السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الفصل الأول : الحلم المؤجل !! كنت في الخامسة عشر من العمر عندما توفي والدي تاركاً خلفه أمي وأنا وإخوتي الثلاث، ولم يكن لدينا أي مصدر رزق سوى "عمي" الذي اشترط من أجل الإنفاق علينا أن أذهب للعيش معه ومع أخته وابنتيها فعمي رجل ميسور الحال ويعمل في أحد البنوك المشهورة ويسكن في منطقة راقية في العاصمة، بعكسنا فنحن نعيش في إحدى المدن الصغيرة ودخلنا يكاد يكفي معطم ما نحتاجه ... ولم يكن ليطلبني عمي للعيش معه إلا لأنني معروفة بذكائي وبجمالي، لأن هذا ما سيجعلني مقبولة لدى العائلات التي يريد عمي أن أرتبط بأحد ابنائها يوماً ما، اضطررت للموافقة على مضض من أجل عائلتي وذهبت مع عمي إلى منزله حيث رحبت بي عمتي وابنتها الصغرى (31 عاماً وغير متزوجة) وابنتها الكبرى (35 عاماً متزوجة ولديها طفلان) وأرشداني إلى غرفتي التي أعداها من أجلي ... وقد كان الجو مختلفاً عما اعتدت عليه فالمنطقة راقية جداً وملابس الفتيات تختلف عما أراه في مدينتي وأيضاً أسلوب الحوار، لهذا تطلب مني الأمر وقتاً كبيراً حتى اعتدت على هذا الجو الغريب رغم شوقي لمدينتي الهادئة، ولكن كانت هناك مشكلة واحدة فأنا لم أستطع مسايرة الموضة في هذه المنطقة!! فأنا بطبيعتي لا أفقه شيئاً عن الموضة ولا أعلم عن الماركات العالمية وغيرها، لذا التزمت بملابسي القديمة البسيطة ولم أهتم كثيراً بمعرفة كيفية ارتداء الجينز أو التنورات أو غيرها ... رغم أن عمي كان دائماً ما يوبخني بسبب هذه الملابس إلا أن عمتي كانت تخبره بأنني ما زلت صغيرة ومع مرور الوقت سأعتاد على هذه الأشياء وأتغير للأفضل ... وحتى أصبح اجتماعية أكثر وأعتاد على المكان قام عمي بإشراكي في إحدى النوادي القريبة من منطقتنا، وكنت أذهب إليها بين الفينة والأخرى أجلس قليلاً وأتناول كوباً من العصير ثم أعود إلى المنزل، حتى جاء ذلك اليوم عندما كنت أهم بالذهاب لمحت إحدى الفتيات ترتدي تنورة بيضاء قصيرة وتي شيرت أبيض اللون تمسك بيدها اليمنى مضرباً وتجري وراء كرة صفراء حتى أمسكتها ثم ذهبت عائدة من حيث أتت ... انتابني الفضول لأعرف من هذه الفتاة وماذا تفعل، فذهبت وراءها حتى وصلت إلى إحدى الملاعب الخضراء وكان هناك أشخاص يجلسون في مقاعد تشبه مقاعد جماهير ملاعب كرة القدم وينظرون باهتمام إلى ذلك الملعب الأخضر، وهناك فتاة أخرى تمسك بالمضرب وترتدي نفس ما ترتديه الفتاة الأخرى التي رأيتها وكان يفصل بين هاتين الفتاتين شبكة في الوسط ثم بدأت الفتاة بإرسال الكرة التي أمسكتها قبل قليل وصدتها الفتاة الأخرى بكل براعة واستمرا على هذا النحو حتى توقفتا عن اللعب للاستراحة قليلاً، فشعرت وكأنني لا أريد أن تتوقفا عن اللعب لقد أحببت هذه اللعبة نعم لقد أحببت "لعبة التنس" ... منذ ذلك اليوم وأنا أتابع هذه اللعبة في التلفاز وأتابع أخبار البطولات واللاعبات في الجرائد وأصبحت أذهب إلى ذلك النادي يومياً وأشاهد الفتيات وهن يتدربن على هذه اللعبة، ولكنني لم أرد أن أكون مجرد متابعة أو مشاهدة فقط بل أردت أن أكون مثلهن أردت أن أكون لاعبة تنس ... لم أشأ أن أخبر عمي فكنت أعرف أنه سيرفض ممارستي لهذه اللعبة مدعياً أنها تضييع وقت ولن أجني منها شيئاً سوى التعب فقط!! لهذا أصبح هذا الحلم مؤجل في رأيي فأنا لم أستطع الاشتراك في هذا النادي لأنه يشترط للانضمام في نادي التنس "أن تكون لاعباً ذا خبرة في هذه اللعبة" وأنا لم أكن أملك أي فكرة على الإطلاق عن هذه اللعبة سوى ضربتي الإرسال والإعادة ولم أعرف شيئاً عن قواعدها !! مرت الأيام حتى بدأت السنة الدراسية (الصف الأول الثانوي) وذهبت إلى مدرستي الجديدة ومر اليوم الدراسي عادي كأي يوم آخر، وفي أحد الأيام بدأت المدرسة تعلن عن بدء أنشطتها الرياضية وإنه يجب على جميع الطالبات الاشتراك في أحد النوادي الرياضية التي تتناسب وميولهن ... فبدأت بقراءة أنشطة النوادي الرياضية ووجدتها أنشطة لم تلفت انتباهي كثيراً فهناك نادي كرة السلة، نادي الرماية، السباحة، ركوب الخيل ...إلخ حتى وقعت عيني على ما كنت أبحث عنه منذ البداية نادي التنس نعم إنه نادي التنس وقد كتب فيه إنه نادٍ مخصص لمحبي لعبة التنس الرائعة وفيه مستويات لتحديد .... لم أكمل قراءة الباقي فقد أسرعت نحو النادي لأعلن انضمامي فيه، وما إن دخلت مقر النادي حتى طلبت وبصوت عالٍ انضمامي لهم، فنظر الجميع إلي، ثم أتى أحدهم وكان يبدو عليه الهيبة والاحترام حتى أن إحدى الطالبات نادته بـ "كوتش" >> تعني المدرب ^^ ثم اقترب مني وقال لي : "تريدين الانضمام ... ممممم ... فلنرَ !! " :77: نهاية الفصل الأول
يُتبع