رسالة حب
الى رفيقتي:
للتخرج أينما كان طعم جميل ....له عطر خاص ولون خاص..فسني الجامعة رغم حلاوتها وطهارتها يتوجها التخرج بتاج ابهى واروع ..أما في بلدتي فكان للتخرج طعم آخر ومذاق آخر .اقرب للملح منه الى العلقم..إنصرمت سني الجامعه تعلمت خلالها الكثير .تعلمت منها كيف أكون نابليوناً وبأن هناك وقت دائما للإنتضار وعلينا به أن ننتضر ..لكني مادريت أن هذا الوقت قد يكلفني حرارتي بطولها...كما تعلمت كيف أكون ميكيافيلياً وكيف أخلق الازمات ولا يهمني كيف أطفئها ..تعلمت اشياء كثيره كنت اضنها الاسس السليمه لحياة سليمه لكن اساتذتنا بالجامعه لم يخبرونا ان الجامعه شيء وان الحياة شي آخر مختلف تمام الاختلاف ..لم يخبروني أني قد اكون عاطلاً وبلا عمل وان فرص العمل قد يطول ويطول انتضارها..
تريدين الحق يا رفيقتي ؟
ما عدت ادري شيئاً وما عدت أميز ما بين الوقاحة والصراحه وما عدت أعرف ماهي الاحلام وما هي الاطماع ..لكنني من كل ذلك عرفت شيئاً واحداً فقط وهو أني رجل :فاشل وبلا كرامه.
كنت دائماً أقول أن الحب والحياة لا يحتاجان الى كراامه وكنت اضن ان الحكمه تستلزم مني ذلك لكنني اليوم اجدها حكمة سلبية خبيثه واليوم اقول اننا بالكلام لا نستملك القلوب وإنما بكلمه واحده فقط هي كل هذا العدل في هذا العالم كلمه واحده تخرج من فم الله..
لم يكن ابي يوما عضوا سياسيا في اي حزب فقد كان فلاحا يزرع الارض ويرعى الغنم وان تشدق بالسياسه كانت هراوات المخبرين اقرب الى مؤخرته من كراسيهم .فأنا اليوم ابن الواحده والعشرين ولي في قريتي أم وأخت وإخوه وليس لدينا مردود مالي ثابت .فالامن والسلام شيئان رائعان يارفيقتي لكن اسرتي اهم عندي من كل كلامهم .لست غبياً حتى انتضر سلامهم المكلل بالاكاذيب ففلسفتهم لن ترد جوعنا ولن تسمننا لأن زعيم حزبنا لايتكلم لهجتي وفكاهاته لا تضحكني وأفكاري لا تهمه وهو رجل ثري وقدير يستطيع ان يدير الامور من دوننا جميعاً .لكني من كل ذلك وجدت رفاقا ساندوني واحبوني .وجدت بهم الامل الدافق الكبير وكيف راح يصارع كل واحدمنهم دمعة واحده ليس بالبكاء وانما بدمعه واحده هي كل هذا العجز في هذا العالم فغسيل الدماغ لنا جميعاً هو واحد وسلامهم وحربهم هي واحد..
قد ضاع الفهم وضاع الاحترام يا رفيقتي ..قد ضاعت الحكمه والمحبه اذاً ...فسيموت اولئك الذين لن يستطيعوا ان يفهموا ان الحياة ابتسامه وأن أصدق حزنٍ ابتسامة في عين تدمع .أما الذين سيفهمون فإنهم سيحيون
فمن وجهة نضري لافرق بين موت انسان وموت كلب فيالسعادة المنفرد ويالا سعادة الطاهرين إذاً..
قد تعلمت في اجتماعات الحزب ان الرجال الذين يجدون اوطانهم حلوه هم عقلانيين قوميين ..أما انا فأقول أن من وجد في كل ارض ارضه هو وشعبه هو فإنه الانسان العاقل الصلب لأنه هو وحده الذي بلغ الكمال لأن الانسان الكامل او الاقرب للكمال هو ابن المحبه الكامله ..
أحببت الله كثيراً يارفيقتي كما احببت وطني وأحببتك لاني احب الموت والحياة معاً..فكيف لا اخجل من نفسي وانا اكتب لكِ بعد كل تلك الهزائم .هل كلمة احبكِ لها طعم بعد اليوم فهل اكون وقحاً ان قلت لكِ اني بعد كل ذاك الفشل لازلت ِ لي كتابا من الرقي والتعاويذ وأني عندما اراكِ من بعيد يشتد بأسي ويطرق قلبي بعصبيه ويكون الماء هو والارض تحت قدماي سواء .وان قلت اني لازلت ارى في تقاطيع وجهك صورة لاتشبه صور البشر الفنانين وان رؤية تقاسيم وجهك محببة الي .فهل اكون وقحاً ان قلت ان شعر رأسي ينتصب قائماً على اطرافه عندما كنت اراكِ تتمايلين من بعيد .أليست طهارتك هي طهارتي وثورتكِ امتداداً لثورتي ؟إذاً انا احبك اليوم اكثر وغداً اكثر وحتى بعد مليون عام اكثر ...احبك عندما تضحكين واحبك عندما تغضبين واحبك اكثر عندما تثورين..فقولي لأمي أن عيناي ماءٌ ووجهي لأحزانها ..وأني بعدها سكنت في نخيل من الصمت بين رؤاها وأجفانها..وأن الجو حولي معتكرٌ ..وأن بيتي شاردٌ في صحراء وأيامي رمال ..أخبريها أن بندقيتي غدت باهته وقد عراها الذبول وأننا أردنا لكن الله ما أراد...
مع محبتي
هذا الموضوع اهداء لرفيقتي الاولى في هذا المنتدى (ملاك المملكه)