : لا تقل خـ..خائنـة .

ابتسم كاي بسخرية و قد فهم ما الذي يحركه , ازدادت ابتسامته اتساعاً وهو يردف : بل خائنة , بكل بساطة ضحكت عليك ,عرفت مستوى تقدمنا و .. سرقت قلبك و هربت لوالدها !

وقف ليو ووجه لكمة لوجه كاي الذي تفاداها بسهوله , ظل كاي يتصدى لضربات ليو الضعيفة بكل سهولة

امتعض كاي من طريقة ليو القتالية التي تدنى مستواها كثيراً و تمتم باستياء : لم أت وقع أن تصير بهذا الضعف يوماً ما .. يا للأسف .

ازدادت قوة لكمات ليو و بدأ يهتف بغضب: إنها روكسااااان ...و ليس أحداً آخر ... ليس أحداً أخر يا كاي .. ليس أحداً أخر .. ليس أحداً أخر .

أخذ يكرر جملته و لكماته تضعف شيئاً فشيئاً , امتدت ذراعي كاي و أحاطتا به هامساً : كفى , ليو .. هذا مؤلم .

و انهار جسد ليو بين يديه

[
بعد ساعتين
]

استقر جسد ليو بجوار كاي في سيارة هذا الأخير

سمع كاي ليو و هو يتمتم : هل ذهبت لوالدها حقاً ؟!!

لم يملك كاي إلا أن ارتسمت الدهشة على وجهه و سأله بجدية مستنكراَ : ألم يُخبرك نايجل ؟

لم يجب ليو فأكمل كاي بهدوء : أجل لقد أصبحت في حماية رالف الآن , لحسن الحظ أنها لم تعرف عنا الكثير , بالأساس لم أفهم لِمَ ضمها نايجل للفريق !

أشاح ليو بوجهه للنافذة , اختلطت الألوان في عينيه فلم يعد يرى سوى شريط أسود يتحرك بسرعة

Give me a reason to believe that you're gone
I see your shadow so I know they're all wrong

__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!