عرض مشاركة واحدة
  #194  
قديم 10-01-2010, 04:42 AM
 


[ اليوم هو الخامس عشر من مارس , الساعة الآن العاشرة صباحاً , شقة آني ]

دخل كاي لغرفة ليو ليجده على نفس الحال , جالساً بالقرب من النافذة , يراقب كالعادة !

تمنى بداخله لو يستطيع قراءة أفكاره ليستريح , قال بنبرة قوية حازمة : ليو , تعال معي لشراء بعض الحاجيات

التفت ليو إليه بسرعة , نظر إليه مطولاً قبل أن يقول : انتظرني لثوانٍ فقط سأبدل ملابسي و آتي معك

رفع كاي حاجباً و تساءل بخفوتٍ : غريب ! - أردف بصوتٍ يسمعه ليو بنبرةِ باستفسار – أ تشعر أنك بخير ؟

وقف ليو و التفت إليه بهدوء غريب على شخصيته قائلاً ببرود : بأفضل حال

خرج كاي و هو يتمتم : أنتظرك

ابتسم عندما رأى راي النائم على الأريكة و يبدو من ملامحه أنه غير مرتاح , وضع يده على رأسه و ابتسامته تزداد اتساعا عندما تذكر

~\ هتف راي به : لن أنام مع هذا الـ .. الـ .. الكائن !
رفع كاي حاجبه و قال بسخرية : و لماذا ؟
هدأ راي بغتة و هو يقول و كأنه يحدث نفسه : أخشى أن أستيقظ فأجد رأسي قد غادرت جسدي , هذا الشاب مسجل خطر , من المفترض أن يُمنع الجميع من الاقتراب منه , هه و هذا يريدني أن أنام معه في نفس الغرفة و .. وحدنا !! هَزُلَتْ ! \~

ابتسم بـ شر و هو يتوجه ناحية راي النائم و يحرك أصابعه بخفة متناهية على باطن قدميه , في البداية حرك راي قدميه بانزعاج , ثم سبه : أكيـــراااا أيها الوغد اتركني أنم

فزاد كاي من دغدغته ليجلس راي على الأريكة فجأة و .. لا يجد أحد بجواره و لا بالصالة من الأساس

راقبه كاي و هو يتلفت حوله لثوانٍ ثم ينظر للباب الذي اختبأ وراءه , عض كاي على شفتيه مفكراً : لن يدخل إلى هنا أبداً

انتفض مرة واحدة و فتح الباب عندما شعر بملمس كالكهرباء على كتفه لينتشر في جسده كالقشعريرة

ضحك ليو من وراءه و هو يرفع يده ليظهر ذلك الخاتم ذو الفص الأحمر اللامع

نظر له كاي بـ شر بينما وضع ليو كلتا يديه في جيبي بنطاله ذا اللون الأبيض و يرتدي فوقه قميصاً مفتوح لمنتصف صدره باللون البني الغامق , لم يلمس شعره و على الرغم من ذلك كان الشعر المبعثر يليق على وجهه ذو الملامح الحادة

قاطع الصمت صوتُ ضحك راي ثم انقضاضه على كاي الواقف بجواره مباشرة ليحرك قبضته على رأسه بقوة

لم يتحرك ليو و هو يراقب الأمر شارداً , لم يحاول إيقاف الشجار أبداً , ربما لم يُفكر به أساساً

خرجت آني من الغرفة قائلة بانزعاج و شعرها الأشقر مبعثراً حول وجهها بطريقة جذابة بينما عينها اليسرى
مغلقة و تنظر إليهم باليمنى فقط

قالت بازدراء : أ تتشاجرون كالأطفال ؟ , تباً لكم , أيقظتموني من نومي – فتحت كلتا عينيها فجأة و كأنما تذكرت شيء , فالتفتت لهم موجهة حديثها لـ كاي – هل ستشترون مستلزمات الشقة ؟

أومأ كاي برأسه لتقول: حسناً أريد عدة أشياء , أخرجت ورقة من جيب بنطالها ليأخذها و يقرأ بملل : شامبو \ بلسم \ صابون سائل \ محارم !!

رفع رأسه إليها و هو يسأل في دهشة : ألا توجد محارم ؟!!

زمت آني شفتيها بقهر و هزت رأسها بـ لا ثم عادت لتختفي داخل غرفتها

وضع كاي يده على كتف راي هامساً بخبث : لا تفعل أي شيء في غيابي أ تفهم ؟

نظر له راي بملل و كان ما يقوله لا يعنيه في أي شيء , نظر ليو لكلاهما و كأنه يحاول استخلاص شيء ما من حديثهما

قال كاي و هو يشير لـ ليو : هيا , لا نريد أن نتأخر

لم يتحرك ليو فأكمل كاي ببعض الانزعاج و هو يعود أدراجه حيث يقف ليو عند باب غرفته : هيـا

قال بحدة مفاجئة : هل سيبقى هذا مع آني ؟!

اندهش كلا من كاي و راي لنبرته الحادة و قالاً معاً في وقتِ واحد كاي بتعجب بينما راي بغضب : و ماذا في
ذلك ؟ لم يهتما لتشابه الكلمات بل نظر كلاً منهما لـ ليو بانتظار تفسير , ليقول هذا الأخير : لن أسمح لك يا كاي بـ ترك آني دون حماية مرة أخرى

قطب كاي بين حاجبيه و قال بهدوء : مرة أخرى ؟!

رفع ليو حاجباً باستنكار و هو يكمل : أجل مرة أخرى و أخرى , لماذا تمكن منها هال في بادئ الأمر إلا لأنها لم تكن محمية , لماذا استطاعت أن تخطط و تفكر و تدبر تلك الخطة المعقدة لكي تذهب لملاقاة هال مرة أخرى ؟ - أكمل بابتسامة تشفٍ – لأنها لم تكن محمية – رمق راي بنظرة ساخرة – و هذا لن يتمكن من حماية حيوانها الأليف حتى !

شعر كاي ببعض الغرابة : لماذا هذا الاهتمام الزائد بـ آني , فجأة و بدون مقدمات ؟

رفع راي حاجباً و قال باستهزاء : و أنت يا غريب الأطوار من سيحميها , أخشى أن تصرخ بأسماء رفاقك الأموات ليحموك

ندم راي على تفوهه بتلك الكلمات عندما رأى نظرة ليو تتغير فجأة إلى الفراغ , ثم شد على قبضة يديه و قفز ليلكم راي , لكن كاي و قف في طريقه محتضناً إياه ليتلقى كل الضرب

فقد أخذ ليو يحرك أطرافه في شتى الاتجاهات كي يتخلص من حضن كاي لكنه لم يفلح فهدأ بعد فترة
همس كاي ببرود : إن تركتك فلا تتعرض لـ راي يا ليو

أومأ ليو برأسه فتركه كاي , وجه نظرة حاقدة لـ راي ثم دخل لغرفة آني و أغلق الباب لتصرخ تلك الأخيرة
و قبل أن يتحرك أحدهما لرؤية ما حدث , فُتِح الباب ليخرج منه ليو و يُغلق

هدأ كاي ليعرف ما الأمر ثم قال ببرود داخله : هل هذا وقته لتأخذي حماماً آني ؟

صرخت بقهر : أنا أرتدي ثوب الحمام , إياك أن تفكر بالدخول أو التفوه بكلمة حمقاء أمام راي .. ستندم يا كاي و أخبر ليو ألا يدخل علي قبل أن يطرق الباب , كفى غباءً أنا في النهاية فتاة ؟!

