10-09-2010, 12:38 AM
|
|
[ على بعد عدة شوارع من الشقة و بالقرب من الجامعة .. الساعة الرابعة ظهراً ]
واقفة بالقرب من إحدى الأشجار تضرب الأرض بقدمها في تذمر و هي تضع يديها في جيبي ذلك المعطف الجينز الذي يصل حتى منتصف فخذيها و يبرز من تحته بنطال من الجينز الفاتح
تأففت بداخلها : لقد تأخر كثيراً , ذلك الماكس ! .. و لكن أين ذهب ؟
زفرت لتسمع صوته اللاهث : أعتذر على التأخر و لكن كان المتجر مزدحماً
التفتت إليه و عقلها يتساءل : متجر ..!!
قدم لها كوباً من القهوة الساخنة و هو يبتسم تلك الابتسامة العذبة هامساً : لابد أنكِ تشعرين بالبرد .. مثلي
أخذت منه الكوب و ارتشفت منه لترتسم على محياها ابتسامة تعبر عن حنينها لتلك الأيام
رفعت نظرها إليه و هي تحاول أن تتخيل أن من يقف أمامها هو ليو نفسه
ارتبك ماكس من نظراتها و قال بقليل من الانزعاج و القلق في آن واحد : ماذا هناك ؟
تجمعت الدموع في عينيها لتغمض جفنيها بشدة و تقول و هي تستند على جذع الشجرة : لا شيء .
أصرّ قائلاً : بل هناك شيء
رمت بكوب القهوة أرضاً صارخة به : قلت لا شيء .. لا شأن لك بي
و انطلقت مبتعدة عنه , ليرمي هو الآخر قهوته و يمتزج السائلان و تلك الأبخرة الساخنة تتجمد كأنفاسهما الباردة
استطاع أن يلحق بها و يحتضنها من الخلف ليوقفها , أسند رأسها على كتفها هامساً بأذنها في صوتٍ خدرها تماماً : أخبريني روكسان ماذا يحدث معكِ ؟! , افتحي قلبكِ لي , لا تعذبيني بتلك النظرات الحزينة .. أرجوكِ
خانتها قدماها لتجلس أرضاً و يجلس هو معها
و بدأت البكاء , أطلقت لدموعها العنان
ازداد ماكس من شد ذراعيه حولها ماسحاً على شعرها بحنان
توقفت روكسان عن البكاء لتصيبها حالة من الغياب عن العالم
لم يكن فقداناً للوعي و لكن كأنما شردت بعمق , لتمشي مع ماكس حتى يصلان للشاطئ
و هناك يجلسان على رماله الدافئة وسط ذلك الجو البارد
أسندت روكسان رأسها على كتف ماكس و هي تقول : رالف سيقتله إن حاولت الحديث معه حتى , لا يسمح لي بفعل ما أشاء أبداً
يتحكم بحياتي و كأني آلة مصممة لكي تنفذ الأوامر بلا مشاعر أو أحاسيس
ليس لدي لا حياة و لا أحلام خاصة
و عندما أحببت
عندما وجدت الصدر الذي أختبئ فيه عن كل ذلك
أخذه مني , أجبرني على تركه
بدأت البكاء مرة أخرى و هي تقول : تركته حتى لا يموت و لكنه لا يفهم ذلك ..
مازالت نظرته الباردة الحاقدة تطاردني في أحلامي
مازال طيفه يتجاهلني في خيالاتي
مازالت كلماته الجافة ترن في أذني
أريد أن أعود إليه
أريد حياة دافئة مـاكس
لا تتركني , لا تجعل رالف يؤثر عليك كما فعل بي
بـل ..
ابتعد عني أرجوك , ابتعد ..
اتركني في ذلك العالم البارد و عش حياتك
صدقني ماكس , ستتعذب معي كثيراً إن بقيت على هذه الحال
لم يمهلها ماكس لتكمل سبها و احتقارها لنفسها و ذاتها و حياتها بل رفع وجهها و قبلها لتتسع عينا روكسان بشده , حاولت الابتعاد و لكنه لم يسمح لها أبداً
باءت محاولاتها بالفشل لتستمر تلك القبلة طويلها و يتركها ماكس ليأخذ نفساً قائلاً بحزم : لن أتركك أبداً روكسان , مهما فعلتِ
ضمها إلى صدره مردفاً بهمس : سأبقى بجواركِ دائماً Will you hold me now Hold me now My frozen heart
I'm gazing from the distance and
I feel everything pass through me
I can't be alone right now
Will you hold me now Hold me now My frozen heart
I'm lost in a deep winter sleep
I can't seem to find my way out alone
Can you wake me [ استراليا .. الساعة الآن السادسة مساءً , متنزه قريب من شركة جوان ]
كانت جالسة على أحد المقاعد ممسكة بكوبٍ من القهوة الساخنة
اكتست بعض الحمرة وجنتيها و كذلك أنفها من برودة الجو
عضت على شفتيها حتى تمنع دموعها من الانهمار مجدداً , على الرغم من مضي أكثر من ست ساعات
على رحيله إلا أنها لم تتوقف عن البكاء إلا منذ أقل من الساعة
و لا تريد السماح لتلك الدموع الخائنة بالفرار من سجن رموشها مجدداً
أطبقت جفنيها بشدة
لتسمع خطوات هادئة تقترب منها و صوتُ قلق هتف باسمها : جـوان
رفعت وجهها إليه و في عينيها تلك النظرة الحزينة لتتغير فوراً لنظرة استنكار عندما رأت محدثها ..! you're so sick of looking at that cage that you're throwing it away
Without ever looking back again
That throbbing beat takes your breath away
And you kick open that window and take off
You said if you could run, you would obtain it
You're tempted by that distant, distant voice
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |