عرض مشاركة واحدة
  #213  
قديم 10-09-2010, 12:45 AM
 
[ أحد أحياء نيويورك المتواضعة .,| السابعة مساءً ]

توقفت تلك السيارة السوداء أمام أحد بنايات ذلك الحي , ليخرج منها شاب ذو شعر أحمر و عينين زرقاوات ذو نظرةٍ باردة و توجه للصندوق الخلفي للسيارة ليخرج منه حقيبتين كبيرتين

وقف بجواره شاب مماثل له في الملامح ليحمل أحج الحقائب و يتولى الأول حمل الأخرى

دقائق و كانا أمام الشقة التي بالدور الرابع

ترك الأول الحقيبة و أخرج من جيبه مفتاحاً و بمجرد أن فعل حتى فتح الباب لترتمي تلك الفتاة ذو الشعر البني و العينين الزرقاوات الفاتحة بنفسها بين ذراعيه هاتفة بسعادة : نـــاي و أخيـراً عدت

شد نايجل ذراعيه حولها و قبلها قبلة سريعة قائلاً بابتسامته الحانية : أخيراً

خرجت إيف من الشقة ناظرة لأبيها و أمها ثم لذلك الشاب الآخر الواقف بجوار والدها

ليتفنن الذهول في رسم ملامحه على وجهها البريء

وجهت سبابتها إلى أنجل قائلةً بهتاف عالي : أمــي .. لقد انقسم أبي !!

ابتسم أنجل بحنو و انحني ليحمل إيف قائلاً بحزن مصطنع : ماذا ؟ أنا انقسام لوالدكِ أيتها الصغيرة – أشار
لوجهه الشاحب ثم لوجه نايجل مكملاً – ألا ترين أننا لا نشبه بعضنا أبداً

أخذ نايجل إيف من أنجل قائلاً بابتسامة واسعة : ألا ترى أننا انقسام خلايا واحد !

ضحك أنجل ليدخل هو و نايجل حاملاً إيف إلى الشقة بينما جاء الدور على جيسي لتقف مشدوهة خارج الشقة ناظرة لظهر أنجل

فكرت بنفسها بتعجب : أ هذا أنجل ؟! .. مازال شاحباً و لكنه أكثر حيوية !

دخلت و قبل أن تغلق الباب فاجأها نايجل بأن أمسكه قائلاً : عذراً حبيبتي لكن علي الذهاب الآن , أتيت بـ أنجل إلى هنا , أريه غرفته و جهزي له طعاماً من طبخك اللذيذ

سألته باستنكار : أنت ذاهب ؟!

قبلها مرة أخرى مردفاً : لدي عمل , انتبهي لنفسك و للجميع

ثم خرج تاركاَ إياها تشتعل في مكانها و على وجهها علامات الغضب

التفتت لتجد أنجل يراقبها فاحمر وجهها خجلاً منه ثم قالت بتوتر : سأجهز الطعام فوراً , لابد أنك جائع

نظرت لتجد إيف جالسة بجواره فأكملت : إيف تعالي هنا عزيزتي لا تزعجي – صمتت لهنيهه قبل أن تستدرك و قد سقطت خصلات شعرها البني على عينيها : عمك

أسرع أنجل بقوله : دعيها تبقى معي

ابتسمت جيسيكا في ارتباك قائلة بلهجة اعتذار: صدقني ستزعجك -أكملت في صرامة-إيف تعالي

جفلت إيف و ازدردت ريقها كأنها تعلم عواقب تلك النبرة جيداً

شرعت في التحرر من حضن أنجل لها لكنها فشلت ، حاولت بقوة أكبر لتثير ضحك أنجل الذي نهض واقفاً حاملاً إياها

قائلا بفتور أقرب للامبالاة : أين غرفتي ؟

أجابت جيسي و هي تصر على أسنانها :سأدلك بعد أن تدع إبنتي

اعترض أنجل ببرود:إنها ابنة أخي أيضا

نظرت له جيسي بحقد بينما قلبها يحترق لوجود إيف بين يديه

ابتسم أنجل في البداية لأنه نجح في إثارة أعصابها ليتلاشى مرحه بعد رؤيته لتعابير الألم و هي ترتسم على وجه جيسي لثوانٍ

ترك الصغيرة لتجري نحو أمها و تحتضنها تلك الأخيرة مجهشة بالبكاء ، كأن إبنتها عادت من بين يدي الموت

غادر أنجل الصالة هارباً من صوت بكائها ، فتح أول غرفة قابلته ليخرج منها على الفور بأنفاس لاهثه مفكراً : لابد أنها غرفتهما

ليدخل أخرى بدون أن يهتم لما تحتوي

استند على الباب قبل أن ينزل ببطء جالساً على الأرضية الباردة ،ضم ركبتيه إلى صدره و وضع رأسه بينهما في صمت

"و ما زال شبح الماضي يطارده"



/~ في الجانب الآخر

نستطيع رؤية ملامح الحنق على وجهه بسبب الزحام ،ضرب المقود بيده ثم مال بظهره للخلف كنوع من تهدئة النفس

