عرض مشاركة واحدة
  #206  
قديم 10-09-2010, 12:36 AM
 


[ قبل ذلك الموقف بأربع ساعات.,| نيويورك , الساعة السادسة صباحاً ]


تثاءبت و هي تتمدد في السرير ثم عادت و تكومت على نفسها مجدداً طلباً للدفء

سمعت صوت ضحكة قريبة منها , فتحت عينيها بسرعة عندما لم تميز صاحب الضحكة لتجد ابتسامته تلك , استقامت جالسة بسرعة و هي تدير عينيها في أنحاء الغرفة بتعجب , قطبت حاجبيها لثوانٍ قبل أن تصرخ : مستحيل

التفتت إليه لتتأكد : ماذا حدث ؟

ازدادت ابتسامته اتساعاً و قال موضحاً : أرحب بكِ في شقتي المتواضعة روكسان جرازياني

أشاحت بوجهها عنه قائلة بتذمر : لا تدعوني بـِ ذلك اللقب

لم يعلق ماكس على طلبها و فضل تركها على راحتها

قال بابتسامة : أنتِ تشبهين القطة

رفعت روكسان حاجبيها دهشة : ماذا ؟!!

كتم ضحكته ليكمل جملته : عندما كنتِ تتمددين على السرير

نهض و بعثر شعرها قائلاً : أنا جائع .. أنتِ جائعة ؟

أومأت برأسها و قد اجتاحتها سكينة غريبة

بمجرد أن خرج ماكس من الغرفة حتى عادت و وضعت رأسها على الوسادة قائلة : لماذا هذا الشبة الموجع بينكما .. لماذا ؟

أغمضت عينيها و ذكرى تلك الليلة التي استيقظت فيها بمنزل ليو تعاودها من جديد و بكل عنف

اشتاقت له , لبروده و جرأته و لرائحة سجائره

يقتلها الحنين لتلك الأيام

نهضت من على السرير بسرعة و كأنها تمنع نفسها من الاسترسال في هذا حتى لا تبدأ نوبة بكاء لن تنتهي

إنها في أول الطريق و تشعر بالحنين ماذا سيحدث بعد عدة أسابيع إذن

رفعت وجهها لتنعكس صورة ملامحها العبوسة على المرآة , ابتسمت باستهزاء ثم اتسعت عيناها و هي ترى ما ترتدي
ملابس نوم رجالية من القطن باللون الأحمر الغامق

دخل ماكس عليها في تلك اللحظة ممسكاً بصينية بها كوبين من القهوة الساخنة و عدة ساندويتشات بمحتوياتٍ مختلفة

ابتسم عندما رآها و قال : لا تبدو أنها خاصتي أبداً على الرغم أنك ضائعة فيها

ضحك و هو يضع الصينية على منضدة أمام السرير و يسحب مقعدين بجوار الحائط قائلاً: لقد غيرتِ ملابسي روكسي

رفع عينيه إليها ليرى نظراتها الحادة الموجهة إليها , ليردف بنبرةٍ أغاظتها : أنتِ جميلة مهما ارتديتِ

تنهدت و قالت لتغير الموضوع : هل اتصل رالف ؟

أجابها بتعجب : كلا .. لكن لماذا ؟

أمالت شفتيها باستياء متمتمة : أ تحسب كل الآباء كـ والدك ؟!..

حينها صمت و نظر للطبق في ضيق ثم رفع رأسه فجأة و كأنه تذكر شيئاً ليقول : لكن لديكِ صديقتكِ تيا و أيضاً .. و أيضاً ....

سألت بتعجل : ماذا ..؟

أصدر صوت ينم عن عدم الارتياح و هو يكمل : هناك شاب جاء و هو من أعطاك الدواء و أوصاني ألا أخبر والدكِ بما حدث معكِ .. صحيح روكسان ماذا حدث البارحة بالضبط ؟

تركت روكسان ما كانت تتناوله لتمسك بكوب القهوة الساخن و تشرد به و هي تقلبه بين كفيها في حركة نصف دائرية

نظرت إليه فجأة لتفاجأ بأنه يراقبها

قرأ في عينيها حزن عميق و تمنى لو يأخذها بين ذراعيه إن كان هذا سيخفف عنها

قالت بعد فترة من الصمت : تعرضت لحادث بشركة رالف منذ فترة

رفع ماكس حاجبيه دهشة : و هل ما رأيت بالأمس نتائجه ؟!

تركت روكسان الكوب بعد أن ارتشفت منه القليل قائلة : أجل .. أريد ملابسي

لم يجبها ماكس فالتفتت إليه مرددةً بحنق : ملابـسـي

أخذ يلمس أنامل سبابتيه بـِ بعضهما البعض دليل على الارتباك و هو يقول : لقد أرسلتها إلى المبخرة

هتفت به : ماذا ؟ .. ماذا أرتدي الآن

رفع سبابته اليمنى و هو يقول : أذكر أن لدي ملابس صديقي هنا و هو يصغرني حجماً , انتظري

تحولت ملامح روكسان للاشمئزاز و هي تردد بنفسها : سأرتدي ملابس فتى ؟

نظرت لملابسها الآن و قالت بإحباط و هي تمسك بخصلات شعرها و تنزلها على عينيها : لا فرق إذن .


[
نيويورك , الساعة الثانية عشر ظهراً – شقة آني
]


كلا الشابين جالسين مقابلين لبعضهما البعض

كلاهما يملك نظرات نارية غاضبة

كلاهما يحرك قدميه في عصبية واضحة

تحدث الأول , ذا الشعر الأشقر و العينين الزرقاوات : ما الذي تريده من آني ؟

أجاب الثاني و هو يحرك شعره البني بيديه في غرور : هي ابنة عمي و أنت لا تستحقها

وقف الأول في عصبية هاتفاً به : ماذا تقصد ؟ ..

هز الثاني كتفيه ببرود


\~
داخل غرفة آني



جالسة على سريرها و على وجهها علامات الإرهاق و الانزعاج , فكرت بنفسها في حنق : هذان الاثنان كالأطفال تماماً , كم هما مزعجان – أكملت و شعوراً بالضيق يخترق
روحها – لماذا لا أشعر بـ كاي .. ما يريحني أنني على ما يرام إذا فهو كذلك , و لكن لماذا لا أستطيع قراءة أفكاره

وقفت و هي تصرخ : هل يُعقل ؟

عادت لتجلس مكملة تفكيرها : أجل لهذا لا أستطيع التواصل معه , لابد أنه بعيد عني بكثير , ربما خارج المدينة , لا .. لا أظن .. ربما خارج القارة كلها ..! , هل ذهب لرؤية جوان
؟!

انتابها من الحماس ما جعلها تقفز من السرير و تبتسم بخبث ناظرة لباب غرفتها , سأوقف هذين الاثنين عند حدهما , سأصاب بالمرض بسببهما .

فتحت الباب و قد ارتسمت على وجهها إمارات الغضب

و بهذا تكون المرة الثانية التي تخرج فيها من حجرتها طوال هذه الفترة

نظرت لهما بحدة و قالت ببرود : لا يعني أن كاي ليس هنا أن تتحولا لطفلين يعشقان الشجار

أشاح راي بوجهه في غضب بينما ظل ليو ينظر لها ببرود

وقعت عينا راي على ليو فـ يجز على أسنانه قائلاً بغضب مكتوم : لا تنظر إليها يا هذا

همس ليو : ابنة عمي

هنا انفجر راي : لم أعد أتحملك أبداً , ماذا يعني أنها ابنة عمك ؟! , إنها حبيبتي

أمسك بملابسه قائلاً بفحيح الغاضب : و عندما أقول أبعد عينيك عنها فعليك أن تفعل

احمر وجه آني لهذه المشاجرة و سقط رأسها على صدرها خجلاً , لكنها رفعته فجأة و قد تبخر الخجل

لو ظلت مكانها فستقوم الحرب العالمية الثالثة هنا

و لكنها بدأت بالفعل فقد هجم ليو على راي هاتفاً : ليست حبيبتك أيها الصعلوك التافه

لكمه ليو ليرد له راي اللكمة و يقفز فوقه موقعاً أحد المقاعد جانباً

ظلا يتدحرجان على أرضية الصالة و آني تراقبهما مذهولة

ثم صرخت : توقفـا .. كفــى

لم يستمعا إليها فقفزت بينهما بتهور , محاولة التفريق بين هذا اللحام البشري و لكن عبثاًَ كانت تفعل ..



__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!