عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 10-29-2010, 09:05 PM
 
خطبة الجمعة بعنوان النظافة *نتمنى النفع للجميع *

الحمد لله المحمود بكل لسان ، واسع الفضل و الإحسان ،
أحمده سبحانه و أشكره حمداً و شكراً تنال به مواهب الرضوان .
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله المبعوث للثقلين الإنس و الجان ،
بلغ الرسالة و أوضح المحجة حتى علا منار الحق و أستبان .
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه ذوي التقى و الإيمان ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أمــــــا بعـــــــــد :
فأوصيكم أيها الناس بتقوى الله عز و جل ، فالسعيد من تدبر أمره ،
و أخذ حذره و أستعد ليوم لا تنفع فيه عبرة .
أيها المسلمون ، الإسلام دين الفطرة ، تصلح له و تصلح به كل الأزمنة و كل الأمكنة .
فهو دين العقيدة و الشريعة ، يعالج شؤون الحياة كلها في سلفية لا تتوقف
عند عصرٍ بل تتجدد لتعالج أوضاع كل عصر، و تفتي في كل شأن ، و تقضي في كل أمر .
دينٌ يجمع البشاشة في حياء ، و حسن الخلق في ابتسامة ،
دين يعترف بما للبشر من أشواق قلبية ، و حظوظ نفسية ، و طبائع إنسانية .
لقد أقر الدين ما تتطلبه الفطرة من سرور و فرح ، و لباس و زينة ،
محاط بسياج من الأدب الرفيع يبلغ بالمتعة كمالها و نقاءها ،
و بالسرور غايته بعيداً عن الخنا و الحرام ، و الظلم و العدوان ، و الغل و إيغال الصدور .
و متطلبات الفطرة هذه جاءت في دين الإسلام مصاحبة و مرتبطة و ملازمة
للعناية بإصلاح المعتقد و سلامة الباطن :
{ يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ * وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ }
[ المدثر:1-5 ] .
فتطهير العقيدة و تنقيتها من شوائب الشرك و البدع و المعاصي
مقرونة بتطهير الظاهر في بدن الإنسان و ثوبه و بقعته ليجمع المسلم بين النظافتين ،
و يحافظ على الطهارتين .
فحين يجمّل الدين بواطنهم بالهداية إلى لصراط المستقيم ،
فإنه يجمّل ظواهرهم في أحسن تقويم .
إذا كان ذلك كذلك ـ أيها الإخوة ـ فإن الأخذ بالزينة ، و القصد إلى التجمل ،
و العناية بالمظهر، و الحرص على التنظف و التطهر من أصول الإصلاح الدينية
و المدنية التي جاء بها ديننا و تميّز بها أتباعه .
إن حب الزينة و التزين من أقوى غرائز البشر الدافعة لهم إلى إظهار سنن الله في الخليقة .
و لقد امتن الله على بني آدم كلهم بلبس الزينة حين قال عز شأنه :
{ يَـٰبَنِى آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوٰرِى سَوْءتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ }
[ الأعراف: 26 ] .
و في خبر نبينا محمد صلى الله عليه و سلم :
(( خمس من الفطرة :
الإستحداد ، و الختان ، و قص الشارب ، و نتف الإبط ، و تقليم الأظافر )) ،
إنها الفطرة و سنن المرسلين ؛ أتفقت عليه الشرائع و دعت إليها الديانات .
و ترك ذلك و إهماله مزرٍ بالجسم ، و تشبه بالوحوش و السباع ،
بل تشبه بالكفار المبتعدين عن صحيح الفطرة و هدي المرسلين .
و من أجل هذا أيها الإخوة فإن الإسلام حريص على أخذ أبنائه بنظافة الحس
مع نظافة النفس ، و صفاء القلب مع نقاء البدن ، و سلامة الصدر مع سلامة الجسد ،
فالله يحب المطهرين و يحب المتطهرين


__________________
رد مع اقتباس