عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-26-2010, 10:00 PM
 
بدون مقدمات اتركم مع البارت الجديد







بعد ان وصلوا الى المشفى عج المكان بالضجيج والكل يكلم زميله ان السيد توماس قد اصيب ..او ان السيد توماس مات ..وما الى ذلك من احاديث غير معقوله...بقيت ايفي الى جانب غرفة العمليات حيث طلب منها الطبيب ان تكون هناك خاصة بعد ان مدحها على اهتمامها بنقله الى المشفى بصوره سليمه...مرت الان ثلاث ساعات وصلت خلالها مادلين الى المشفى لم تعرف لماذا لكنها تعاطفت معها كثيرا وبدأت تحاول تهدأتها وهي نفسها تحتاج من يهدأها اذ انها لمست اضلعه المكسوره وكانت معه في اخر لحظه قبل ان يدخل الى صالة العمليات ...لم تترك مادلين يد ايفي طوال فترة العمليه حتى شعرت بأن الدم حصر فيها وبدأت تشعر بالخدر بكل يدها ...وفجاة خرج الطبيب من صالة العمليات وعلى وجهه ملامح تعب شديد لكنه اغتصب ابتسامه من بين شفتيه ليقول
"اطمئنوا ان السيد توماس بخير ...لقد تجاوز مرحلة الخطر ..لم يتأثر القلب بالاضلع المكسور ويعود هذا الفضل طبعا الى الانسه التي جلبته الى هنا بعنايه فائقه...هو الان في غرفة الافاقه سيخرج بعد ان يصحى من تأثير المخدر"
نظرت مادلين لآيفي واخذتها بين ذراعيها وهي تقول بصوتها الحنون الدافئ
"ياإلاه السموات ....ليحفظك الرب ابنتي العزيزه لقد انقذتي ابني"
شعرت ايفي انها محاطه لاول مره بأشخاص يحبوها وهي تحبهم وبدون اي مصلحه كانت ...مر اليوم الاول من رحلتها وهي في المشفى بدون ان تأخذ قسط من الراحه اما اليوم الثاني فبدأ حاملا معه تباشير السرور على كل سكان البلده اذ ان السيد توماس افاق وهو بخير لكنه يحتاج الى بعض الراحه....



في المشفى...


وصلت ايفي الى غرفة السيد توماس بعد ان ذهبت في الليله الماضيه مع مادلين التي اصرت على اصطحابها الى منزلهم الفخم لتبيت هناك..وصلت وهي تسمع الجدال القائم بين السيد توماس والطبيب المسؤول عن حالته...
"اسمعني ستيف ..يجب ان ترتاح في المشفى ..لا يمكن ان تخرج وانت في هذه الحاله ...ليس هناك امور اهم من صحتك.."
"اسمعني انت دكتور....انا رجل يجب ان اهتم بأمور تخص البلده اجمعها لذلك لا استطيع ان ابقى هنا بدون عمل ..ومن ثم سأخذ معي ممرضين سيكونون الى جانبي .."
"لا يكفي ستيف..لا تغر بسبب شعورك بالارتياح اذ ان هذا من فعل المسكنات التي اعطيناك اياها هذا الصباح وبعد ان تزول سيكون من الصعب عليك ان تتنفس بسهوله ..."
"حسنا...اعطني تلك المسكنات وساحرص على اخذها اقسم لك.."
دخلت ايفي الغرفه بعد ان سمعت هذا الحديث متظاهره انها لم تسمع شئ
"صباح الخير سيد توماس ..صباح الخير حضرة الطبيب"
قال الطبيب وفي صوته نبرة يأس كبير
"صباح الخير انستي ...حمد لله انك هنا يجب ان تقعني السيد بوجوب بقائه هنا"
"صباح الخير انسه ايفي ...سعدت كثيرا لرؤيتك هنا"
"وانا سعدت كثيرا لرؤيتك بخير.....ما الذي يجري هنا سيد توماس؟"
"كل ما في الموضوع انني اريد الخروج من هنا فهناك اشخاص لم يصلهم الطعام الى الان لانني انا من يأخذه لهم وهناك اشخاص عاطلين عن العمل لانني هنا ولم اوزع عليهم اعمالهم ...يجب ان تفهموا انني لست ملكا لنفسي فواجباتي تمتلكني هل فهمتم."
ابتسمت ايفي ابتسامه رقيقه للطبيب ومن ثم الى السيد توماس قالت وهي تضع حقيبتها على احدى الكنبات الموضوعه في الغرفة ..
"اذا صحتك ايضا ليست لك...فبالمقابل اذ حدث لك مكروه لا قدر الله هؤلاء الذين تحدثت عنهم لن يصلهم مبتغاهم مدى الحياة لكن ان اهتممت بصحتك ستكون حريص على ان يصلهم الامور التي يحتاجونها فترة اطول بكثير من الفترة التي ستنقطع عنهم بها....هل انا محقه؟"
نظر الطبيب الى تلك الانسه الجميله صاحبت العينين الخضراوتان والابتسامه العذبه ..حيث انه حاول ان يخبره بهذا الامر لكنه لم يجد الكلمات المناسبه...نظر السيد توماس الى ايفي بصوره تأمل وقال بصوت اشبه بأن يكون صوت مستسلم
"حسنا سأبقى لكن اطلبوا من داريل ان يأتي الي في الحال"
قال الطبيب وهو يخرج
"سأفعل في الحال فقط انت ابقى في مكانك ودع الباقي لي..شكرا لك انستي"
"تدعى الانسه ايفي اونتري"
"حسنا ..شكرا انسه اونتري"
خرج الطبيب تاركا ايفي مع ستيفن لوحدهما ....جلست على مقعد قريب من السرير وهي ترسم ابتسامتها العذبه على شفتيها القرمزيتين..نظرت الى الجبيره الملفوفه حول صدر السيد توماس العاري وقالت بصوت حنون
"هل تألمك؟"
"لا... شكرا لك ..عرفت انك انت من جلبني الى هنا"
"فعلت ما يمليه علي واجبي"
"وهل لي ان اسأل ما هو واجبك اتجاهي؟..."
"آآه ...انه ليس اتجاهك فقط انما اتجاه كل شخص...لقد درست التمريض واعمل حاليا في مشفى لذلك اعرف كيفيت نقل المرضى بمثل حالتك.."
"اذا انت ملاك الرحمه.."
قال هذا مبتسمه ابتسامه رقيقه جدا تكاد تجن كل مره تراها فيها قالت بعد ان جمعت شتات تفكيرها
"اعتقد هذا..."
"حسنا يا ملاكي...لم نكمل حديثنا يوم امس....هناك الكثير من الامورالتي ترغبين مني توضيحها ..أليس كذلك؟..."
" لا اعتقد ان حالتك تسمح... ما ان تتحسن حتى تخبرني بكل شئ"
نظر لها بأستغراب وقال ....
"انت اول فتاة اقابلها لاتهتم بأمور المال ابدا ... انني على وشك ان اخبرك بأنك مليونيره وانت تقولين فالتتحسن ..انت حقا ملاك يا ايفي...اسمحي لي برفع الالقاب"
"كما تشاء ...لكن...تحسن اولا ومن ثم تخبرني هل اتفقنا...سأعود الان الى لندن ومن ثـــ......ياللهي لندن ...كلير...لم اتصل بكلير لابد انها الان جن جنونها...اين اجد هاتف سيد توماس؟"
"في المشفى اكيد اذهبي الى الاستعلامات واستفسري عن مكان هاتف...هل هناك شئ مهم نسيتي القيام به؟"
"سأخبرك فيما بعد ارجوك يجب ان انصرف الان اسمحي لي"
غادرت الغرفه بسرعه تاركه ستيفن في حيره من امره ...من هي كلير ؟؟...ولماذا هي قلقت كثيرا عندما تذكرت لندن؟؟كل هذا شغل تفكيره الى ان عادت له عند المساء مصطحبة معها والدته مادلين...


