عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-13-2010, 03:59 AM
 
Unhappy أمــــــــــــ يائـــــسه ـــــــــــــــواج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أمــــــــــواج يائـــــــــــــــــسه

كانت تراقب أمواج البحر و هي تقترب و تبتعد....تدغدغ رمال الشاطئ و تلمع بقلبها أطياف من آمال ... حفظت صوتها شكلها ....لونها....طقسها...و كل سمكة تمر فيها....ملت منها...من شخص أصبح جمادآ يراقب البحر بجمود و صمود...تخنقها الوحدة و لا مفر منها ....تتلاعب النورس حولها...فلم تعد بشرآ ليخافوا منها فهي أشبه بصخور تلك الجزيرة الجامدة...مازالت تتراقص أمامها تلك الحادثة...صراخ...غرق...إنعدم كل شيئ و لم يبق غيرها...تعلم الآن أنها وحيدة و الأكثر من هذا يتيمة و أن ما من أحد يستجيب لصراخها المكتوم في هذه الجزيرة المهجورة...أحبت الوحدة كثيرا أما الآن فهي تكرهها...تمقتها...صرخت بكل ما لديها من صوت ساكن فصدى الصوت
في عروقها...كم شعرت بالقشعريرة و بالوحدة في ظلام لا يخترقه سوى همس من ضوء القمر و ما زالت جامدة فوق رمال الشاطئ الدافئة تراقب البحر علها ترى أثرآ لإنسان...لكائن حي ينقذها يخلصها من شبح الوحده...تركت خصلات شعرها لتلعب بها الرياح ووجهها ليترطب بملوحة البحر و عينيها لتختلط دموعها برطوبته...نظرت إلى الدنيا بألوانها و معانيها ماتوا و تركوا لها ثروات ما زالت ملقاة على الشاطئ لكنها لا تريدها...تريد فقط حضنآ دافئآ يؤويهها...أذنا تستمع إليها...أعينآ تنظر إليها...أرادت عائلتها...أرادت أن تغوص في وحشة هذا البحر أن تغرق في أعماقه مع من أغرقه...و مازالت تجلس أمامه تنتظر و تنتظر فلم يدخل الياس إلى قلبها ....ترى الايام على أنها سنين ...تشرب من مائه فتحترق أمعاؤها...تأكل من شجر و قد و دعت ثمراتها لدخول الشتاء القاسي....و هربـت الأسماك عنها و مازالت أمام ذالك البحر تقشعر من برودة رياحه...صوته...و هو يتحدث إليها **أنت قوية و شجاعة** لكنها الآن ما عادت تقوى على البقاء فالبرد نخر عظامها و الجوع الصق بها جلدها ...و شفتاها المتوردتان إصطبغت بالزرقة ...تجمدت أطرافها...و طقطقت أسنانها...و لم يعد دم أو دفئ يجري في عروقها همس لها البحر حين رءاها تستسلم ** توقفي هنالك سفينة قادمة ** إبتسمت إبتسامة فيها أمل مكتوم...سقطت على رماله التى غدت باردة و رأت أمامها السفينة تقترب و تقترب و نور الأمل يتسلل إلى قلبها... لكنها لم تقوى على الوصول إلى غايتها...إقتربت السفينة أرادت أن تنادي بأعلى صوتها **أسرعوا ** لكن لم يبقى لها صوت و فضلت الإستسلام....هاج الموج و بدأ يعلو أمامها...أغمضت عينيها بهدوء أمام أكبر موجة قائلة بصوت شاحب ** لقد تأخرتم كثيرآ ** ...و نامت إلى الأبد نومآ لا إستيقاظ منه لأن الموت مصير كل من كان في السفينة الغارقة ....لحقت ببقية ركاب السفينة الغارقة...كما زارهم الموت ها هو يزورها...أسرع ركاب السفينة القادمة فلم يروا سوى جثة هامدة و لم تعد الجثة الوحيدة على شاطئ هذه الجزيرة.

أتمنى أن تعجبكم
رد مع اقتباس