عرض مشاركة واحدة
  #183  
قديم 10-01-2010, 04:24 AM
 
انتفضتُ من مكاني عندما سمعتُ تلك الصرخة بينما هب نايجل واقفاً و قد تعلقت عيناه بالباب
رأيت نظرة عينيه تتحول لحزن عميق و لونها الأزرق الفاتح يغيم كما تغيم السماء في يومٍ عاصفٍ
عندها دخل ذلك الشاب المدعو آرثر , ملامحه كانت جادة قال بنبرة حملت بعض الحدة : نايجل , هذا الوضع لا ينفع .
جلس نايجل بجواري و قد وضع رأسه بين كفيه و تمتم : ماذا أفعل , أرثر ؟ , ماذا أفعل له ؟ , كيف أحضرها إليه
هتف به أرثر بدهشة : تحضر من ؟ , يونا ماتت و عليه أن يُدرك هذا
امتقع وجه نايجل فجأة ثم نهض من على المقعد و على وجهه غضب لم أره من قبل , أمسك بملابس أرثر هاتفاً بصوت ألقى الرعب في قلبي : إياك أن تقول هذا مرة أخرى , أ تفهم ؟
استفزه أرثر قائلاً : هل كانت فتاتك أم فتاته ؟
لكمه نايجل ليتراجع أرثر بضع خطواتٍ للوراء , عاد نايجل ليمسك به مرة أخرى و يضربه , وضعت كفاي على وجهي , لا أريد مشاهدة هذا
شعرت بشيء ما بجواري فتحت عيني اليسرى لأرى نايجل ملقى على المقعد و الدم ينزف من أنفه و فمه
تجمدتُ من الصدمة و أنا أرى ذلك الأرثر يقترب منه , شعرت بالرعب أكثر , هل سيقتله ؟
ارتميت على نايجل , أردت أن أدافع عنه و تذكرت عندما تلقيت تلك الرصاصة بدلاً منه
أنا أحبه , أحبك يا نايجل و لا أبالي إن قدمت حياتي إليك
- المعذرة يا أنسه
على الرغم من دهشتي لأسلوبه المهذب معي لكني تمسكت بـ نايجل أكثر و أكثر , لم يضربني أنا الأخرى و لكني شعرت بأحدٍ ما يجلس بجوارنا على المقعد
سمعتُ همس نايجل لي : دعيني جيسي
رفعت وجهي له لأجده بدأ يمسح تلك الدماء , بينما جلس أرثر و على وجهه تعبير مستاء
تمتم نايجل بعدها بقليل : أسف , أرثر .. ما كان على أن أنفعل هكذا
رد أرثر بهدوء : لا بأس , كان الأمر قوياً علينا جميعا ,لقد دخلت تلك الفتاة حياتنا لتصبح جزءً منها , فراقها كان صعباً
صمت الاثنان , نظر أرثر إلي فجأة لتتحفز كل خلية في جسدي
أشاح بوجهه قائلاً : يا أنسه , نايجل صديقي , لا تنظري إليَّ و كأني سأقتله
ابتسم نايجل ثم نظر إلى ملامحي لينفجر ضاحكاً , تأفف أرثر ثم غادر الغرفة موصداً الباب بحدة
زممت شفتي تبرماً و قلت ببرود : ما الذي يضحكك الآن ؟
لا أنكر أني سعيدة لضحكته و لكن لا أصبح مضحكة له ! .. ~~
أمسك بيدي ليجذبني بشدة إليه و يطبق علي بذراعيه , توقفت عن التنفس تماماً
جرأته تفاجئني دائماً , همس إلي و كأنه خاف على غضبي : لا تستخدمي تلك النبرة جيسيكا , سئمت منها فهي نبرة عالمنا البارد , كوني حيوية كما أعرفك دائماً , جيسي
تنهدت ثم قلت له بحرج : هلا تركتني .
أصدر صوت ينم عن رفضه , شعرت بالقهر
لكن كل هذا تبدد عندما بدأ يتحدث مرة أخرى
- جيسيـكا , صحفية فضولية , و أكثر ما يخشاه عالمنا هو الصحفيين و مع ذلك ... أريدكِ جيسيكا , أنا أريدكِ
حينها لم أدرِ ما أصابني , فقد امتلكت القوة لأتخلص من ذراعيه و أنا أنهض من على المقعد بحدة و أهتف بغضب : ماذا تقصد يا هذا ؟ , لا تظن أني فتاة ضعيفة أو أنني واقعة بغرامك حتى , هل جُننت ؟ .. لم أعرفك إلا منذ بضعة أشهر لم نلتق خلالها إلا أربع مرات لم تتعدى المرة فيهم الساعتين أو الثلاث و تقول لي بكل بساطة أريدكِ !! , أي مجنون أنت ؟
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!