عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 10-27-2010, 11:55 PM
 
( الجزء الثاني )
ذهبت ماري مع السيدة سلفينا ولكن للأسف لم تعلم ماري حقيقة العجوز سلفينا بأنها امرأة شريرة وقاسية تخطف الأطفال لتجعلهم يعملوا لديها خادمين وتعذبهم لأنها تكره الأطفال كثيرا وتستغل براءتهم, وعندما اقتربت ماري من منزل السيدة سلفينا كان المنزل يبدو كمنزل الأشباح والأشجار الطويلة والمخيفة من حوله كأنها حاجز للقصر كان المنزل يبدو كالسجن تماما من الخارج وعندما أدخلت السيدة سلفينا ( ماري ) منزلها دفعتها بقوة على الأرض وقالت لماري بصوت عال : من الآن وصاعدا ستنادينني سيدتي وسوف تكونين خادمتي أتفهمين. خافت ماري كثيرا وعلمت أنها وقعت في كارثة لأنها لم تنفذ نصيحة جدتها فجأة أمسكت السيدة سلفينا يد ماري بقوة وأخذت تسحبها في الأرض ثم أنزلتها إلى الدور السفلي في قبو متسخ ومظلم أرضيته الصلبة تبدو مؤلمة ثم دفعتها من يدها على الأرض وابتسمت ابتسامة خبيثة وخرجت وجدت ماري في القبو خمسة أطفال متسخين كانوا ينظرون إليها بدهشة وقد أشفقوا عليها لأنهم علموا أنها ستحتجز معهم في هذا القبو المخيف ثم قالت ماري لهم وهي حزينة وصوتها يدل على شدة حزنها : أنا أدعى ماري وقد كذبت علي تلك السيدة جعلتني أعتقد أنها طيبة و تود مساعدتي والآن أنا خائفة على جدتي فهي مريضة جدا وقد يحصل لها مكروها إن تأخرت عن المنزل. قال لها فابيان البالغ من العمر ثلاثة عشر عاما وهو الأكبر بينهم :لا تقلقي سنخرج من هنا قريبا سأعرفك بنفسي وبأصدقائي .. أنا فابيان وعمري ثلاثة عشر عاما وأنا الأكبر هنا, وهذا توم الصغير طفل لطيف جدا وذكي عمره أربعة أعوام, وهذه جوليت فتاة مشاكسة عمرها اثنى عشر عاما.. أحمر وجه جوليت خجلا وتبسمت بصوت خفيف وقالت لماري : سررنا بمعرفتك ماري من الوهلة الأولى عندما رأيتك علمت أنك فتاة طيبة جدا. ابتسمت ماري وردت بصوت منخفض : شكرا جوليت وأنا أيضا سررت بمعرفتكم. ثم أكمل فابيان حديثه : ولم يبقى إلا الشقيقان روبن وروين إنهما لطيفان جدا ويحبان مساعدة الآخرين روبن عمره عشر أعوام وهو فتى شهم ويمكنك الاعتماد عليه وروين فتاة دائما متذمرة من كل شي. أحمر وجه روين وقالت بغضب : لا أنا لست كذلك. ضحك فابيان وأكل حديثه : اعلمي ماري أنك لست وحدك هنا بل نحن معك.فابتسمت ماري ابتسامة حزينة لأنها شعرت بالأمان عندما قال لها فابيان ذلك إلى أنها ما زالت قلقة على جدتها المريضة,
وفي تلك الأثناء كانت الجدة حزينة وتبكي خائفة على حفيدتها وأخذت تلوم نفسها على ماحصل وتقول : إذا حل الصباح وماري لم تأتي سوف أبحث عنها إلى أن أجدها. وبينما كانت الجدة قلقة وحزينة غلبها النوم من دون إرادتها وهي جالسة على كرسي تحت النافذة في المدخل تنتظر ماري وقد حلمت بكابوس مؤلم أن ماري في مكان مظلم وتناديها وكلما تقترب منها الجدة تبتعد (ماري) وتبكي وتقول : جدتي أنا بحاجة إليك أرجوك احميني اقتربي مني .. حاولي أرجوك. فاستيقظت الجدة من نومها وهي مرتعبة وقالت وهي حزينة : أين أنت ماري أين ذهبتِ. أماّ ماري فقد كانت تنام وتستيقظ لأنها تحلم أن جدتها توفيت من شدة القلق عليها.
في اليوم التالي عندما حل الصباح، أيقظت السيدة سلفينا الأطفال بوحشية. كانت السيدة سلفينا تملك قصرا كبيرا وحديقة واسعة مغلقة بأسوار حتى لا يهرب أحد الأطفال من القصر, وفي اليوم الأول لماري في ذلك القصر المخيف رأت ماري شيئا لم تتوقعه أبدا ! ضربت السيدة سلفينا الطفل توم الذي في الرابعة من عمره بقسوة لأنه لم يناديها سيدتي وأيضا لم تكن تحب أن ينظر أحد الأطفال إليها بل ينظر إلى الأرض إكبارا وتعاليا منها كانت السيدة سلفينا أشبه بالمعقدة تكره الأطفال ولا تحب أن ترى أحدا وسريعة الغضب. أما جدة ماري فاستيقظت في الصباح الباكر وظلت تبحث عن ماري في كل مكان وهي مريضة ولم تتوقف عن البحث عنها ليلا ونهارا ويوما بعد يوم،
وفي تلك الأثناء كانت ماري تنظف القصر وتغسل الأطباق والملابس وتحمل الخشب وإذا تفوهت بكلمة لم تعجب السيدة سلفينا فإنها تنال عقابها.