حقائق لم تكتشف
الجزء الثاني

فتحت عينيها الخضراوين ببطء شديد جالت بنظرها في الغرفة لترى سوادا مطبقا ،،
حاولت تحريك يدها لكنها كانت مربوطة بحبل متين
حاولت تحريكها مرارا لكن لاجدوى حركت شفتيها قائلة: لمَ أنا مربوطة هكذا !! ومن الذي ربطني ،،
والأهم من هــذا كله كيف وصلت إلى هنا !!
سمعت وقع أقدام في الممر ،،ومع كل وقعة تزداد نبضات قلبها ،،
بدأ الصوت بالتلاشي تدريجيا ،،أخذت نفسا عميقا ثم قالت : كان ذلك وشيكاً،،
حاولت الوقوف بصعوبة وأخيرا نجحت ،،
رفعت بصرها إلى الأعلى لكن لم تجد شيئا مختلفا ،،سواد مطبق

نظرت إلى الجهة الأخرى لترى فتحة يشع منها النور ،،
تقدمت إلى الضوء لتجد نافذة صغيرة ،، ارتسمت ابتسامةعلى شفتيها ،، لكن سرعان ماتلاشت عندما رأت القفل عليها ،،تنهدت ،، ثم قالت بيأس : خُطفت !! هل هناك حظ أسوأ من حظي العاثر ،،
رفعت رأسها إلى الأعلى ثم صرخت قائلة : نيك ،، أين أنت تعال ساعدني ،،!!
فتح الباب ليدخل منه رجل ضخم الجثة تقدم من ريكا ثم قال : هيه أنتِ ؟؟ ماسبب كل هــذا الصراخ !!
رجعت خطوتان إلى الخلف ،،ثم قالت بخوف : من تكون !!
الرجل بمكر : لايهم أن تعرفي من أكون !! لأنك ستفقدين حياتك آجلا أم عاجلا !!\
اعتلى الخوف ملامح وجه ريكا قالت بصوت مرتجف : عـ،،على ماذا تنوون !!
أخرج الرجل سكينة من جيب بنطاله الأسود ولوح به أمام وجه ريكا ثم قال : برأيك ؟؟ على ماذا ننوي !!
لم تعد قدما ريكا قادرة على حملها ،، فوقعت أرضا !!
وهي تنظر إلى ذلك الرجل بخوف ،،


مازال الهاتف يرن بدون توقف امتدت له كف أحدهم ضغط الزر الأخضر ثم قربه ناحية أذنه ،،
،،: لاجديد !
تسلل صوت خفيف تغطيه لهجة الخوف إلى أذن نيك : سيدي عليك العودة إلى المنزل حالا ،،لقد أغمي على السيدة جوليا الآن !!
وقف نيك بسرعة مما أدى لرجوع الكرسي للخلف قليلا قال بانفعال : لماذا ؟؟ مالذي حدث لها ؟؟ ثمَ ،، من تكونين !!
ازدادت نبرة الخوف بصوتها : لاوقت ،، لاأستطيع أن أخبرك بالهاتف عد إلى المنزل الآن !!
أغلق نيكولاس الهاتف بسرعة ،، ثم نظر إلى ذلك الرجل الجالس أمام شاشة الحاسوب
قال بانفعال : أبي سأرجع إلى المنزل الآن !! والدتي أغمي عليها !!
السيد ليون بتركيز : اذهب !!
نيك باندهاش : أبي والدتي أغمي عليها
السيد ليون بعصبية : أعلم هذا ،، أخرج من هنا ،، دعني أركز على عملي !!
ضرب نيك بقدمه على الأرض ثم خرج من الغرفة بسرعة ،،
فتح السيد ليون درج مكتبه ثم أخرج منه ملفا ،، بعدها بدأ بعمله !!


قلبت ماندي الغرفة مشيا يمينا وشمالا !!
ضربت كفها بكفها الآخر ثم قالت بضيق : لمَ تاخر هكذا ؟؟
فُتح الباب بقوة ليدخل منه نيكولاس بسرعة نظر إلى ماندي ثم قال : أين والدتي !!
ماندي : نقلها الخدم إلى غرفتها بالطابق العلوي !!
صعد نيك الدرج بسرعة وخلفه ماندي التي كانت تفكر بكيفية شرح الأمر لنيك ،، هل تقول بأن ريكا اختطفت ولهذا أغمي على والدته أم تكذب عليه وتدع الأمر للشرطة ليخبروه بأن ريكا اختطفت !!
غاصت ماندي بدوامة من الأفكار ،، فتح نيك باب غرفة والدته ثم قال بانفعال : أمــي !!
نهضت ساندي من جانب السيدة جوليا ليحتل نيك مكانها بسرعة ،،وضع كفه على جبين والدته ثم قال : لمَ لم تستدعيا لها الطبيب !!
ساندي بقلق : استدعيناه ،، وهو بالطريق الآن إلى هنا !!
نظر نيك إلى الساعة المعلقة على الحائط ثم قال : أسرع ،،أرجوك ،،
حول نظره إلى ماندي وساندي ثم قال : بالمناسبة مالسبب الذي جعل والدتي تفقد وعيها من أجله !!
نظرت ساندي إلى ماندي وكذلك ماندي ،، أومأت ساندي بلا ،، نظرت ماندي إلى نيك ثم قالت : هي ،، السيدة جوليا فقدت وعيها بسبب ،،لأن،،
نيك بقلق : ماذا ؟؟!!
ماندي بصعوبة : لأن ،، ريكا ،، ريكا ،،
أغمضت عينيها ولم تستطع الإكمال !!
نيك بخوف :مالذي حصل لريكا أخبراني !!
أخذت ساندي نفسا ثم قالت : هــذا لأن ريكا اختــطـ،،



دخل من الباب رجل يرتدي بذلة عمل مع جاكيت طوييل باللون الأبيض ،، ويحمل بيده حقيبة ،،
وقف نيك ثم قال : حضرة الطبيب !!
بدأ الطبيب بعمله ،، أما ساندي وماندي قد خرجتا من الغرفة !!
تنهدت ماندي بارتياح ثم قالت بقلق: ياويلي ،، لم أعرف كيف أخبره !!
اتخذت ساندي وضعية التفكير ثم قالت : اسمعي الأفضل أن لايعلم بالأمر منا !! مفهوم !!
ماندي بتعجب : ولكن لماذا ؟؟
ساندي : لن نعرف كيف ستكون ردة فعله حينها !! لاتنسي بأنها أخته ،، وقد تكون الصدمة كبيرة عليه آن ذاك !!
تنهدت ماندي ثم قالت : معك ألف حق !!
رن هاتف ساندي أخرجته من حقيبتها نظرت إلى الشاشة ثم قالت باستغراب : منزل تينا !!
ضغطت زر الرد قربت الهاتف ناحية أذنها ثم قالت : مرحبا ،، من المتكلم !!
تسلل إليها صوت إمرأة باكية كانت تقول : أرجوك عزيزتي ،، تعالي إلى هنا حالا ،، تينا حالتها غير طبيعية ،،
لم تستطع السيدة إكمال كلامها ،، فالتزمت البكاء
أمسكت ساندي الهاتف بكلتا يديها ثم قالت : سيدة ميليندا ،، مالذي حدث أرجوك أخبريني ،،ماذا حدث لها !!
أغلق الخط بوجهها ،،، أغلقت ساندي الهاتف ثم وضعته بحقيبتها ،، ركضت متوجهة إلى الطابق السفلي ، تبعتها ماندي قائلة : مالذي يجري !!
ساندي وهي تنزل الدرج بسرعة : اتصلت علي السيدة ميليندا وقالت لي بأن تينا حالتها غير طبيعية !! علي الذهاب إلى هناك !!
وصلت إلى الباب الرئيسي ثم إلى الشارع ،، أوقفت لها سيارة أجرة ،، التفتت إلى ماندي ثم قالت : اسمعي ،،لاتتركي نيك لوحده أرجوك !! ركبت السيارة عندما كادت أن تغلق الباب فتحته مرة أخرى ثم قالت : وإياك أن تخبريه عن الذي حصل لريكا !! مفهوم !!
ماندي : أجل مفهوم !!
أغلقت ساندي الباب ثم تحركت السيارة إلى الأمام ،، أخذت ماندي نفسا ثم دخلت إلى داخل القصر ،،
شدت ساندي على حقيبتها ثم قالت للسائق : حديقة نازاهاوا على وجه السرعة من فضلك


هــيــا لاتتصــرف كالأطفال ،،هاأنت ذا علمت بالأمر !! هل سيتغير شيء !!
كان ذلك روي الذي كان يكلم جون المتكئ على نافذة السيارة وينظر من خلالها إلى الخارج،،
استند روي على ظهر كرسي السيارة ثم عقد ساعديه على صدره وقال : اسمع ،، المسألة لاتحتاج لكل هــذا !! أنا مريض قلب ماذا في ذلك ؟؟ مرض القلب الآن أصبح شائعا ،، كالأمراض الأخرى ،، ومن السهل علاجه !!وإن كان الأمر بسبب عدم إخباري لك فقد اعتذرت إليك ،،
ابتسم ثم قال : ولاتنسى بأن المرض فيَ وليس فيك !!
مع كل كلمة كان ينطقها روي ،، كان جون يشد على كفه بقوة ،، حينها لم يستطع أن يصبر أكثر ،،
التفت على روي بغضب ثم أمسكه من حردة ملابسه وقال وهو ينظر إليه بغضب : اسمع ،،إياك وأن تستهين بالأمر مرة أخرى !! أتعرف معنى مرض قلب !!
أكمل كلامه بألم : قد نفقدك بيوم مــا ،، لاأكترث لأنك لم تخبرني بالأمر مسبقا ،، مايهمني الآن هو أنت !!
اختفت آثار الدهشة من على وجه روي ،، روي بابتسامة : اسمع جون ،، لاأكترث إن كنت سأعيش مدة طويلةأم لا !! كل ماأحاول فعله الآن العيش بهدوء !! أكمل بهدوء : حتى وإن كانت هذه أيامي الأخيرة !!
ألقى عليه جون نظراته الغاضبة ثم تركه بقوة وعاد للنظر إلى النافذة وملامح الغضب لم تختفي من وجهه !!
عدل روي ملابسه ،، ثم أراد أن يغير هذا الجو المشحون ،،وضع كفيه خلف رأسه ثم أغمض عينيه وفتح أحدهما ثم نظر لجون وقال : ياإلهي !! لقد نسيت لم آخذ الدروس التي فاتتني بالمدرسة آآه لاداعي لللقلق فلدي صديق حميم سيعطيني إياها ،، أليس كذلك ؟؟ ،،
ظل جون صامتا ،، تغيرت ملامح وجهه وبدا وكأنه قد فهم مايرمي إليه روي ،،
لم يبدي جون أي حركة ،،
،،: آآه قلبي يؤلمني ،،
التفت جون إلى روي بسرعة ،، ليراه يضحك ،، عقد جون حاجبيه ثم قال : لاتمزح معي هذا المزاح السخيف ،،
التفت عنه ثم تمتم قائلا : أخرق ،،
وضع روي كفه على كتف جون ثم قال : أرجوك لاتقلق علي ياصديقي ،، سأكون بخير ،،
أخذ جون نفسا عميقا ثم استند ،،عمً الصمت أرجاء المكان !!
إلى أن قطعه جون قائلا : آســف ،، لم أقصد مافعلته قبل قليل !!
ابتسم روي ثم قال : لابأس !! مايهم الآن هو أن نعود كما كنا ،،

ضرب جون كفه بكفه ثم قال : اتفقنا !!


نزلت ساندي من سيارة الأجرة ثم توجهت إلى المنزل المقابل للحديقة ،، ضغطت الجرس عدة مرات ،، فتح لها رجل بالعقد الخمسين من العمر يتخلل شعره الشيب ،، وقد طغى الحزن قسمات وجهه !!
فتح الباب أكثر ثم قال : تفضلي !!
دخلت ساندي ،، ثم توجهت إلى غرفة تينا بسرعة
فتحت الباب بسرعة ،، لتجد تينا جالسة على السرير حاضنة قدميها وتدفن رأسها بينهما ،،وقد كانت تنتفض بين الحين والآخر

وأمها جالسة على الكرسي بجانبها ،، متكئة بمرفق يدها الأيمن على الكرسي وواضعة كفها على عينيها ،،
توجهت ساندي إلى السيدة ميليندا ثم قالت : مرحبا سيدتي ،،
انتفضت السيدة ميليندا ثم نظرت إلى ساندي وقالت : أهلا ،،آسفة أتعبناك معنا
أومأت ساندي بلا ثم قالت : لأ ،، تسعدني مساعدة تينا وهي تمر بهذه الظروف ،،
وضعت السيدة ميليندا كفها على كف ساندي ثم قال : شكرا لك عزيزتي ،،

__________________