الفصل العاشر التفتت جولييت بسرعة لتلتقي بذلك الشاب صاحب الشعر البني المُحمر , نظرت إليه مطولاً ثم بعد فترة صمت قالت بغضب – من أنت لتتدخل في شؤون غيرك ؟ وضع كلتا يديه في جيب بنطاله و قال بهدوء – سألتكِ فقط لمَ هي معك , ولم أقل لنبدأ الحرب . فأجابته - إنها صديقتي , ورفيقتي بالسكن أيضاً , هل تعرفها ؟ - تقريباً . قالت متعجبة - تقريباً ؟ أعادت جولييت البطاقه إلى حقيبتها ثم أردفت – إذاً لا تحشر أنفك في شيء لا يخصك , والآن اغرب عن وجهي . ابتسم سوما ثم قال بسخرية – رائع , ما الذي أريده في وجهكِ أصلاً ؟! سوف أذهب لكن ليس لأنك طلبتي منّي ذلك , بل لأني لا أريد رؤية وجهك فقط . عضت جولييت على شفتيها بغضب , ولكن سرعان ما تجاهلت ما حدث وعادت للإبتسام بخبث , همست في نفسها " جميعكم , سترون أن تلك مجرد ماسحة أحذية " ألقت نظره على كارلا التي ما تزال على المسرح مع زيس ثم التفتت وخرجت .. ~ - أيها الأحمق, ما الذي تظن نفسك فاعلاً ؟ كيف فعلت ذلك ؟ كان ذلك هو صوت صراخ سوما الذي انبعث من غرفة كُتب على بابها 33 باللون الأسود . في الداخل كان زيس غير مبال لما يقوله سوما , خلع قميصه ثم ألقى به على الكرسي , وتوجه إلى تلك الخزانه التي امتلأت بالملابس وأخذ قميصاً آخر , كان بنفسجي اللون عاري الأكمام.. ارتداه ثم جلس على الكرسي فوق ذلك القميص الذي خلعه منذ لحظات فأردف سوما بغضب أكبر – زيس , أنا أكلمك هنا .. لا ينبغي عليك فعل مثل هذه الأمور ثانيةً . قال زيس بهدوء – لا تغضب من أجل شيء لا يستحق الغضب . - حقاً ؟ ألا يستحق الغضب حقاً ؟ ماذا إذا اخرجوا بعض الشائعات .. ثم رسم بيده مربع في الهواء وهو يردف بسخرية – زيرو يواعد فتاة أخرى بالسر .. بعد أن قال ذلك نظر إلى زيس وصرخ مجدداً – سوف تفقد شعبيتك , لا سيما أن أغلب المعجبين هم فتيات يردن مرافقتك دائماً . وضع زيس قدمه اليمنى على اليسرى وقال ضاحكاً – إذاً , أوركيدا هي أحد الفتيات اللوات يردن مرافقتي , لن يلاحظ أحد ذلك . زفر سوما بانزعاج ثم قال – حسناً حسناً إفعل ما شئت , لكن لا أريد رؤية وجهك يطلب منّي المساعدة عندما تخرج الشائعات . - لن أفعل , لأنها لن تخرج . قبل أن يقول سوما شيء آخر رن هاتفه النقال الذي كان يحمله في يده اليمنى , نظر إليه بدايةً وبعدها أجاب - مرحباً . نهض زيس من مكانه ليرتدي المعطف القصير ويخرج , ولكن قبل أن يخرج أوقفه سوما وقال بعد أن أغلق الهاتف – إنه مدير الشركة , يريد منك إكمال تمثيل المسلسل , لأننا توقفنا عن عرضه منذ أسابيع , وهذا يزعج المشاهدين . - هذا يعني أننا سنعود إلى إيطاليا ؟ - لا , بما أنه بقي لك حفلتان خلال أسبوعان فإنك ستبقى هُنا و غداً سيصل باقي الممثلين لأنه على ما يبدو هم في الطائرة الآن . - والأستوديو ؟ - لا تشغل بالك , إن استوديوهات كلاميرن في كل مكان .. ~ دخلت كارلا إلى الفندق برفقه الفتيات و قبل أن تضغط على زر المصعد استوقفهم موظف الإستقبال قائلاً - عذراً آنساتي , هل لي بدقيقه ؟ ابتسمت جولييت ثم قالت – طبعاً ماذا تريد ؟ - أريد بطاقات الهوية لأستكمل أوراقكن . فتحت كل واحده منهن حقيبتها وأخرجن بطاقات الهوية , ثم نظر الموظف إلى كارلا التي ما تزال تبحث عنها .. همست كارلا – غريب , أذكر أنها كانت في الحقيبة .!! نظرت إلى الموظف وقالت – لحظه من فضلك , ربما هي في الغرفة , سأصعد لجلبها . ضغطت على زر المصعد فانفتح بابه ودخلت , ابتسمت جولييت بخبث ثم همست لنفسها – احلمي , لن تجديها أبداً . بعد فترة عادت كارلا و علامات الخوف مرسومة على وجهها .. قالت بتوتر – لم أستطع إيجادها . فقال الرجل – ماذا ؟ أتعلمين أن بدونها لن تستطيعي السكن في أي فندق ؟ يجب أن يعلم مركز الشرطة بهذا . قالت – الشرطة ؟ لكن لمَ ؟ فأجابها – يجب أن تدفعي لبقائك هنا بدون هوية . - لكن ... قاطعتهما جولييت بعد أن أمسكت بيد كارلا ثم قالت – لا داعي لذلك سوف أتكفل أنا بدفع كل شيء . نظرت إلى كارلا ثم قالت – اصعدي أنتِ إلى الغرفة وسوف أعود لاحقاً . ذهبت جولييت برفقه ذلك الرجل , مشا معاً إلى أن ابتعدا عنهن .. قالت جولييت له بهمس – غيرت في الخطة , إنسا الأمر الآن ودع الباقي لي , أدخلت يدها في جيبها ثم أخرجت بعض من المال وأعطتهم للرجل ثم أردفت – هذه لإسكاتك فقط . أخذ المال بعد أن شكرها , ثم تركته والتفتت لكي تذهب إلى الغرفة , وعندما وصلت فتحت لها كارلا الباب ثم قالت بقلق – ما الذي حدث ؟ دخلت إلى الداخل ثم رمت نفسها على الأريكة البيضاء وفتحت التلفاز بجهاز التحكم – لا شيء يُذكر , تكلمت مع الشرطه وأعطيتهم أمراً بالبحث عن هويتك لذا لا تبالي . ابتسمت كارلا وقالت بارتياح – حقاً , أنا أشكرك .. شكراً لكِ . - لا داعي للشكر , فانا لا أريد هكذا شكر . تعجبت كارلا ثم قالت – هل تريدين أن اقدم لكِ شيئاً ما ؟ قالت بخبث – أجل , طوال إقامتنا في سويسرا ستعملين كخادمة لي . سمعت روكا ما دار من حديث بينهما لأنها كانت في المطبخ المفتوح على الصالة , فقالت بغضب موجهة الكلام لجولييت - في الأحلام , كيف لكِ أن تطلبي طلباً كهذا لها , ألا تخجلين من نفسك ؟ ما هذا الهراء .! ضحكت جولييت مطولاً وهي تقول – هذا أمر وليس طلباً , ثم إذا لم تخدمني سوف لن تستطيع النوم في الفندق , وسوف تطرد لأن الهوية ليست معها .. وجهت جولييت نظرها إلى كارلا ثم أردفت – لذا إما أن تعملي كخادمة لي , أو نامي في الشارع . صمتت كارلا لفترة لتفكر في الأمر , ولكن ليس امامها خيار سوى الموافقة , لذا وافقت على ذلك . قالت جولييت وهي تداعب أطراف خصلات شعرها التي جمعتها بين يديها – إذاً , إبدأي في العمل , أفرغي حقيبتي من الملابس وضعيها في الخزانة , بعد ذلك أعدي لي العشاء ..ولا تنسي دعوة مي وكادي إلى هنا .. انهن في الغرفة التي تقع أمامنا . أومأت كارلا برأسها إيجاباً ثم دخلت إلى الداخل لترتب أغراض جولييت , تركت روكا الشطيرة التي كانت تحملها بين يديها على الطاوله ثم تقدمت ووقفت أمام جولييت وقالت بغضب – أيتها الهمجية .! نظرت جولييت إليها ثم نهضت وصرخت – عفواً , ماذا قلتي للتو ؟ فضغطت روكا على كلماتها وهي تقول – همجيه .!! أجل أنتِ همجية , كيف تتجرئين على فعل ذلك , تستغلين طيبتها في فعل ما يحلو لكي ؟ صفعتها جولييت على خدها وهي تقول – أنتِ لا شأن لكِ في ذلك . فردت روكا إليها الصفعة وهي تصرخ – بلى , انتظري حتى أعلم الإستاذ تايلر , لن تنجي بفعلتك هذه أبداً . قفزت جولييت على روكا ليقعا أرضاً ثم قامت يشد شعرها وصرخت – قلت لكِ , لا شأن لكِ في هذا وإذا شك حتى الأستاذ في هذا صدقيني ستندمين , سوف أطلب من والدي طرد والدك من العمل , أجل ولن يرفض أبي لي طلباً . صرخت روكا بغضب أيضاً – أجل , ربما سيفعل والدك ذلك .. سيطرد شقيقه الوحيد أليس كذلك ؟ ضحكت روكا بخبث ثم أعقبت – بالطبع لن يفعل , فوالدك يحب والدي كثيراً وبطلب مني ولن يرفض أبي ذلك , ستكون شركتكم لأبي . ثم واصلت ضحكها .. فصرخت جولييت بغضب وشدت شعرها بقوه أكبر مما جعلها تتوقف عن الضحك وتتأوه ألماً فقالت جولييت – افعليها وسوف أقوم بالتسبب في تعاستك للأبد . في هذه الأثناء دخلتا كادي ومي إلى الغرفة فوجدا جولييت وروكا على هذا الحال .. فشهقت كلاهما وأسرعتا نحوهما أمسكت مي بيد جولييت اليمنى بينما كادي باليسرى وقالا معاً – جولي , ما الذي تفعلينه ابتعدي عنها . صرخت – دعاني وشأني اتركاني .!! بعد فترة قصيرة ابتعدت جولييت عن روكا وجلست مجدداً على الأريكة البيضاء ثم قالت كادي – ما الذي حدث , لمَ كل هذه العدوانية ؟ نهضت روكا من على الأرض وهي تقول – كما قلت لها قبل قليل , همجية .! تجاهلت جولييت ذلك ولم تقل أي شيء ,تمتمت في سرها "سوف ترين , وستندمين أيضاً .. " , , كان زيس نائماً على سريرة بعمق لدرجه أنه لم يستطع سماع صوت الجرس الذي يرن منذ نصف ساعة على الأقل رن هاتفه فتحرك قليلاً ومد يده ليلتقط الهاتف ثم أغلقه ورماه على الأرض وواصل النوم .. ظل سوما يضغط على زر الجرس ولكن ما من جدوى , يبدو أنه لن يستيقظ .. أعاد هاتفه إلى جيبه وهو يقول بغضب – لقد أغلق هاتفه .. ما كان يجب أن أتركه لوحده هنا . تأفف وهو يلتفت ليعود إلى المصعد .. نزل إلى الطابق الأرضي ثم توجه نحو الإستقبال وطلب منهم مفتاح للغرفة التي ينام فيها زيس . أخرج بعض الأوراق قبل أن يتكلم الرجل ويقول أن ذلك ممنوع , وقدمها للرجل ثم قال – الغرفة محجوزة باسمي وهذا هو الدليل . اطلع الرجل عليها ثم أعطاه المفتاح وعاد مجدداً إلى الغرفة , فتح الباب ليرى أن الغرفة مهملة جداً فهنا على الطاولة وضع عليها أكياس عديدة وبأنواع مخلفة من رقائق البطاطس , أما حول الطاولة تساقطت علب المشروبات الغازية , والتلفاز ما يزال مفتوحاً , تجاهل سوما ذلك وفتح باب الغرفة التي كان زيس ينام فيها وجد هاتفه الذي كان على الأرض فقام بالتقاطه .. اقترب من السرير ثم أبعد الغطاء عنه وصاح به – زيس أيها الكسول , لقد تجاوزت الثانية عشر ... ولم يتبقى على بداية التصوير سوى ربع ساعة فقط .. ظننت أنك ستكون جاهزاً لذلك لم آتي مبكراً .! فتح زيس أحد عينيه بكسل ثم تثاءب وقال – ليس الآن , دعني أنام . - ليس أمامنا متسع من الوقت , هيا انهض . - بلى , ما زال الوقت مبكراً على نهوضي . اقترب سوما منه أكثر ثم أمسك بكتفيه ورفعه عن السرير وصرخ – حقاً ؟ أرى أنك صرت مدير الأعمال بدلاً منّي .. هيا انهض وإلا طلبت أن أصبح مدير أحداً غيرك .! فتح عينيه ثم قال بلامبالاه – افعل ما يحلوا لك . بعدها عاد للتمدد على السرير ليواصل النوم .. فقال سوما – خطأي أنّي قبلت العمل مع طفل مثلك .. نهض من مكانه وتوجه نحو زاوية الغرفة حيث وضع زيس جيتاره هناك فأخذه وقال – زيس , إن لم تنهض الآن سوف أقوم بكسر الجيتار الخاص بك . فتح زيس عينه بسرعه ثم عدل وضعيته إلى الجلوس وقال بسرعة – إن أُصيب بخدش سوف تكون نهايتك . أعاد سوما الجيتار و قال – بدل ملابسك , سوف نذهب إلى زيورخ .. قال زيس بتعجب – زيورخ ؟ ألن نذهب إلى استديوهات كلاميرن ؟ - بما أننا في سويسرا لنستغل هذه الفرصة ولنصور الفيلم في مكان مشهور , شيء آخر إن الممثلة سيلفيا طلبت من المدير تكمله المسلسل هناك .. نهض من مكانه وتوجه نحو الخزانة ليخرج ملابسه ثم همس - سيلفيا ها .! رن هاتف سوما فجأه , فأخرجه من جيبه وأجاب .. أخذ زيس ملابسه ودخل إلى الحمام .. وبعد أن خرج اقترب منه سوما وأمسك بيده ثم خرج من الغرفة مسرعاً وهو يقول – لقد تأخرنا كثيراً , حتى ألبوس المتأخر دائماً عن مواعيده وصل قبلنا .! ,, جلس تايلر متمللاً على أحد الكراسي في حديقة ذلك المنزل الكبير .. جاء جون ذلك العجوز حاملاً كأس من العصير البارد ليقدمه إلى تايلر قال جون – تفضل العصير يا سيدي الصغير . تناول كأس العصير منه وهو يقول بانزعاج – توقف عن قول ذلك يا جون , لو كنت حفيد أليكسيز لما رفضت ذلك . فقال جون بتوتر – ولكن جدتك وصت زوجها بك قبل مماتها , لذا فأنت فرد من هذه العائلة حتى لو لم يكن السيد هو جدك .! لم يتحدث تايلر نظر إلى الكأس الذي كان يحمله في يده واتضحت علامات الحزن في عينيه .. فأردف جون – أنا أسف , لم أقصد .! شرب رشفه من العصير وعاد لينظر إلى جون ثم قال - لا تهتم , ألم تصل الفتيات بعد ؟! - ليس بعد . نظر تايلر إلى الساعة ثم قال – غريب , كان موعدنا في الساعة الحادي عشر , والآن تجاوزت الثاني عشر .. !! أتسائل ما الذي أخرهن إلى هذا الحد . ,, قالت بعد أن أدارت وجهها إلى الجهة الأخرى - لن أذهب . ثم جلست على الأريكه ومددت قدميها .. قالت كادي بدهشة لأنها لم تتوقع منها رفض طلب من تايلر - ماذا ؟ ألن تذهبي ؟ ولكن الأستاذ يريدنا جميعاً يا جولييت . قالت بلامبالاة - لست مجبرة على الذهاب , ولا أريد مساعدته لأني أستطيع الفوز لوحدي . دفعت مي كادي وروكا وكارلا إلى الخارج وهي تقول - حسناً , لست مجبرة , نحن ذاهبات وداعاً . قبل ان يخرجن , قالت جولييت لكارلا – عليكِ العودة قبل ان يحل الظلام , فلن أستطيع ا عداد الطعام بنفسي . انتهى , لا تنسو التعليقات |
التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 07-23-2015 الساعة 03:24 PM |