كانت مادلين امراه تجبر المقابل على حبها حيث انها امراه في اواخر الخمسينيات قصيرة القامه محدودبة الظهر قليلا يعطيها شعرها الفضي وقار رائع يزيد من جمال روحها ،صوتها اشبه بسنفونيه تعزف في ليلة ماطره يبث الحنان في قلوب محدثيها كما تبث الوالده الحب في ابنائها.وقعت ايفي بسرعه في غرام تلك المراه الكبيرة السن وتخيلت لو ان والدتها على قيد الحياة لكانت احبتها بمثل مقدار هذا الحب....كان اللقاء بين والدة السيد توماس ومادلين مؤثر جدا حتى جعل ايفي تذرف بعض الدموع.. حيث احتضنت مادلين ولدها الوحيد وغطت في بكاء طويل وكأنه عاد من جبهة الحرب ..حاول ستيفن تهدأتها لكن دون جدوى الى ان طلبت منها ايفي ان تستريح واقنعتها بأنه بخير ولا يجب ان تبكي وانما يجب ان تفرح..
"كيف تشعر الان بني ستيف؟"
"بخير امي.. لاتقلقي عزيزتي..كل شئ بخير"
"هل اطلب من داريل ان ينقلك الى لندن ؟"
"امي ...انا بخير ثم ماذا يمكن ان يقدم في لندن ولا يقدم لي هنا؟ها.. اخبريني؟؟ "
ضحكت ايفي من طريقة قوله لهذا الكلام حيث قاله بصورة بدأت كانه مستهزأ بلندن جدا..نظرت الوالده الى صدر ابنها وسقطت دموعها من جديد قالت وهي تمسح على الجبيره بهدوء
"هل هي ثقيله عليك ؟"
رغم انه يعجز عن التنفس بحريه الا انه اجابها بالنفي
"لا انها ليست ثقيله حتى انني لن اعود معك بعد غد في السياره سوف اعود الى المنزل وانا اركض على قدمي..."
"لاتمزح الان بني اعرف بأنها من الجص هل تألمك؟"
"لا..... اقسم لك لا اشعر بأي الم"
في هذه الاثناء دخل الطبيب ليرى مدى تحسن حالة ستيفن...بعد ان قام بفحصه ومعاينة الملف الخاص به قال
"انت تتحسن بصوره سريعه ستيفن.."
"لقد اخبرتك انني سأكون بخير خلال فتره قصيره"
"هذا صحيح ويجب ان نشكر الانسه اونتري لانها اصرت على بقائك هنا"
نظر الطبيب الى آيفي بصوره غريبه وكأنه يحاول ان يتذكر احد...استغربت آيفي لنظرات الطبيب وشعرت بالحرج الشديد لكنها لم تتفوه بكلمة واخيراً قال
"انت تذكريني بشخص ما ...كأنني رأيتك في مكان ما من قبل..هل انت من هنا؟"
"لا..انني اسكن لندن ولقد جئت بزياره قصيرة لبلدة (هايغن)"
"حسنا ...ارجو لك اقامة سعيده"
__________________
عــفـــواً يـــــآ رجـــــــآل آلــــكــــــــون فــ َ حــــقوق آلحـــــب محفوظـــــه لــه وحـــــــده