عرض مشاركة واحدة
  #193  
قديم 10-01-2010, 04:40 AM
 



[ اليوم الخامس عشر من مارس , الساعة العاشرة صباحاً ]

انطلقت تلك السيارة الحمراء الرياضية وسط شوارع نيويورك , تقودها تيا و بجوارها يجلس هال

ابتسم هال لمظهر تيا العصبي على الرغم من برود ملامحها إلا أنه فطن لحركاتها العصبية بين الفينة و الأخرى

تمتم بهدوء : ستعيدينني للمنزل أيضاً , حقيقة يا تيا هذا كرم كبير منكِ !

قالت من بين أسنانها : احلم بهذا , خُذ أي سائق من الشركة , لن أحضرك من المنزل بعد اليوم

زفر هال و أشاح بوجهه للنافذة ثم همس بنبرة حزينة نوعاً ما : هل تعلمين .. أنا أشتاق لـ سيرينا ؟

رفعت تيا حاجبها الأيسر مستنكرة بينما أكمل و هو يضع يده على كتفها قائلاً بخبث : هل تحلين مكانها ؟

أبعدت يده بعنف مفاجئ , مما أدي لانحراف السيارة عن الطريق , ضربته ضربة سريعة لصدره ثم تولت أمر السيارة

تألم هال من ضربتها و هتف بها : مجنونة , أنا مصاب هنا

ردت بنبرةٍ حادة : لا يبدو لي ذلك – أكملت بلهجة تهديد – إن فكرت مجرد التفكير فيما قلته الآن , فسأقتلك هال كيرديس , صدقني لن يُهمني أحد و سأنهي حياتك – ابتسمت بمكر و هي تردف بنبرة بثت فيها نشوة الانتصار – أنت مصاب و من ضربة خفيفة من يدي صرخت هكذا – لمعت عيناها و هي تكمل – فماذا سيحدث إن نويت قتلك ؟!

أطلقت ضحكة استفزت هال و هي تكمل بنبرة تشفٍ : تخيلتُ الأمـر
أشاح بوجهه و هو يُفكر : تلك الحية لا تشبه سيرينا بأي شيء – ابتسم لدى تذكره آني – أتساءل ماذا حل بتلك الطفلة ؟ -أكمل باستياء – تلك الغبية الصغيرة لم تنقذ سيرينا , تباً لها

توقفت أمام الشركة بحدة , نزلت من السيارة و ألقت المفاتيح لرجل الأمن قائلة بكل هدوء : ضعها في مكانٍ مناسب .

ترجل هال ثم لحقها قائلاًَ : لماذا لا تنتظريني ؟ , هيي تيــاا

قالت من بين أسنانها مرة أخرى : ألم يكفي ما حدث بالسيارة , صدقني يا هال أنا سـ

أمسك فجأة بيدها و بحركة سريعة ارتطم ظهرها بالحائط لتجز على أسنانها متألمة

همس بصوت الفحيح ذاته الذي يستخدمه سيده : مللت من تهديداتكِ , أنا ألهو معكِ فحسب يا .. صغيرة
ثم تركها و توجه للمصعد




[ مكتب رالف ]

دخل هال المكتب ليجده فارغاً , قطب حاجبيه قائلاً بنفسهِ بشك : ليس من عادة السيد جرازياني ألا يتواجد في مكتبه

سمع صوت من دورة المياه الملحقة بالمكتب , فأعاد وضع هاتفه في جيبه و جلس بانتظار سيده

لم يكن رالف من خرج ليجد هال جالساً على المكتب

و لم تكن عينا روكسان من رأته

بل كانت عينا لورا

على الرغم من شحوب وجه روكسان و الذي يدل أنها لم تقضي ليلة جيدةً أبداً إلا أنا همست بنبرةٍ غاضبة : أنت .. هال .

التفت هال لها و ارتسمت على وجهه ابتسامة شيطانية عندما قال : أوه , روكسان الصغيـرة ـآآآآآ

أكمل كلمته بصراخ , حيث وجهت روكسان ركلة مباشرة لصدره , اتسعت عينا هال بذهول ليتلقى اللكمة الأولى ثم يمسك بيد روكسان عند اللكمة الثانية , لم تتوقف الفتاة أبداَ و كأنها مُعَدة لذلك تماماً

فما أن أمسك بيدها حتى رفعت ركبتها اليمنى لتضرب بها صدره و يترك هال يدها مرغماً

دخلت تيا على صرخة هال الثانية لتجد روكسان تستعد للانقضاض عليه مرةً أخرى و المشهد يتكرر أمام عينيها

مشهد موت جاك زوج لورا , صاحبة الدماء التي تجري في عروقها .. الآن

أمسكت بها تيا فبدأت تصرخ بدون كلام , كانت تصرخ فقط , تعبر عن إحساسها الذي لا تفهمه بالصراخ

حاولت تيا تهدئتها : روكسان , اهدئي .. اهدئي

بينما حاولت روكسان التخلص منها و لكن تلك الأخيرة أبت أن تتركها على الرغم من الضرب الذي تتلقاه

جلس هال على المقعد يأخذ نفساً , شعر أن روحه ستفارق جسده من هذا الجرح اللعين . نظر إلى قميصه فوجد لوناً أحمر خفيف يلطخه ليهتف بداخله : سحقاً .

دفعتها تيا فجأة , توقفت روكسان عن الحركة لثانية

ثانية واحدة هي التي كانت تحتاجها تيا فـ بحركة سريعة ضغطت على عرق أسفل رقبة روكسان لتتسع عينا تلك الأخيرة و تسقط بين يديها فاقدة للوعي
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!