10-09-2010, 12:35 AM
|
|
[ استراليا ..اليوم السادس عشر من مارس - الساعة الآن الـثامنة صباحاً ]
دخل ذلك الشاب ذو الشعر الأشقر و العينين الزرقاوات لمكتب جوان بهدوء لتصرخ به تلك الأخيرة : أخرج
ارتبك ثم قال : جوان لماذا تصرين على البقاء في تلك الشقة وحيدة
جميعنا تركنا أعمالنا و بقينا معكِ هنا , لماذا إذن ؟
نهضت جوان و نظرت له بعينيها الفيروزيتين في حدة : لم أجبركم على –رققت صوتها بسخرية – ترك أعمالكم
أكملت بجدية : يمكنك أخذ تينا و العودة للعاصمة , أنتما مزعجين
قال بحزم أكبر : لن نترككِ جوان , أنتِ متعبة .. و لولا أنا أتينا بذلك اليوم لكنتِ الآن في عداد الأموات و أنت وحيدة بـِ تلك الشقة !
عبست ملامحها فجأة ثم قالت بعصبية : أحضرتُ خادمة لتعيش معي الآن – أكملت بصراخ - اغرب أنت و أختك عني
اقترب كريس منها قائلاً : أخبريني فقط ماذا فعل ذلك الوغد كاي معكِ – أردف بتساؤل حذِر – هل هجركِ ؟
احمر وجه جوان و صرخت به : اصمت أيها المعتوه و لا تتفوه بمثل هذه الحماقات أمامي
دخلت حينها السكرتيرة ليشيح كريس وجهه بعيداً عن الفتاتين بحنق
و تلتفت جوان ناحية النافذة قائلة ببرود : اصطحبيه للخارج , رجاءً
هتف كريس بحنق قبل أن تتفوه السكرتيرة المسكينة ببنت شفة : لن أخرج إلا عندما تعودين معي للعاصمة , تركت تينا معك أيام , لكنك عنيده
ضربت جوان بيدها على النافذة لِـ يرتج الزجاج بعنف و لكنه لم ينكسر و تتحدث جوان بنبرة حادة : لا شأن لكم بي , لقد عدت بكامل إرادتي و اخترت مكاناً بعيداً عنكم لكي
أستريح و أنتم تستمرون بإزعاجي .. لن أعيدها مرة أخرى كريس , أخـرج
كاد كريس أن يهتف بها مرة أخرى محاولا استمالتها و لكن عبارته بترت عندما صرخ به صوت بارد كالجليد : الم تسمع ما قالته , أم تحب التكرار أيها الوغد
التفت كريس إليه في ذهول ثم قال : أ أ .. أنت !! .. متى أتيت ؟ !
بينما امتقعت ملامح جوان و كاي يثبت عينيه عليها و يجيب بنفس الوقت على كريس : الأمر لا يعنيك , أخرج كما قالت .. و اصطحب هذه معك
قالها مشيراً إلى السكرتيرة بإبهامه و مازالت عينيه متعلقتين بـ جوان
خرجت السكرتيرة مسرعة بعد هذه الإهانة
بينما ظل كريس واقفاً بين كاي و جوان إلا أن هتف به كاي مرة أخرى في غضب عارم : أخـرج
تردد كريس لـ لحظة ليمسك كاي بذراعه و يخرجه من المكتب بعنف و يصفق الباب بصوتٍ ألقى الرعب في قلبيّ كريس و السكرتيرة !
ظل كاي على تلك الوقفة معطياً ظهره لجوان و يده ممسكة بمقبض الباب الذي أغلقه للتو , زفر بحرارة ثم التفت ناحية جوان في هدوء , لتتعلق عينيه المليئتان بألم الفراق و
الشوق بعينيها اللتان حملتا شيئاً من الخوف و ربما الذعر The more I see you,
The more I want you.
