عرض مشاركة واحدة
  #192  
قديم 10-01-2010, 04:40 AM
 


\\ في الجانب الآخر ~
رن الهاتف في مكتب رالف لـ يرد بصوته البارد : ماذا , تيا ؟
أجابت تيا بـ نبرةٍ هادئة : لقد غادرت روكسان الشركة .
أجابها ببرود : و ماذا أفعل مثلاً ؟ أجري خلفها ! – أضاف بغضب – اذهبي و رائها أيتها الغبية , أ تنتظرين الإذن مني ؟
ثم أغلق الهاتف و تمتم : هذه الفتاة تذكرني بوالدتها و هي شابة , كانت بنفس السذاجة !

\\ عودة ..~ روكسان

وصلتُ غرفتي أخيراً , رميت نفسي على السرير , لم أشعر أني حيه فقد كنت كدمية يحركها شخص آخر
ليوناردو .. لماذا أنقذتني ذلك اليوم ؟ , لماذا ؟
كنت مستعدة للموت , أريده أن يأخذني بعيداً عنكم
لماذا أنت من وجدني و ليس شخص آخر ؟
لماذا أحببتك , ليوناردو ؟
ليوناردو , أنت السبب في بقائي حية إلى الآن
أنت من سلمني لـ تيم , ذلك الطبيب المرح هو من صبرني لأتحمل الألم و لكي أتعايش معه
أنت عرفتني ما هو الحضن الدافئ بعد أن نسيت طعمه
أنت حركت مشاعري , أخرجتني من السجن الذي قيدت نفسي به , علمتني أن أحب من جديد
ليـونـاردو , تعال و خذني إلى أي مكان , أي مكـان ليو .. فقط تعال
لا أدري لم وافقت نايجل من الأساس على القبول بهذه المهمة !
نادمة بشدة على عودتي لكنف ذلك الرجل , قاتل والدتي
أكـرهـه , أكرهـــه و لآخر يومٍ في عمري , أكـــرهـــه

شعرت بالفراغ فجأة , الظلام يحيط بي من كل جانب , هواءٌ بارد
صرخاتي المتألمة تتردد في رأسي , بين ضلوع صدري و خفقات قلبي
ذلك الألم كان كالعذاب البطيء , ينتشر في جسدي فجأة ثم يخمد ببطء
بالضبط كـ طبيعة والدي التي عايشتها
صرخت : لا تقولوا والدي
ثم شعرت و كأني مقيدة , لا أستطيع التحرك
يداي مقيدتان , قدماي , عيناي , فمي

كل شيء يعصف من حولي , ذكريات لورا غزت أحلامي
يوم موت جاك , كنت أشعر بألمها مراراً و تكراراً
لحظة موته , لحظة إطلاق هال النار عليه , لحظة سقوطه
لم أتحمل هذا الألم , أ يموت من أحب أمام عيناي ؟!
تذكرت آني , آني شهدت نفس الأمر , كيف لم تستطع الصراخ حتى
كما أنا الآن , أشعر أني عاجزة
عــاجـزة عن فعل أي شيء , عاجزة حتى عن التفكير السليم
عاجزة عن فهم طبيعة الحياة التي رميت نفسي بها


These wounds won't seem to heal
This pain is just too real





\\ ~ تيـا
دخلت فور سماعي للصرخات الصادرة من غرفة روكسان , لم أشأ أن أذهب إليها و هي في تلك الحالة , قررت أن أتركها وحدها قليلاً و لكن تلك الصرخات أفزعتني بحق
دخلت غرفتها لأراها نائمة على السرير تتلوى و كأن أفعى قرصتها و هي تحارب سمها
تصرخ بين حركة و أخرى و دموعها بللت وسادتها

هتفت بقلق و خوف : روكسان
لكنها لم تستجب لي , أدركت أنها فاقدة للوعي , لم أعلم ماذا يتوجب عليّ أن أفعل ؟
أسدلت نظارتي على وجهي و ضغطتُ على زر خفي فيها لتبدأ بتسجيل فيديو لما يحدث
حاولت أن أمسك بها و أوقظها لكن في كل مرة كنت أفعل , كانت صرخاتها تزداد بشكل أرعبني
شعرت بالتوتر مما يحدث , عُدت و أمسكت بكتفها و هززتها صارخة : روكسان أفيقي
صرخت هذه المرة باسم : ليــــووو
ثم أكملت بخفوت : لا ترحل كما رحل جاك , لا تتركني هنا وحدي
عادت مرة أخرى للبكاء
أردت أن أبكي أنا أيضاً و لكن هناك كاميرات تراقب كل حركة مني فصرخت : تباً يا لك من فتاةٍ مدللة
ثم خرجت صافقةً الباب و أنا أشعر أن تلك الصفقة قد صُفقت بقلبي لا بالجدار

خرجت من المنزل كله وسط ذهول الخدم , لا بد أنهم اعتقدوا أني لن أتركها و هي في تلك الحالة
أتمنى فقط أن تبقى حية

رالف , ذلك الحقير , يريدها أن تصبح مشوشة حتى يكسرها على الرغم من معرفته يقيناً أنها ابنته هو
تباً له , أتمنى لو أستطيع أخذ تلك الصغيرة و الهرب بها بعيداً , لكني لا أعمل لأجلها أو لأجل نايجل حتى , أنا أعمل للحفاظ على أمن هذه المدينة , فقط

بمجرد أن أصبحت بسيارتي حتى انطلقت بها في شوارع نيويورك , أوقفتها بجوار أحد المتاجر
ثم أكملت طريقي مشياً في أثناء ذلك , عدلتُ من وضع نظارتي و ضغطت سراً على زر آخر
الآن سيتم إرسال هذا الفيديو لـ نايجل مباشرةً , علي أن أنتظر الأوامر الجديدة فهذا الفيديو لا يحمل واقع روكسان الآن فقط , بل يحمل كل حديث تبادلته مع رالف منذ أن عادت روكسان

__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!