10-01-2010, 04:40 AM
|
|
[ اليوم الخامس عشر من مارس , الساعة العاشرة صباحاً ]
انطلقت تلك السيارة الحمراء الرياضية وسط شوارع نيويورك , تقودها تيا و بجوارها يجلس هال
ابتسم هال لمظهر تيا العصبي على الرغم من برود ملامحها إلا أنه فطن لحركاتها العصبية بين الفينة و الأخرى
تمتم بهدوء : ستعيدينني للمنزل أيضاً , حقيقة يا تيا هذا كرم كبير منكِ !
قالت من بين أسنانها : احلم بهذا , خُذ أي سائق من الشركة , لن أحضرك من المنزل بعد اليوم
زفر هال و أشاح بوجهه للنافذة ثم همس بنبرة حزينة نوعاً ما : هل تعلمين .. أنا أشتاق لـ سيرينا ؟
رفعت تيا حاجبها الأيسر مستنكرة بينما أكمل و هو يضع يده على كتفها قائلاً بخبث : هل تحلين مكانها ؟
أبعدت يده بعنف مفاجئ , مما أدي لانحراف السيارة عن الطريق , ضربته ضربة سريعة لصدره ثم تولت أمر السيارة
تألم هال من ضربتها و هتف بها : مجنونة , أنا مصاب هنا
ردت بنبرةٍ حادة : لا يبدو لي ذلك – أكملت بلهجة تهديد – إن فكرت مجرد التفكير فيما قلته الآن , فسأقتلك هال كيرديس , صدقني لن يُهمني أحد و سأنهي حياتك – ابتسمت بمكر و هي تردف بنبرة بثت فيها نشوة الانتصار – أنت مصاب و من ضربة خفيفة من يدي صرخت هكذا – لمعت عيناها و هي تكمل – فماذا سيحدث إن نويت قتلك ؟!
أطلقت ضحكة استفزت هال و هي تكمل بنبرة تشفٍ : تخيلتُ الأمـر
أشاح بوجهه و هو يُفكر : تلك الحية لا تشبه سيرينا بأي شيء – ابتسم لدى تذكره آني – أتساءل ماذا حل بتلك الطفلة ؟ -أكمل باستياء – تلك الغبية الصغيرة لم تنقذ سيرينا , تباً لها
توقفت أمام الشركة بحدة , نزلت من السيارة و ألقت المفاتيح لرجل الأمن قائلة بكل هدوء : ضعها في مكانٍ مناسب .
ترجل هال ثم لحقها قائلاًَ : لماذا لا تنتظريني ؟ , هيي تيــاا
قالت من بين أسنانها مرة أخرى : ألم يكفي ما حدث بالسيارة , صدقني يا هال أنا سـ
أمسك فجأة بيدها و بحركة سريعة ارتطم ظهرها بالحائط لتجز على أسنانها متألمة
همس بصوت الفحيح ذاته الذي يستخدمه سيده : مللت من تهديداتكِ , أنا ألهو معكِ فحسب يا .. صغيرة
ثم تركها و توجه للمصعد [ مكتب رالف ]
دخل هال المكتب ليجده فارغاً , قطب حاجبيه قائلاً بنفسهِ بشك : ليس من عادة السيد جرازياني ألا يتواجد في مكتبه
سمع صوت من دورة المياه الملحقة بالمكتب , فأعاد وضع هاتفه في جيبه و جلس بانتظار سيده
لم يكن رالف من خرج ليجد هال جالساً على المكتب
و لم تكن عينا روكسان من رأته
بل كانت عينا لورا
على الرغم من شحوب وجه روكسان و الذي يدل أنها لم تقضي ليلة جيدةً أبداً إلا أنا همست بنبرةٍ غاضبة : أنت .. هال .
التفت هال لها و ارتسمت على وجهه ابتسامة شيطانية عندما قال : أوه , روكسان الصغيـرة ـآآآآآ
أكمل كلمته بصراخ , حيث وجهت روكسان ركلة مباشرة لصدره , اتسعت عينا هال بذهول ليتلقى اللكمة الأولى ثم يمسك بيد روكسان عند اللكمة الثانية , لم تتوقف الفتاة أبداَ و كأنها مُعَدة لذلك تماماً
فما أن أمسك بيدها حتى رفعت ركبتها اليمنى لتضرب بها صدره و يترك هال يدها مرغماً
دخلت تيا على صرخة هال الثانية لتجد روكسان تستعد للانقضاض عليه مرةً أخرى و المشهد يتكرر أمام عينيها
مشهد موت جاك زوج لورا , صاحبة الدماء التي تجري في عروقها .. الآن
أمسكت بها تيا فبدأت تصرخ بدون كلام , كانت تصرخ فقط , تعبر عن إحساسها الذي لا تفهمه بالصراخ
حاولت تيا تهدئتها : روكسان , اهدئي .. اهدئي
بينما حاولت روكسان التخلص منها و لكن تلك الأخيرة أبت أن تتركها على الرغم من الضرب الذي تتلقاه
جلس هال على المقعد يأخذ نفساً , شعر أن روحه ستفارق جسده من هذا الجرح اللعين . نظر إلى قميصه فوجد لوناً أحمر خفيف يلطخه ليهتف بداخله : سحقاً .
دفعتها تيا فجأة , توقفت روكسان عن الحركة لثانية
ثانية واحدة هي التي كانت تحتاجها تيا فـ بحركة سريعة ضغطت على عرق أسفل رقبة روكسان لتتسع عينا تلك الأخيرة و تسقط بين يديها فاقدة للوعي
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |