عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 10-29-2010, 09:14 PM
 
الحمد لله المتفرد بالعزة و الجلال ، و المتنزه عن الأنداد و الأمثال ،
أحمده و أشكره فهو جميل يحب الجمال ،
و أشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله جاء بالشريعة السمحة ،
و رفع عنا ربه ببعثته الآصار و الأغلال ،
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه خير صحب و آل
و التابعين و من تبعهم بإحسان في الأقوال و الأفعال .
أمـــا بعـــد :
أيها المسلمون ، إن الأناقة من غير سرف ،
و التجمل في غير تكلف من آداب الإسلام و توجيهاته .
إنه الإسلام الذي ينشد لبنيه علوّ المنزلة و جمال الهيئة . ليكونوا في الناس كالشامة البيضاء .
غير أنه ليس من الإسلام الركض إلى أسباب الزينة بغير عنان ، و ملأ اليد منها بغير ميزان .
إن من يطلق يده في الإنفاق في الزينة و ملأ اليد منها بغير ميزان ،
إن من يطلق يده في الإنفاق في الزينة و لذائد النفس و يتجاوز بالإنفاق المعتاد
من أمثاله قل نصيبه من البذل في وجوه الخير ذلك أن النفوس المبتلاة بحب الزينة المفرطة
و لذائذ الأجسام لا تقف عند حد ، و كلما أدركت منزلة تشوّفت إلى ما فوقها ؛
كما جاء في الخبر الصحيح عنه :
(( إن هذا المال حلوٌ من أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة،
وإن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع )).
و سأل رجل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :
ما ألبس من الثياب ؟ قال : ما لا يزدريك فيه السفهاء ، و لا يعيبك به الحكماء .
إذا كان الأمر كذلك ـ أيها الإخوة ـ
فليس من زينة الرجال بل من الممنوع المحرم لبس الحرير ، و التختم بالذهب ،
و إسبال الثياب ؛ فما أسفل من الكعبين ففي النار .
و ليس من المقبول بل من الممنوع
تبرج النساء بزينة كاسيات عاريات مائلات مميلات ،
و في الجملة فإن السلف كانوا يكرهون الشهرة من الثياب العالي منها و المنخفض .
و ثوب الشهرة العالي ما قصد به الاختيال و التعالي و الفخر و المباهاة ،
و المنخفض القصد إلى الرديء و المبتذل مع القدرة على ما هو خير منه إمتناعاً
عما أباح الله بزعم التزهد و التعبد ، و دين الله الوسط ،
و الرفيع من اللباس ممدوح إذا كان تجملاً و إظهاراً للنعمة .
و بعد أيها الإخوة ، فحري بكم أن تحثوا من بين أيديكم و من تحت مسؤليتكم
من الخدم و السائقين و العمال ، تحثوهم على النظافة و التجمل
و أن تعينوهم على ذلك و بخاصة إذا قدموا إلى المساجد و أماكن العبادة ‘
ففي هذا الثناء في الدنيا و الأجر الكبير في الآخرة .
و إنه لشاهد على الأدب الرفيع و الذوق السليم و الإحساس الرقيق و التصرف المهذب .

ألا فاتقوا الله رحمكم الله و الزموا هدي دينكم و أسلكوا مسلك العدل و الوسط
__________________
رد مع اقتباس