انطلق ليو , جايك و باتي في مهمة في جنوب أمريكا الجنوبية بأحد الأدغال
تم الإبلاغ عن احتياج الفريق الخاص بتلك المنطقة لدعم بشري و بسرعة
و بما أن فريق كاي – حينها – كان في مهمة
فقد أرسل نايجل فريق ليو
~ الطائرة الخاصة بفريق ليو
سأل جايك بملل و امتعاض : ليووو , أخبرني مجدداً , ما القصة ؟
تأفف ليو ثم قال ببرود : لا , جف حلقي !
قال الكلمتين الأخيرتين و هو يحرك سبابته على بلعومه
ضحكت باتريشا , فتذمر جايك و هتف : لا أريد الذهاب , أشعر بالضجر .
قال ليو : سنذهب في إجازة بعد هذه المهمة , أنا أيضاً متعب
صرخ جايك من الفرحة : و أخيـــراً , قلت شيئاً مفيداً !
وجّه له ليو نظرات مرعبه , فصمت جايك على مضض و هو يتمتم بخفوت : عصابة مخدرات , تهديدات لشخصيات مرموقة , تنظيم مجهول .. و المطلوب منا أن نفك كل الألغاز و نصل لهؤلاء الهمجيين و راء إقلاق راحتي و سفري من نيويورك .
ضمّت باتريشا شفتيها لكي لا تنفجر ضحكاً , فقد بدت لها كلمات جايك و كأنه بيده مفاتيح المهمة .
بينما عدّل ليو من وضع مقعده لينام , فأمامه مهمة هو قائدها و خارج البلاد لأول مرة !!
يكاد ليو أن يقسم أنه لا يذكر أي شيء منذ مغادرته للطائرة حتى وجد نفسه في سريره بغرفته في منظمة الدفاع بنيويورك
و لكنه لا يستطيع القسم , لأن عقله يعلم ما حدث
الشيء الوحيد الذي لا يعرفه لماذا لم يمت معهم ؟
لِمـــاذا .. ؟
كان يمشي هو و جايك وسط تلك الغابة , الألم أخذ جزءاً من ملامحهما
صوت طلق ناري اخترق أذنه كـ نبأ الكارثة
التفت ليرى جايك يتلوى ألماً على الأرض الطينية
صرخ بألم : جـااايــك
جثا بجواره و قد رفع يداه نحوه لكنه لم يستطع لمسه لسببٍ ما
هتف مرة أخرى بألم أشد , بحرقة موجعه : جــاااايـــــــك .
ابتسم جايك و ابتعد الدم المنساب من رأسه عن مساره عندما تكلم : عُد لـِ باتريشا يا ليو , عُد إليها , فأنا لن أذهب لأي مكان آخر . . أُصِبتُ في مقتل يا صديقي
هز ليو رأسه و قد تجمعت الدموع الساخنة في مقلتيه
قال بصوت مختنق : جايك , لا تقل هذا , ستكون على ما يرام
و لأول مرة يتكلم جايك بجدية : لا تتمسك بالأو..- ثم أخذ يسعل حتى غرقت ملابسه من تلك الدماء الندية اللزجة التي خرجت من فمه – الأوهام ستقتلك , أكمل المهمة يا ليو , أكملها فهذا ما وهبنا حياتنا لأجله
احتضنه ليو و صرخ : يكفـي , جايك .. أحبك يا صديقي فلا تتركني
قل لـ باتي ألا تفعل هي الأخرى , أنتما عائلتي الآن .. ماذا تريد مني أن أفعل ؟ , ماذا أفعل ؟
لم يسمع ليو أي صوت فابتعد عن جسد جايك الدافئ ليراه مغمض العينين
و على وجهه تعبير من الألم الذي لم يستطع ليو تحمله فأغمض عينيه لفترة
ثم فتحها ليحدق بوجهه لوقتٍ كأنه يود لو يحفر هذه الملامح في عقله
ثم تركه برفق وسط تلك الأشجار
في تلك الغابة المظلمة التي شهدت تلك الليلة موت الكثيرين
ظل يجري , سينتقم ممن أطلق على جايك
سيقتله قبل أن تبرد جثته
سينتقـم و .. سيعود إليه , أجل سيعود إليه
بل سيعودون جميعاً لمكتبهم بالمنظمة
ذلك المكتب الذي لم يتشبع برائحتهم بعد ..
سيعودون .. !!