لم يستطع كاي منع نفسه من إطلاق ضحكة عالية جذبت فضول راي بينما عضت آني شفتها قهراً

قال لها أخيراً في ذلك الحديث الخاص بين عقليهما بصوتٍ ساخر : معكِ حق تماماَ , أنتِ فتاة

التفت كاي حينها لـ ليو قائلاً ببرود : ليو , آني تقول لك ألا تدخل عليها دون أن تطرق الباب مرة أخرى

جلس ليو على الأريكة و هو ينظر لـ راي بخبث قائلاً ببرود مماثل : سأفكر

أمسك كاي بعضاً من خصلات شعره البني بشدة و كأنه يحاول مواساة نفسه , استدار ناحية الباب ثم قال و هو يهم بالمغادرة :أحسنا التصرف و إلا عاقبتكما

ثم خرج صافقاً الباب خلفه بقوة

رفع كاي هاتفه ليُحادث نايجل ثم تذكر و قال بداخله و قد تحولت ملامحه الغاضبة لضيق عميق : لم تتصل بي جوان منذ فترة .

" لماذا ؟! .. لماذا لم تتصل ؟ "

قطب حاجبيه ثم قال بنفسه رداً عليها : ألا تحترمين خصوصيتي ؟! .. اخرجي من رأسي , آني .. قبل أن أمنعكِ بالقوة

لم يسمع صوتها مرة أخرى ليحدث نفسه قائلاً: عليّ أن أحدث نايجل بأسرع وقت
ثوانٍ و سمع رداً , ليصمت قليلاً و كأنه يحلل الصوت ثم قال بتعجب : آرثر ! .. لماذا ترد على هاتف نايجل ؟

أجابه آرثر بهدوء : نايجل ليس هنا .

سأل كاي على الفور : إذاً أين ؟

ليرد آرثر هذه المرة بعد تنهيدة : لقد ذهب لـ ألاسكا ؟

عاد كاي للسؤال و قد حملت نبرته القلق : لماذا ؟

أكمل أرثر بنفس الهدوء : حاول أنجل الانتحار ! – أردف قبل أن يعود كاي ليسأل – اتصل على الرقم الآخر ,
رقم أنجل .

أغلق الاثنان في نفس الوقت تقريباً ليعود كاي و يضغط أرقام معينة و ينتظر

رد عليه صوت نايجل ليقول بخوف : نايجل , ماذا بك ؟ , هل آتي إليك ؟

اعترض نايجل بسرعة : كلا لا داعي لذلك

أردف كاي : هل أنجل بخير ؟

أصدر نايجل صوتاً يدل على التأكيد , ثم قال : هل هناك شيء ما ؟ , آني بخير .. و ليو ؟

تنهد كاي قبل أن يجيب : آني تتعافى , أما ليو فـ تصرفاته أصبحت غريبة .. أخشى أنها حالة نفسية أخرى

زم نايجل شفتيه قائلاً بضجر : هذا الفتى لا يتحمل أي شيء – وجه نظره لغرفة أنجل – كالبعض هنا !
صمت كاي قليلاً ثم قال : نايجل , ما الخطوة التالية ؟

ابتسم نايجل بخبث على الرغم من معرفته أن كاي لا يراه , أجاب بهدوء : الخطوة التالية أني سأعود مع أنجل للمدينة .

شعر كاي بالقهر و علم أن نايجل لن يخبره شيئاً مما سيحدث , عاد و سأل : أين مارتن و سامنتا ؟

ضحك نايجل و هو يجيب بسخرية : ألم تلاحظ غيابهم إلا الآن !! .. إنهما ليسا بالمدينة منذ ثلاث أسابيع يا كاي , لكن لا تقلق , الجميع سيعود بعد الغد – أردف بسخرية – أو غداً فالوقت هنا اقترب من منتصف الليل !

- حسناً , انتبه لنفسك نايجل

هكذا أجاب كاي قبل أن يغلق الخط مستنداً على بوابة المبنى و هو يعيد ترتيب أفكاره ليقول بصدمة : لم أسأله ماذا أفعل مع أني ؟ .. تبــاً

شعر بسعادتها أو لنقل سخريتها منه , لم يعجبه الأمر و على الرغم من قسوة هذا إلا أنه استرجع صورة قبر والديه في آخر زيارة له , ليشعر بها تفارقه في الحال

تنهد و تمتم بحزن عميق بدأ يغلف روحه : آسف آني , لكني حقاً أحتاج لبعض الخصوصية بتفكيري


__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!