عرض مشاركة واحدة
  #173  
قديم 09-26-2010, 09:43 PM
 
~ بعدما خرجا
التفتت روكسان لـ رالف ثم قالت ببرود ساخر : مرحباً
ابتسم رالف ببرود مماثل لكلمتها التي لا يعلم ما سببها في هذا الوقت
قرأت روكسان تساؤله في عينيه فاستدركت ببرود : لم أرك من الصباح
رد عليها بصوتٍ مبحوح قليلاً , متجاهلاً حجتها الفاشلة : لا تتوقعي أن أتعامل مع السيد وارنر , سأترك العمل له معك
احتقن وجه روكسان و أجابت إجابة لا رجوع فيها : لن أفعل .
رفع رالف حاجباً ثم ابتسم و اتسعت ابتسامته حتى أصبحت قهقهة عاليه
جفلت روكسان فهي المرة الأولى اليوم التي ترى والدها يبتسم و المرة الأولى أيضاً التي تراه يضحك هكذا
ما الذي يخفيه عنها ؟!
طرقات سريعة متتالية على الباب
ثم دخل ذلك الشاب ذو الشعر البرتقالي الداكن و العينين البنيتين , مرتدياً بنطالاًَ من الجينز الأزرق الفاتح و قميصاً أسود مفتوح لمنتصف الصدر
و قد التفت اربطه بيضاء طبية حول معصمه
أخفى دهشته لرؤية روكسان , ثم سمع رالف يقول : هال .
رفع عينيه عن روكسان و هو يجيب : نعم ؟!
أردف رالف و هو يعبث بالأوراق التي أمامه : جيد أنك هنا .. أين تيا ؟
حينها دخلت تيا و على وجهها تعبير غاضب سرعان ما تلاشى بابتسامة جامدة و هو تقول : أنا هنا , سيدي .
أدار رالف نظراته فيهم ثم قال بنبرةٍ آمرة : روكسان , أنتِ ستستلمين المشروع الذي يتولاه السيد وارنر , تيا عليك مرافقتها و تولى أمور المعمل .. هال , أنت سترافقني ! .

لنترك عالم الوعي قليلاً , لدقائق فقط و ربما تمتد لساعات
لـ نغوص في العالم الآخر الذي نبصره عندما نغفو فقط , ذلك العالم المليء بالأسرار

بالقرب من سواحل فيلادلفيا , استقر ذلك المركب الصغير الحديث على بعد ستمائة متر من الشاطئ و على متنه رجلان
تحدث الأول و قد شابت نبرته بعض القلق : لقد تأخروا كثيراً , هل سيكفي الأكسجين ؟
هز الرجل الثاني رأسه بقلق مماثل و هو يقف على حافة المركب و ينظر للمياه التي تتحرك بهدوء من حوله
~ تحت عشرات الأمتار من السطح ~
تحرك جسم أنثوي ناحية سمكة ملونه متألقة باللون الفضي الذي تلألأ تحت ضوء الكشاف المثبت على رأس الفتاة
أشارت لزميليها لينتبها إلى السمكة , توقفا عن السباحة و اتجها لها
تحدث الأول من خلال جهاز مثبت داخل خوذته ليصل صوته واضحاً لزميليه : لا وقت لدينا لمثل هذه التفاهات ! , دعونا نعد بسرعة
تجاهل الثاني كلمات الأول و هو يتجه ليسبح بجوار الفتاة التي تجاهد لتحافظ على السمكة بين يديها
فرت السمكة و انطلقت الفتاة خلفها
قال الثاني : نايجل , سألحق بها , عُد أنت و الصندوق للسطح
سأله نايجل : هل معك أكسجين يكفي , أنجل ؟
أومأ له و عينيه لا تريان إلا جسد الفتاة الذي يسبح بعيداً عنهما
ترك نايجل و اتجه للفتاة
همس عندما وصل إليها و قد جعل صوته لا يصل إلا لها : يونـا
التفتت يونا إليه و فعلت مثلما فعل و هي تجيبه : أنظر أنجل , أنظر .. عندما أعود سأضع حوضاً من هذا النوع بمكتبي
ضحك أنجل و قال : أنتِ تحبين الطبيعة بكافة أشكالها , من يدخل لمكتبكِ سيظن أنه ضل الطريق لأحد الغابات الاستوائية !
ابتسمت يونا بخجل
ليعلق أنجل : لقد رأيته , احمر وجهك !
ضربته يونا دافعةً إياه بعيداً متمتمة : يا لك من كاذب كبير آنجل , كيف تراني في هذا الظلام !
التفتت ورائها فلم تجده , بحثت في المجال الذي يتيحه الضوء الخارج من كشاف خوذتها
و لكن بلا فائدة
عبرت حاجز من الأعشاب المائية لتجد نايجل أمامها يتعارك مع شخص آخر
ما رأته أن بذلته تختلف عن بذلتهم
و عندما اقتربت منهما , دفع هذا الشخص أنجل ناحيتهما و هرب
سرعان ما اقترب جسد أنجل منها و لكنه اندفع بعيداً
اتسعت عينا يونا ذعراً و هي تتبع مسار تلك الفقاعات التي ملئت المحيط حولها
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!