..
هذه اللغةُ الضبابيةُ المنبثقةُ من بين أصابعكِ لمْ تعدْ تجدي نفعاً
مازالتْ تسكنكِ تلكَ الرغبةُ الدفينة في كتابةِ نصٍ خارجٍ عن المالوف
إكرامًا للغة
أم إرضاءً لنفسكِ التي لا تتعبْ
من يدري ..!
نصٌ آخر عنْ المجهولِ الذي لا يأتي إلا في آخرِ الحُلم والحنين
يشعلكِ خضرةً ..
في سماءٍ لمْ تعدْ تملكُ مطراً يقيكِ حرَّ غيابه ..!
لأيِّ الجهاتِ تذهبين
و يداكِ مغلولتانْ بحبّه ..!
وليسَ منْ فُرجةٍ جنوبيةٍ تفتحُ فمها لتبتلعَ أكاذيبكِ
هلْ تكفنينَ الشوقَ بالورقْ ..!
أم تريدينَ الانتقامَ لكبريائكِ
الذي لنْ يسدَّهُ تراكمٌ من لغاتِ العالم أجمعْ ..!
لماذا لا تكتبينْ روايةً عنْ هذا الليلِ الذي يكتبكْ
لماذا تلاحقينَ الظلَّ في ماضي "ودقكم" الذي تناسلَ كذبًا مباركًا
وشرِبَتْهُ رمالُ شرقك ِ
دونَ أن يذوبَ غربُه على فمِ ورقة.. !
يومَ كنتِ آخرَ النساء .. كان هو أيضاً آخرُ الرجال
يومَ كان لكِ متسعٌ لأكثرَ منْ بداية
يوم تكرمتِ إلى زنزانة عشقه
يوم سقيته من يدكِ وأطعمته من قلبكْ ..
كنتما بحماقة خريفٍ أخضر ..
كنتما لملمة كأسٍ .. ونصفُ رغيفٍ لنْ يكتمل..!
ها هي الأرضُ تعبثُ بكم
و دورانها الأعرج يتكأ على شمالكِ و يجعلكِ تسبقينه بساعتين
و غربهُ يبتعدُ عنكِ مسافةَ عمرٍ أو عمرين ..
فمن يعطي للعمرِ عمراً آخر يصلحُ لأكثرَ من بداية ..
وفيكِ احتمعتْ كلُّ النهاياتْ ..!
..
زنوبيآ
( حروفٌ ضبابيّة .. والحزنُ واحدْ )
لــــ:
.