عرض مشاركة واحدة
  #57  
قديم 10-22-2010, 10:56 AM
 

..

اقتربْ .. اقتربْ
لاحقني كما تفعلُ مع صرصارٍ بريّ يقفزُ على أشياءكَ المنزلية
وأنتَ تزيحُ منْ طريقكَ كلَّ ذاكرةٍ ركنْاها معًا ..
ولا تبُالي..!
و أنا أركض ولا أبالي ..
ونعلكَ الأسود يلاحقُ جثتي بقسوةِ الجبناء
و لا أبالي ..!
أصلُ إلى جحري .. ويدكَ تصلُ مع جثتي
تدخلُ منزلي .. وتنام على سريري العنكبوتي
أضعُ بيوضَ الشوقَ على شفتيكَ
و لا تُبالي ..!
أعاودُ الركضَ في شارع الذكرياتِ المحطَّمة ..
على الرصيفِ آنيةٌ مكسورةٌ .. كنا قدْ نقشنا اسميْنا عليها
وهنا ساعةٌ رمليةٌ .. كنتُ قد وضعتُ عظامَ جدتي فيها
وهنا مزهرية ..
وهنا شريانٌ ممزقْ ..
وهنا دماءٌ ذهبية..!
وما زلنا نراوحُ في البقاء.. وفي اللا بقاءْ
تركضُ خلفي صوبَ جسرِ الامنياتِ الضيقة ..
تدهسكَ سيارةٌ صفراء _ لا أدري من أينَ خرجتْ _
مكتوب ٌ على ناحيتها الخلفية :
" لا تترَحمَوْا عَليْه .. البقاءُ هنَا للأضعف ! "
أتوقفُ عن الركضِ و أتأملُ أشلاءكَ المتقاذفة
آه يا سيدي ..
كمْ كنتَ قويًا كطعمِ العلقمْ
وكمْ كنتُ ضغيفًا .. كسمكةٍ من ورقْ !
لــــــ:
..