Somehow this feeling
Just grows and grows تراجعت جوان خطوتين للخلف بعد أن كسرت نظرتها للأرض
ندمت لأنها فعلت فكم هي مشتاقة إليه
مشتاقة لشعور الأمان الذي يغلف روحها بمجرد وجوده قربها الآن تشعر بأنها ستنتهي في هذه اللحظة بمجرد وقوفه على بعد أمتار منها
لاحظت زوجين من الأحذية في مجال رؤيتها لتنتفض و ترفع عينيها إليه في وجل و تعود لكسر نظراتها بعيداً عنه
أمسك بذقنها ليرى عينيها مجددا و لكنها أشاحت بوجهها عنه
ليبتسم كاي في سخرية و هو يدير نظره في المكان قائلاً بتهكم : أنتِ هنا بـ ملئ إرادتكِ !
تحولت نبرته للبرود و هو يسألها بطريقة مباشرة و صريحة : لماذا تركتِ نيويورك , جوان ؟
لماذا عدتِ لذلك الوغد رونالد ؟
هتفت به جوان في حدة : لا تنسى أنه عمي , كاي
صرخ بها في غضب : عمك أو خادمكِ لا يعنيني أمره في شيء
أكمل في رجاء : كل ما يعنيني هو أنتِ .. جوان
لا تدري من أين جاءتها الجرأة لتبعد وجهها عنه بعد كلماته تلك
و لكنها فعلتها و هي تردف : لماذا لحقت بي ؟
رفع حاجبيه في دهشة ثم شعر بالغضب من نفسه لأنه يعاملها كـ جوان الحبيبة مجدداً و ليس كـ جوان الهاربة منة
تحولت ملامحه للبرود على الفور و هو يجيب : لأعيد ممتلكاتي
يعلم جيداً أن هذه الطريقة ستستفزها و هذا ما يريده , يريدها أن تقول كل ما لديها ليعلم سبب تصرفاتها الغريبة مؤخراً
نظرت له بشراسة : أي ممتلكات ؟
رمقها بطرف عينه , بمعنى : أنتِ .
حدقت به مطولاً و هي تفكر : أعرف فيم تفكر كاي ؟
ابتسمت بخبث لتجلس على مكتبها مكملة في هدوء : و إن كانت ممتلكات لا تريد العودة
ليجلس هو الأخر قائلاً بابتسامة مماثلة : أصفعها و أضعها بحقيبة دبلوماسية و أعود بها
شعرت بالقهر , هل من الممكن أن يفعل ذلك حقاً ؟ , أ يريد أن يعيدني فقط .. دون أن يعلم أي شيء
قطبت حاجبيها , بالأساس هي لا تريده أن يعلم بأي شيء
نظرت إليه بإصرار و لا يدور بعقلها إلا هذا الشيء : أنا أحبه و لذا سأفعلها
وقفت قائلة : لن أعود كاي و هذا آخر ما لدي , اتركني و شأني
لم يقف بل تعلقت عيناه بملامحها الحازمة التي يراها لأول مرة و هي تحادثه
أجابها و هو ينظر في نقوش تلك السجادة الفاخرة التي أمامه : لن أغادر قبل أن أعلم السبب
صمتت جوان , فسألها كاي مجدداً بنبرةٍ حازمة و هو ينهض من مقعده ليقف مقابلاً لها : ما السبب ؟
ظل يرمقها بتلك النظرة الفاحصة : خوفها مني , أدق حركاتها , توترها .. لماذا ؟ .. ما الذي تخفيه عني ؟
غيم الحزن على عينيه للحظه قبل أن يطرده بنظرة قاسية وجهها إليها و هو يرفع وجهها إليه
لتزيل دموعها كل تلك القسوة و تذيبها على حرارة أنفاسهم
طبع قبلة هادئة على شفتيها ثم تركها قائلاً بصوته العذب : لن أجبركِ على العودة معي , لا أدري ما الذي يدور بعقلكِ..! , لكني واثق من قراركِ أياً كان على الرغم أن هذا
يؤلمني كثيراً جوان , يؤلمني كثيراً
ثم توجه ناحية الباب بخطواتٍ سريعة قبل أن يتهور و يأخذها معه على الرغم منها
قال بهمس و بتلك النظرة الحزينة التي سكنت عينيه مؤخراً : أحبكِ
ثم أغلق الباب
لتنهار جوان على الأرض باكية ..
بصمت I cry silently
I cry inside of me
I cry hopelessly
Cause I know I'll never breathe your love again Cause I know I'll never breathe your love again Cause I know I'll never breathe your love again
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |