اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء السلطاني
الاسلام دين الفطرة - وكما قلت اخي امجد انا اختلاف المذاهب نعمة للاسلام ولكن هل الانسان مجبر على اتخاذ مذهب معين ؟
ام يجوز له ان يأخذ ماينفعه من هذا المذهب او ذاك بعيدا عن التعصب والتعنت-
وجزاك الله خير الجزاء ياشيخي!
مع فائق تقدير | الحبيب علاء السلطاني كما قلت سيدي .. اختلاف الفقهاء رحمة فيما بينهم .. ورحمة للأمة أيضا .. ولكن اختلاف الكبار .. وليس الصغار فكما قال أهل العلم :" اختلاف الكبار رحمة .. وخلاف الصغار نقمة " هناك فرق كبير .. وهذا الاختلاف الذي بين الكبار له شروط وضوابط كثيرة وطالما أننا من الصغار في العلم .. فيتوجب علينا التزام مذهب واحد لكي لا نقع في الخلاف الذي تكلم عنه العلماء ونقع في النقمة والنفس تركن للراحة .. وتحب الرخص ولا تطيق الصبر على العزائم لذلك اذا وكلت لها أن تأخذ من كل مذهب .. لأخذت الرخص فقط من كل مذهب ..!! واذا سالتني كيف نشأت هذه المذاهب .. وطالما ان الدين للجميع .. لماذا تقيدون الناس بمذهب واحد ..؟؟ أقول لك ..: فبعد ان انتهى عصر الصحابة .. ودخل العجم على العرب .. وتكسرت اللغة العربية فلم تعد النصوص القرآنية تفهم كما يجب .. وذلك بسبب اختلاط الثقافة .. ودخول الفلسفات بشكل عام وكثر الوضع في الاحاديث النبوية .. وانتشرت الخلافات في تفسير القرآن الكريم .. فانبرى العلماء جميعا ... ووضعوا قواعد واساسات لفهم النصوص .. لاستخراج الاحكام منها متبعين بذلك ماورد من أقوال الصحابة .. ومن التابعين الذين بعدهم .. واذا لم يجدوا نصا واضحا اتجهوا الى اللغة العربية الفصحى .. وفسروا القرآن بناء على هذه القواعد التي وضعوها وأثناء تنقيبهم عن الحقائق الاسلامية .. والاحكام الشرعية .. واجهتهم بعض المشاكل في فهم النصوص .. فوجدوا أن بعض النصوص تحتمل أكثر من وجه وسأضرب لك مثلا عن الاختلاف .. في قوله تعالى في آية الوضوء : ".يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيدكم الى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء ...." فهذه التي عدها القرآن الكريم كلها من نواقض الوضوء .. ولكن الخلاف في اللمس في قوله " او لامستم النساء " فماالمقصود باللمس هنا ..؟ هل هو مجرد اللمس .. أي اصطدام البشرة بالبشرة .. وحتى من غير شهوة . أو هو الجماع .. على اعتبار أن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى .. أي لو كان يقصد القرآن باللمس مجرد اللمس لقال :" أو لمستم " .. ولكنه لما قال " لامستم " باضافة الالف .. لدت زيادة البناء في الكلمة على زيادة في المعنى أي هو اللمس وزيادة .. وهو الجماع بسبب هذه الكلمة وتأويلها .. انقسم العلماء الى قسمين .. " وهذا هو اختلاف الرحمة " قسم اخذ بالتفسير الأول .. وعلى رأسهم الشافعية .. اي بنقض الوضوء بمجرد اللمس والقسم الآخر أخذ بالقول الثاني .. وعلى رأسهم الاحناف .. أي بعدم نقض الوضوء بمجرد اللمس وقس على هذه المسألة الكثير الكثير .. واذا سألتني .. هل هناك مرجح يرجح قول على قول ..؟ أقول لك .. لا .. لأن فهم النصوص كله من باب الظن .. ولا يوجد يقين في ذلك فلايوجد مرجح أبدا .. والذي يقول أنه يريد الجمع بين المذاهب .. ليؤلف مذهبا واحد .. كقول البعض فهو جاهل لم يفهم الاسلام جيدا .. ولا يعرف قيمة هذا الاختلاف .. فعلى أي اساس رجح قول على قول .. ؟؟ بهذه الطريقة نشأت المذاهب .. وهي أكثر من اربعة بكثير.. ولكن شاء الله أن يظهر هذه فقط .. وأن تندثر البقية .. والسؤال هنا لماذا نلتزم بمذهب واحد ..؟ لأن لنا حكم المقلدين .. الذين لايعرفون ماهية النصوص .. ولا كيفية فهمها لذلك نحن نقلد الامام مالك .. او الامام احمد او غيرهم من الاربعة .. والبقية .. كما قالت صاحبة اللون الوردي " الطائر الحزين " ~ مسرور جدا جدا لوجودك هنا كن بخير .. أيها الجميل ~
__________________ .. المغالطة الرابعة في فهم قوله تعالى :"إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " المحاضرة العشرون .. |