~ مطعم آل ثاندر'ز
دخل راي إلى المطعم متوجها إلى المنطقة الخاصة بالطبخ
وجد كبير الطباخين فألقى عليه التحية : مرحباً
ابتسم الرجل مجيباً إياه : مرحباً , جيد أنك هنا .. جو قلُق عليك كثيراً
مال رأس ري لليمين قليلاً و هو يردف باستياء : متى سيعاملني كـ راشد ؟ .. متى ؟!
وصله صوت والده و هو يقول باعتراض و قد حمل وجهه ملامح قلقه : لن أفعل أبداً , أنت ابني الوحيد راي , كيف لا تريديني أن أقلق عليك ..أين كنت ؟
أجابه راي بابتسامه : كنت مع أصدقائي
تحولت ملامح وجه جو القلقة للغضب و هو يهتف به : كاذب ! .. لقد جاء أكيراً و صديقته إلى هنا عدة مرات ليسألا عنك .
أردف بنبرة غلب الحزن عليها : منذ متى تكذب علي يا راي ؟!!
جزع راي لنبرة والده الحزينة و هرع ليقف أمامه مباشرة قائلاً بصدق : كنت مع أصدقائي يا أبي , ليسوا أصدقاء من الجامعة !
سأله والده بنبرة شك : هل تواعد فتاة ؟!
احمر وجه راي بشدة و صرخ : من وضع تلك الفكرة السخيفة برأسك , بالطبع لا , ما هذا ؟
قال الجملة الأخيرة مشيحاً بوجهه في حنق
ضحك والده على تصرفات ابنه , على الرغم من سعادته لمعرفة أن ابنه لا يواعد فتاة لا يعرفها , إلا أنه حزين لعدم وجود فتاة في حياته
خرج جو من المطبخ هاتفاً : خذ لأصدقائك الفطور و لا تتأخر عليهم , مادام لا توجد فتاة لا أعرفها في الأمر فلا بأس ؟
ابتسم راي و هتف لكبير الطباخين : جهز ما أخبرتك به ؟
و انطلق في إثر والده
حتى دخلا المكتب , ثم أغلق راي ناظراً لوجه أبيه بحرج
جلس على المقعد المجاور للباب بحيث يصبح في مواجهة والده الجالس وراء المكتب
أخذ يحرك أصابعه في توتر ثم قال : آبي , هل تتذكر الفتاة التي أحضرتها إلى هنا مرة ؟
أسرع والده بلفظ اسمها : آني
اتسعت عينا راي دهشة من تذكر والده لاسمها ثم أومأ برأسه في غباء واضح
فابتسم والده و هو يسأله : ما بها ؟
أجاب راي و قد أخذ نفساً : أنا أرافقها الآن , فهي مريضة و .. أقيم أنا و أخوها و الطبيب معها في شقة واحدة .
أراح جو جسده على المقعد و هو عاقد حاجبيه ثم قال : و كيف علمت أنها مريضة , أتذكر أنك و أكيرا كنتما تتحدثان مرة عن اختفائها !
تمتم راي : لقد قابلت أخوها و .. هو من أخبرني
قال جو بهدوء بعد أن اطمئن : إن كان الأمر هكذا , فلا بأس عليك [ مازلنا في التاسع من مارس , الساعة الآن السابعة مساءً , شركة رالف جرازياني للطاقة ]
~ , مكتب رالف
دخلت روكسان إلى المكتب دون أن تكلف نفسها عناء الاستئذان
كانت ترتدي قميص أبيض قطني بلا أكمام و برقبة عالية تصل لذقنها
مع سروال ضيق باللون الأسود
وجهها كان خالياً من مساحيق التجميل ماعدا أحمر الشفاه
شعرها مبعثر بطريقة جذابة حول وجهها
التفت إليها رالف و رجل آخر لم تره من قبل و بجوار هذا الرجل الغريب شاب بدا لها أنه أكبر منها بسنة أو اثنتين
لم يبتسم رالف و لكنه أشار لها أن تجلس
فاستدارت و وقفت خلفه , عقدت ساعديها و أخذت تمضغ علكه و تفرقعها بطريقة مستفزة
انطلق فحيح رالف كالصقيع : روكسان
توقفت روكسان عن المضغ و مالت برأسها لليسار و هي تجيب بنبرة هادئة للغاية و كأنها لم تكن تفعل أي شيء منذ ثوانٍ: ماذا ؟!
كاد رالف أن يبتسم و لكنه زم شفتيه و أردف : أعرفكِ بالسيد وارنر و ابنه ماكس
أومأت روكسان للرجلين ثم عادت لمضغ العلكة بذات الطريقة
ظلت عينا ماكس تراقبانها و قد انشغل عما يقوله والده مع رئيس الشركة التي سيتعاقدان معها
أما هي فقد أحست به و لكنها لم تبالي أبداً
فلينظر كيفما يشاء , فهي مجرد دمية هنا .. فقط
وقف الجميع أخيراً
نظر رالف لـ روكسان فانزعجت ثم تقدمت و على وجهها علامات الضيق لتصافح الرجلين بدلاً منه
صافحت السيد وارنر فعلق ضاحكاً : لديك ابنة جميلة يا سيد جرازياني
ابتسم جرازياني بخبث
ثم صافحت ماكس الذي قال بنبرةٍ مميزة آسرة , لم تتوقعها روكسان أبداً : تشرفت بلقائِكِ اليوم , روكسي
بدون وعي منها شدت على يده بغيظ , حينها ابتسم ماكس مكملاً : أرجو أن أراكِ في المرة القادمة .
تركت يده و ابتعدت خطوة ليتمكنا من الخروج , و عندما مر بجوارها همست : لا تقل روكسي مرة أخرى حتى لا تندم .
بدا لها أنه لم يبالي بهذا البتة و هو يكمل طريقه مبتسماً بطريقة غريبة
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |