[ اليوم الحادي عشـر من مارس , آلاسكا - طابق العناية الطبية ]
~ أمام غرفة أنجل
وقف نايجل يتحدث مع جيسي
قال برقه : أعطيني إياها لأحدثها , هيا جيسي
أجابته جيسي برجاء : نايجل , أريدها أن تنام و إن حدثتها فسيصيبها الحماس و لن تنام هي و لن تجعلني أنام أنا الأخرى , ثم هل نسيت فرق التوقيت إنها منتصف الليل هنا
ضحك نايجل ثم قال بهدوء مدروس : لم أنس التوقيت !.. لا تقلقي لن أجعلها تتحمس لأي شيء , هيا جيسيكا لم أسمع صوت صغيرتي منذ يومين , هيـا
تنهدت جيسي قبل أن يسمعها تهمس بحنان لـ ابنتهما إيف : حبيبتي , بابا يريد أن يحدثكِ
استطاع أن يسمع صوت صرخة إيف المرحة و هي تهتف بكل نشاط : بـابـا , أين أنت ؟
قال نايجل مجيباً إياها و قد ارتسمت ابتسامة رائعة على شفتيه : أنا في مكان يسقط فيه الثلج
صرخت إيف بحماس : ثـلـج .. احضر لي ثلجا أبي
ضحك نايجل و أجابها بنبرة طفوليه : سأحضر لك كل ما تودين يا صغيرتي الحلوة
نقلت إيف الهاتف لأذنها الأخرى و هي تنهض من السرير مكملة و كأنها فتاة كبيرة :أريد كاميرا
سألها نايجل : لماذا ؟!
أكملت إيف بحزن : لأن الكاميرا التي تصور بها أمي كُسِرت
صمت نايجل لثانية ثم قال : يا للأسف , لا تقلقي سأشترى واحدة لها عندما أعود
بينما مر بخاطر نايجل و جيسي في نفس الوقت : تلك الماكرة !
أكملت إيف حديثها و هو تمسك بطرف ملابس نومها الوردية : و أريد حلوى كالتي يشتريها لي كايسي
ضحك نايجل على نبرتها و قال بحماس من نوعٍ آخر : سأحضر لكِ أكبر حلوى في العالم
صرخت إيف من الحمـاس بينما تناولت جيسي الهاتف منها و هي تقول لـ نايجل بغضب : ماذا تفعل بحق الله ؟
همس لها نايجل : كيف تنامين و أنا بعيد عنكِ ؟!
هتفت بغضب أكبر : نايجل لدي عمل و أنت تفكر كيف أنام ! , تعلم أني مشتاقة لك و لكن ماذا أفعل , أستقل أول طائرة لألاسكا مثلاً أم ماذا ؟ , ستصيبني بالجنون يوماً ما !
ثم أغلقت الهاتف , لتنظر لـ إيف التي صمتت لـ صراخ أمها , فقالت و هي تحملها و تضعها على السرير : هيا نامي .
قالت إيف : سيحضر لي أبي أكبر حلوى في العااالم
ابتسمت لها و هي تمسح على شعرها و لم تقل شيئاً
لم تلاحظ أن إيف قد غَفت
هواجس كثيرة أصبحت تؤرقها منذ أن علمت بما فعله أنجل
هل سيعود كما كان في الماضي ؟!
ماذا سيحدث عندما يعيش معهما ؟
هل ستتحمله ؟
و إن وافق على القدوم أساساَ , هل سيصبر ؟
هــــل سيـصبـر ؟ !
الأسئلة تلقي بروحها بين هواجس مريرة
تلك الذكريات البعيدة تحوم حولها من جديد
ذكرى أول لقاء لها مع أنجل
انتهـى ~