![قديم](stylev1/statusicon/post_old.gif)
10-09-2010, 12:45 AM
|
|
[ أحد أحياء نيويورك المتواضعة .,| السابعة مساءً ]
توقفت تلك السيارة السوداء أمام أحد بنايات ذلك الحي , ليخرج منها شاب ذو شعر أحمر و عينين زرقاوات ذو نظرةٍ باردة و توجه للصندوق الخلفي للسيارة ليخرج منه حقيبتين كبيرتين
وقف بجواره شاب مماثل له في الملامح ليحمل أحج الحقائب و يتولى الأول حمل الأخرى
دقائق و كانا أمام الشقة التي بالدور الرابع
ترك الأول الحقيبة و أخرج من جيبه مفتاحاً و بمجرد أن فعل حتى فتح الباب لترتمي تلك الفتاة ذو الشعر البني و العينين الزرقاوات الفاتحة بنفسها بين ذراعيه هاتفة بسعادة : نـــاي و أخيـراً عدت
شد نايجل ذراعيه حولها و قبلها قبلة سريعة قائلاً بابتسامته الحانية : أخيراً
خرجت إيف من الشقة ناظرة لأبيها و أمها ثم لذلك الشاب الآخر الواقف بجوار والدها
ليتفنن الذهول في رسم ملامحه على وجهها البريء
وجهت سبابتها إلى أنجل قائلةً بهتاف عالي : أمــي .. لقد انقسم أبي !!
ابتسم أنجل بحنو و انحني ليحمل إيف قائلاً بحزن مصطنع : ماذا ؟ أنا انقسام لوالدكِ أيتها الصغيرة – أشار
لوجهه الشاحب ثم لوجه نايجل مكملاً – ألا ترين أننا لا نشبه بعضنا أبداً
أخذ نايجل إيف من أنجل قائلاً بابتسامة واسعة : ألا ترى أننا انقسام خلايا واحد !
ضحك أنجل ليدخل هو و نايجل حاملاً إيف إلى الشقة بينما جاء الدور على جيسي لتقف مشدوهة خارج الشقة ناظرة لظهر أنجل
فكرت بنفسها بتعجب : أ هذا أنجل ؟! .. مازال شاحباً و لكنه أكثر حيوية !
دخلت و قبل أن تغلق الباب فاجأها نايجل بأن أمسكه قائلاً : عذراً حبيبتي لكن علي الذهاب الآن , أتيت بـ أنجل إلى هنا , أريه غرفته و جهزي له طعاماً من طبخك اللذيذ
سألته باستنكار : أنت ذاهب ؟!
قبلها مرة أخرى مردفاً : لدي عمل , انتبهي لنفسك و للجميع
ثم خرج تاركاَ إياها تشتعل في مكانها و على وجهها علامات الغضب
التفتت لتجد أنجل يراقبها فاحمر وجهها خجلاً منه ثم قالت بتوتر : سأجهز الطعام فوراً , لابد أنك جائع
نظرت لتجد إيف جالسة بجواره فأكملت : إيف تعالي هنا عزيزتي لا تزعجي – صمتت لهنيهه قبل أن تستدرك و قد سقطت خصلات شعرها البني على عينيها : عمك
أسرع أنجل بقوله : دعيها تبقى معي
ابتسمت جيسيكا في ارتباك قائلة بلهجة اعتذار: صدقني ستزعجك -أكملت في صرامة-إيف تعالي
جفلت إيف و ازدردت ريقها كأنها تعلم عواقب تلك النبرة جيداً
شرعت في التحرر من حضن أنجل لها لكنها فشلت ، حاولت بقوة أكبر لتثير ضحك أنجل الذي نهض واقفاً حاملاً إياها
قائلا بفتور أقرب للامبالاة : أين غرفتي ؟
أجابت جيسي و هي تصر على أسنانها :سأدلك بعد أن تدع إبنتي
اعترض أنجل ببرود:إنها ابنة أخي أيضا
نظرت له جيسي بحقد بينما قلبها يحترق لوجود إيف بين يديه
ابتسم أنجل في البداية لأنه نجح في إثارة أعصابها ليتلاشى مرحه بعد رؤيته لتعابير الألم و هي ترتسم على وجه جيسي لثوانٍ
ترك الصغيرة لتجري نحو أمها و تحتضنها تلك الأخيرة مجهشة بالبكاء ، كأن إبنتها عادت من بين يدي الموت
غادر أنجل الصالة هارباً من صوت بكائها ، فتح أول غرفة قابلته ليخرج منها على الفور بأنفاس لاهثه مفكراً : لابد أنها غرفتهما
ليدخل أخرى بدون أن يهتم لما تحتوي
استند على الباب قبل أن ينزل ببطء جالساً على الأرضية الباردة ،ضم ركبتيه إلى صدره و وضع رأسه بينهما في صمت
"و ما زال شبح الماضي يطارده" /~ في الجانب الآخر
نستطيع رؤية ملامح الحنق على وجهه بسبب الزحام ،ضرب المقود بيده ثم مال بظهره للخلف كنوع من تهدئة النفس
أخذ يفكر باتصال والده الغريب
و من طلبه الأغرب محدثا نفسه :" لماذا يتصل بي الآن و قد توعدني آخر مرة أنه سيتصل بي فقط لطردي ، أنا
لم أفعل أي شيئ إلى الآن ليعاقبني..! ، من الصعب التخمين فيم يفكر ذلك الرجل ؟! "
أمال رأسه لليمين قليلاً و هو يحرك قدميه في تذكرٍ واضح , كم يتمنى لو أنه مع جيسيكا الآن
قطب حاجبيه متسائلاً بنفسه : " لماذا طلب أبي ألا أخبر أحداً أني وصلت ..؟ و خاصة كاي ؟!!
هل الاجتماع خاص به أو بأني ؟!.. أو ربما بكلاهما ؟ لكن في أي أمر يا ترى ؟ الشرائح أم آخر مصيبة قامت
بها تلك الفتاة المتهورة ؟! "
قطع أفكاره صوت أبواق السيارات تدعوه للتحرك
حدث نفسه متأففا :ليتني أخذت طائرة خاصة توصلني على سطح مبنى المنظمه -تنهد مكملا - كان علي الذهاب بـِ أنجل إلى المنزل أولاً ، أتسائل : ماذا يفعل الآن ؟! [ نيويورك .,| شقة آني ~ الساعة السابعة و النصف ]
مال راي على أذن آرثر هامساً : اذهب أنت الآن و أحضر ما نحتاج إليه ثم أذهب أنا و أحضر الأصدقاء
ظل أرثر مستمعا إليه بصمت ليجيب بمكر : و لم لا نذهب معا لنختصر الوقت ؟!
ألقى راي نظرة سريعه على ليو الجالس أمام التلفاز يقلب قنواته بملل ظاهري ليقول باستياء و بنبرة خافتة :كلا لن أترك آني مع هذا الوغد
أطلق آرثر ضحكة عالية قبل أن يقول بصوت عال ساخراً : أحمد الله أنني لست والد
بتر عبارته لينهض متجاهلا النظر ناحية ليو ، محدثاً راي : لك ما أردت
حينها نظر راي لـِ ليو التي غرقت ملامحه في الظلام فجأة و لـِ آرثر الذي خرج من الباب صافقاً إياه في غضب غير مبرر له ..!
لمعت عينيه ليقول في نفسه : هناك امر ما متعلق بوالد ليو
هز رأسه ليبعد تلك الأفكار عنه و ينظر لباب غرفة آني مبتسماً لتأخذه قدماه إليه و يطرق الباب و يدلف للداخل قبل أن يؤذن له
اتسعت ابتسامته و أشار لها : أما زلت تتحدثين معها ؟
أومأت له ليجلس و على شفتيه ابتسامة راحه و عقله يأخذه لعدة أيام مضت
عندما تحدث مع آني أول مرة بعد ما أفاقت من غيبوبتها \~ علامات التعب و الإرهاق مرتسمة على وجهها و مع ذلك في عينيها إصرار غريب على رؤيته
هكذا رأى أو ربما هكذا أخبرته عينيها ..
وضعت يدها فوق يده ليقول راي بهمس : صدقيني آني أنا لا
أخرجت هسيساً من بين شفتيها ليترك لها المجال للحديث فتبدأه قائلة : رين أخبرتني كل شيء
اتسعت عينيه دهشة لتكمل آني : شعرت بصدقك راي , كنت أعلم أنك لم تكذب علي
أراد أن يقاطعها و لكنها لم تسمح له و هي تردف و قد شاب الألم نبرتها : لم أكن أتوقع أن أخرج من تلك المهمة الانتحارية على قيد الحياة , لذا لم أكن أريد أن أربطك بي أكثر , كانت تكفيني تلك اللحظات التي أمضيتها معك .. حتى لو كنت فاقدة للذاكرة و لا أعلم ما طبيعة مشاعري نحوك في السابق
هنا بدأت تسعل بشده ليدخل آرثر و يُخرج راي و يبقى هو و كاي معها بالغرفة ~/
ابتسم و هو يتوق شوقاً لرؤية رين مع آرثر , يشعر أن كل مشاعره السلبية تجاه رين اختفت
شعر ببعض الحزن و هو يفكر : ربما لأنها تحبني كثيراً أرادت أن أكون سعيداً – ابتسم بأمل – لكني أيضاً
سأحرص أن تكوني سعيدة يا رين
- هيي أنت أيها الأبله , لم تبتسم كالحمقى ؟!
رمقه راي ببرود و زم شفتيه بأسف و كأنه يرى مجنوناً لا يؤخذ على كلامه قبل أن ينهض ليدخل لغرفة آني مرة أخرى و لكن ليو أمسك بقميصه من الخلف و سحبه
حاول راي التحرر ليتمزق القميص بيد ليو و تبدأ معركة أخرى بينهما . . .
__________________ أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!![550982955](images/smilies/smiles/550982955.gif) |