عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-28-2010, 11:58 AM
 
فلسفة الحياة... إيليا أبو ماضي..

فلسفة الحياة..


أيّهذا الشّاكي وما بك داء :: كيف تغدو اذا غدوت عليلا؟

انّ شرّ الجناة في الأرض نفس :: تتوقّى، قبل الرّحيل ، الرّحيلا
وترى الشّوك في الورود، وتعمى :: أن ترى فوقها النّدى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل :: من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال :: لا يرى في الوجود شيئا جميلا
ليس أشقى مّمن يرى العيش مرا :: ويظنّ اللّذات فيه فضولا
أحكم النّاس في الحياة أناس :: عللّوها فأحسنوا التّعليلا
فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه :: لا تخف أن يزول حتى يزولا
وإذا ما أظلّ رأسك همّ :: قصّر البحث فيه كيلا يطولا
أدركت كنهها طيورُ الرّوابي :: فمن العار أن تظل جهولا
ما تراها_ والحقل ملك سواها :: تخذت فيه مسرحا ومقيلا
تتغنّى، والصّقر قد ملك الجوّ :: عليها، والصائدون السّبيلا
تتغنّى، وقد رأت بعضها يؤخذ :: حيّا والبعض يقضي قتيلا
تتغنّى، وعمرها بعض عام :: أفتبكي وقد تعيش طويلا؟
فهي فوق الغصون في الفجر تتلو :: سور الوجد والهوى ترتيلا
وهي طورا على الثرى واقعات :: تلقط الحبّ أو تجرّ الذيولا
كلّما أمسك الغصون سكون :: صفّقت الغصون حتى تميلا
فاذا ذهّب الأصيل الرّوابي :: وقفت فوقها تناجي الأصيلا
فاطلب اللّهو مثلما تطلب الأطيار :: عند الهجير ظلاّ ظليلا
وتعلّم حبّ الطلّيعة منها :: واترك القال للورى والقيلا
فالذي يتّقي العواذل يلقى :: كلّ حين في كلّ شخص عذولا
أنت للأرض أولا وأخيرا :: كنت ملكا أو كنت عبدا ذليلا
لا خلود تحت السّماء لحيّ :: فلماذا تراود المستحيلا ؟..
كلّ نجم إلى الأفول ولكنّ :: آفة النّجم أن يخاف الأفولا
غاية الورد في الرّياض ذبول :: كن حكيما واسبق إليه الذبولا
وإذا ما وجدت في الأرض ظلاّ :: فتفيّأ به إلى أن يحولا
وتوقّع ، إذا السّماء اكفهرّت :: مطرا يحيي السهولا
قل لقوم يستنزفون المآقي :: هل شفيتم مع البكاء غليلا؟
ما أتينا إلى الحياة لنشقى :: فأريحوا، أهل العقول، العقولا
كلّ من يجمع الهموم عليه :: أخذته الهموم أخذا وبيلا
كن هزارا في عشّه يتغنّى :: ومع الكبل لا يبالي الكبولا
لا غرابا يطارد الدّود في الأرض :: ويوما في اللّيل يبكي الطّلولا
كن غديرا يسير في الأرض رقراقا :: فيسقي من جانبيه الحقولا
تستحم النّجوم فيه ويلقى :: كلّ شخص وكلّ شيء مثيلا
لا وعاء يقيّد الماء حتى :: تستحيل المياه فيه وحولا
كن مع الفجر نسمة توسع الأزهار :: شمّا وتارة تقبيلا
لا سَموما من السّوافي اللّواتي :: تملأ الأرض في الظّلام عويلا
ومع اللّيل كوكبا يؤنس الغابات :: والنّهر والرّبى والسّهولا
لا دجى يكره العوالم والنّاس :: فيلقي على الجميع سدولا
أيّهذا الشّاكي وما بك داء :: كن جميلا تر الوجود جميلا



اتمنى ان تكون قد نالت اعجابكم

تحياتي



__________________

أيَّها الحاضر ..!!
تَحمّلنا قليلاً، فلسنا سوى عابري سبيل
ثقلاء الظلِّ..

دَرويش