أخذ يفكر باتصال والده الغريب

و من طلبه الأغرب محدثا نفسه :" لماذا يتصل بي الآن و قد توعدني آخر مرة أنه سيتصل بي فقط لطردي ، أنا

لم أفعل أي شيئ إلى الآن ليعاقبني..! ، من الصعب التخمين فيم يفكر ذلك الرجل ؟! "

أمال رأسه لليمين قليلاً و هو يحرك قدميه في تذكرٍ واضح , كم يتمنى لو أنه مع جيسيكا الآن

قطب حاجبيه متسائلاً بنفسه : " لماذا طلب أبي ألا أخبر أحداً أني وصلت ..؟ و خاصة كاي ؟!!

هل الاجتماع خاص به أو بأني ؟!.. أو ربما بكلاهما ؟ لكن في أي أمر يا ترى ؟ الشرائح أم آخر مصيبة قامت
بها تلك الفتاة المتهورة ؟! "

قطع أفكاره صوت أبواق السيارات تدعوه للتحرك

حدث نفسه متأففا :ليتني أخذت طائرة خاصة توصلني على سطح مبنى المنظمه -تنهد مكملا - كان علي الذهاب بـِ أنجل إلى المنزل أولاً ، أتسائل : ماذا يفعل الآن ؟!



[ نيويورك .,| شقة آني ~ الساعة السابعة و النصف ]

مال راي على أذن آرثر هامساً : اذهب أنت الآن و أحضر ما نحتاج إليه ثم أذهب أنا و أحضر الأصدقاء

ظل أرثر مستمعا إليه بصمت ليجيب بمكر : و لم لا نذهب معا لنختصر الوقت ؟!

ألقى راي نظرة سريعه على ليو الجالس أمام التلفاز يقلب قنواته بملل ظاهري ليقول باستياء و بنبرة خافتة :كلا لن أترك آني مع هذا الوغد

أطلق آرثر ضحكة عالية قبل أن يقول بصوت عال ساخراً : أحمد الله أنني لست والد

بتر عبارته لينهض متجاهلا النظر ناحية ليو ، محدثاً راي : لك ما أردت

حينها نظر راي لـِ ليو التي غرقت ملامحه في الظلام فجأة و لـِ آرثر الذي خرج من الباب صافقاً إياه في غضب غير مبرر له ..!

لمعت عينيه ليقول في نفسه : هناك امر ما متعلق بوالد ليو

هز رأسه ليبعد تلك الأفكار عنه و ينظر لباب غرفة آني مبتسماً لتأخذه قدماه إليه و يطرق الباب و يدلف للداخل قبل أن يؤذن له

اتسعت ابتسامته و أشار لها : أما زلت تتحدثين معها ؟

أومأت له ليجلس و على شفتيه ابتسامة راحه و عقله يأخذه لعدة أيام مضت

عندما تحدث مع آني أول مرة بعد ما أفاقت من غيبوبتها

\~ علامات التعب و الإرهاق مرتسمة على وجهها و مع ذلك في عينيها إصرار غريب على رؤيته

هكذا رأى أو ربما هكذا أخبرته عينيها ..

وضعت يدها فوق يده ليقول راي بهمس : صدقيني آني أنا لا

أخرجت هسيساً من بين شفتيها ليترك لها المجال للحديث فتبدأه قائلة : رين أخبرتني كل شيء

اتسعت عينيه دهشة لتكمل آني : شعرت بصدقك راي , كنت أعلم أنك لم تكذب علي

أراد أن يقاطعها و لكنها لم تسمح له و هي تردف و قد شاب الألم نبرتها : لم أكن أتوقع أن أخرج من تلك المهمة الانتحارية على قيد الحياة , لذا لم أكن أريد أن أربطك بي أكثر , كانت تكفيني تلك اللحظات التي أمضيتها معك .. حتى لو كنت فاقدة للذاكرة و لا أعلم ما طبيعة مشاعري نحوك في السابق

هنا بدأت تسعل بشده ليدخل آرثر و يُخرج راي و يبقى هو و كاي معها بالغرفة ~/

ابتسم و هو يتوق شوقاً لرؤية رين مع آرثر , يشعر أن كل مشاعره السلبية تجاه رين اختفت

شعر ببعض الحزن و هو يفكر : ربما لأنها تحبني كثيراً أرادت أن أكون سعيداً – ابتسم بأمل – لكني أيضاً

سأحرص أن تكوني سعيدة يا رين

- هيي أنت أيها الأبله , لم تبتسم كالحمقى ؟!

رمقه راي ببرود و زم شفتيه بأسف و كأنه يرى مجنوناً لا يؤخذ على كلامه قبل أن ينهض ليدخل لغرفة آني مرة أخرى و لكن ليو أمسك بقميصه من الخلف و سحبه

حاول راي التحرر ليتمزق القميص بيد ليو و تبدأ معركة أخرى بينهما . . .
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!