بسم الله الرحمن الرحيم
" خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ "
قال الإمام القرطبي - رحمه الله - :
هذه الآية من ثلاث كلمات ، تضمنت قواعد الشريعة في المأمورات والمنهيات .
فقوله تعالى : " خذ العفو "
دخل فيه صلة القاطعين ، والعفو عن المذنبين ، والرفق بالمؤمنين، وغير ذلك من أخلاق المطيعين .
و في قوله تعالى : " وأمر بالعرف "
صلة الأرحام ، وتقوى الله في الحلال والحرام ، وغض الأبصار ، والاستعداد لدار القرار .
وفي قوله تعالى : " وأعرض عن الجاهلين "
الحض على التعلق بالعلم ، والإعراض عن أهل الظلم ، والتنزه عن منازعة السفهاء ، ومساواة الجهلة الأغبياء ، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة .
قال أبو بكر بن العربي:-
قال علماؤنا : هذه الآية من ثلاث كلمات ، قد تضمنت قواعد الشريعة المأمورات والمنهيات ، حتى لم يبق فيه حسنة إلا أوضحتها ، ولا فضيلة إلا شرحتها ، ولا أكرومة إلا افتتحتها ، وأخذت الكلمات الثلاث أقسام الإسلام الثلاثة
فقوله تعالى : " خذ العفو "
تولى جانب اللين ، ونفي الحرج في الأخذ والإعطاء والتكليف .
وقوله تعالى: " وأمر بالعرف "
تناول جميع المأمورات والمنهيات ، وأنهما ما عرف حكمه ، واستقر في الشريعة موضعه ، واتفقت القلوب على عمله .
وقوله سبحانه : " وأعرض عن الجاهلين "
تناول جانب الصفح بالصبر الذي به يتأتى للعبد كل مراد في نفسه وغيره
هكذا أمرنا الله سبحانه وتعالى
وهكذا يجب أن نكون
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً "
رواه أبو داود وحسنه الألباني .
أعتذر عن الاطالة
ولكن الأمر يدعونا لوقفة
شكرا لسعة صدوركم