كنتُ أرســم أحلامي الصغيرة .. في عينيّ الصغيرتين لأحميها بأهدابي ورموشي .. كنتُ لا أخشــى من الغد .. ولم أكـن أخشــى من المستقبــل .. !! كنتُ أهــوى عيش هذه الحياة .. وأعشــق كل لحظــة أتنفس هواها .. أترقب نهاية كل يوم لأرمي بنفسي بين أحضـان أمي الدافئـة
هكذا كنتُ أعرف حقيقـة ذاتي .. معرفة حقيقية .. أنظــر إلى أحلامي كحقيقة اقتربت أناملـي من
إدراكها أما الآن فلطالما تسائلت من أنا ؟! وماذا سأكــون ؟! هل سأحقق ما أصبو إليــه أم سأكتفــي برســم الأحلام والطموح
أشعــر بالخوف أحيانا .. مما قد يحمله لي المستقبــل .. أشعــر بالغرابـة أحيانا .. لماذا لا أنظر إلى الأشياء ببساطـة كما كنت أنظـر إليها و أنا طفلـة .. أرغب في البكاء أحيانا لضيق بسيط قد يكتم على صدري .. عندما أدركـ بأن عزيمتي على وشكـ الانكسار
..أنظــر إلى صورة جدتي المعلقة أمامي..
ما زلت أتذكـركِ حين كنت تمسحيــن من على وجنتيّ دموعي الثائـرة
هكذا هي الحياة دوما .. أناس يأتون للحياة بينما الآخرين يخرجون منها .. وهكذا نحن .. نرى حقيقة الأشياء بقلب طاهر ولكـن سرعان ما نكبـر فتُملأ قلوبنا بالذنوب والأحــزان .. فتصبـح تلك الحقيقة التي كانت بالأمس واضحـة .. مشوشـة اليوم وباهتـة
نتعب من البوح .. .. فصمتا ايتها الروح فقد مل البوح مني