عرض مشاركة واحدة
  #186  
قديم 10-01-2010, 04:25 AM
 

نـايجـل \\~
كثيراً ما تبدو لي جيسيكا فتاة بريئة جداً و كأنها لا تعيش في العصر الذي أحيا أنا فيه
و حقيقة , أستمتع كثيراً بإخافتها , خاصة لو كنت أنا مصدر الخوف
عندما سمعت جملتها تلك اعتدلت في مقعدي لأترك المقود و التفت ليكون ظهري للباب و أعقد ساعداي أمام صدري
هرب اللون من وجهها فأسرعت بالقول : جيسيكا إنها على القيادة الآلية منذ أن صعدنا , هل تظنين أني قادر على التركيز و أنتِ بجواري !
حينها رفعت يدها لتحاصر خصلات شعرها المتناثرة و التي تخيلت حينها أني لو لم أهدئها لكانت تلك الخصلات وقفت من الخوف
منعت نفسي من الضحك و أسرعت أعدل وضعيه جلوسي قبل أن يلحظ أحد ما يحدث داخل سيارتي , لا أريد أن يتطلع أبي على مخالفة لي و لو كانت انتهاك شروط المرور

أوقفت السيارة بعد خطوات من مروري من بوابة القصر , لم أتجه للقصر بل اتبعت طريق آخر
استطعت أن أسمع همسة دهشة من فم جيسي , قلت عندما توقفنا : هذا منزل خاص بي , صممته بنفسي
نظرة لي لما يقارب النصف دقيقة ثم نزلت من السيارة بحماس و توجهت نحو ذلك المنزل الصغير الأقرب لمنازل الريف و لكنه مطلي بالأبيض و عليه نقوش باللون الأحمر الغامق و بداخل تلك النقوش دوائر سوداء اللون
يتكون من طابقين , الطابق الأول يحتوي على الصالة و الحمام بينما المطبخ و غرفة نومي بالأعلى
حقيقة لأنجل منزل مشابه و لكن ليس هنا , في ألاسكا
انتبهت من أفكاري على سؤال جيسيكا التي كانت تقف و في عينيها نظرة عدم فهم : لماذا؟
قطبت حاجباي أحاول أن أفهم ثم قلت : لماذا ماذا ؟
أكملت : لماذا بنيت هذا المنزل و لديك هذا القصر الشاسع ؟!
أخذتُ نفساً طويلاً قبل أن أقول : يومنا طويـــل , سأجيبك عن كل شيء
أمسكت بيدها و دخلت إلى منزلي
ابتسمت و نظرتُ إليها قائلاً : هل تستطيعين إعداد الكابتشينو ؟
رفعت حاجباً باستنكار في ثنت أطراف قميصها القطني الأزرق و هي تقول : أين المطبخ ؟
ابتسمت و صعدتُ للأعلى و هي تبعتني
لاحظت تراجعها خطوة عندما وصلنا للطابق العلوي فقد كان تقريباً بلا حوائط , فقط سرير كبير و دولاب لملابسي و المطبخ المفتوح و هناك شرفة
أشرت للمطبخ قائلاً و أنا أمسك برأسي : ستجدين كل شيء عندك
ظهر بعض القلق على وجهها فقلت لأطمئنها : لا تقلقي أنا على ما يرام , فقط صداع خفيف
ثم ألقيت بجسدي على السرير , أردت أن أرخي أعصابي و أفكر بهدوء كيف أصيغ لها الأمر
لم أشعر إلا بيدها على كتفي و قولها بهدوء : نايجل , القهوة جاهزة
جلست فتحركت للطاولة الصغيرة بالمطبخ و أخذت كوبي القهوة و قدمت نحوي
أخذتُ منها واحداً , ثم نظرت إليه و على وجهي علامات استنكار واضح قلت باستياء : ماذا فعلتِ ؟
ارتبكت فرفعت كوب القهوة لفمي و رشفت منه قليلاً , أعجبني امتزاج حبات السكر مع حبات القهوة
امتزجا في تناغم عجيب , شعرت بالطاقة , بينما هي مازالت واقفة تتأملني إلى أن انتهيت من الكوب
سألتها مبتسماً , مشيراً لكوبها : هل تريدينه ؟
هزت رأسها بـ لا و كادت تعطيني إياه فقلت : أنا امزح معكِ .. يبدو أنك لن تخرجي من هنا جيسي , تلك القهوة رائعة
ابتسمت و شربت كوبها ثم قلت لها : اجلسي , سأخبركِ بكل شيء تريدينه
و بمجرد أن فعلت حتى عُدتُ و وضعتُ رأسي في حجرها
و بدأت هي تربت على شعري بهدوء و كأنها الإشارة المتفق عليها فبدأت أتكلم
- جيسيكا , أخي يمر بظروف صعبة فقد فقد حبيبته , فقد الفتاة التي أحب بكل ما يملك من مشاعر , كنت أرى هذا في نظرة عينيه إليها , تهلل وجهه في وجودها , لم يكن يستطيع ضبط أعصابه و هو معها , كان يغار عليها كثيراً و بالنهاية تموت بسبب تهوره و عدم أخذ الأمور بجدية , لا أنكر أنها غلطتي أنا أيضاً كان علي أن أكون صارماً أثناء تنفيذ المهمة , لا أن أتركهما لقمة سائغة للأعداء
أغلقت عيناي بشدة , تلك الذكريات عادت لتهاجمني مرة أخرى , أكملت بصوت مختنق : مازلت لا أصدق أنها غادرت , جيسيكا لا تعلمين أي حالة هو فيها و لا حتى حالة أخويها , كانت شقيقتهما الوحيدة , و لأنهما من ألاسكا , لأنهما يعيشان في ذلك البرد الذي لا ينتهي لا لـ خريف أو لـ ربيع .. لهذا هما صامدين إلى الآن , يكملان عملهما بكل هدوء على الرغم أنني أعلم أن ما بداخلهما أعظم من أنجل

مسحت بيديها على صفحة وجهي , مسحت دموعي الهاربة و احتضنتني هامسة بصوتٍ باكي : يكفي نايجل , يكفي أرجوك
بكيت , طالماً أني في حضنها فسأخرج ما بداخلي , تعبت من الكبت أريد أن أتكلم أن أبكي و أصرخ
في تلك الليلة قلتُ : وداعاً للصمت
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!