الموضوع: كمان صايم !!
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 10-30-2010, 02:29 AM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنـيـن مشاهدة المشاركة
السلام عليكم

كان يصلّي ومرّ بجانبه اثنان فسمع أحدهما يقول للآخر ماشاء الله لا يترك فرضا

فقطع صلاته وقال لهما: وكمان صايم



بطبيعتنا البشرية نحب التباهي بأنفسنا وانجازاتنا ونظرات الاعجاب
وكلمات المديح التي توجّه لنا مهما أخجلتنا فهي تسعد أعماقنا
وقد تكون أحيانا، هدفنا والنتيجة المرجوّة من أي عمل ننجزه
لكن على مستوى العبادات والتقرّب الى الله
الأمر يختلف...فالصدقات مثلا لا يجب أن نتبعها بالمنّ او الاعلان عنها والاّ ضاع أجرها
لأننا بذلك نشبع تلك الطبيعة البشرية التي ذكرتها فوق وبالتالي استبدلنا أجرها في الآخرة بما نالته أنفسنا في الدنيا
كذلك بالنسبة للصلوات والصوم وحفظ القرآن وغير ذلك
هناك الرياء ومايسمى بالشرك الأصغر وانا شخصيا أفضّل هذه التسمية لأن كلمة شرك مرعبة وقد تكون رادع للكثير من الناس الذين لا يعلمون عاقبة ما يفعلون أو ما يشعرون
ولكن اذا لم تردعهم ..فيكون رد الفعل عكسيا
كما يقال .. التجرأ على الصغير .. يودي بك الى التجرأ على الكبير !!
وهذا الامر اخطر
بكل الاحوال سمها ماشئتِ



والرياء أن تقوم بالتقرّب الى الله ليس ابتغاءا لمرضاته انما ابتغاءا لمرضاة بعض من عباده
وأحيانا كثيرة لا يكون السبب مكانة معينة نطمح اليها او صفقات مادية نرغب في انجاحها
قد تكون مجرّد نظرة الناس الينا وحديثهم عنّا يدفعنا الى تلك العبادة
هو أمر خطير للغاية لأنه يصعب تمييزه فالنفاق في الدّين أمر واضح لصاحبه حيث أنه في خلوته يصدق مع نفسه
إنّما ما تحدّثت عنه قد لا يمكن تمييزه وقد تنتظم في العبادة في العلن وفي السر
ويكون كل هذا رياءا
الحقيقة أن هذا الأمر يشغل بالي كثيرا وأحتار في تصنيف تلك المشاعر
فرحنا مثلا عندما يعلم الآخر بالتزامنا في عبادة ما أو بمبدأ ما؟ غبطتنا ونحن نستعرض مثلا معلوماتنا في الدين ؟
الكثير من التفاصيل الحقيقة لا نلقي لها بالا لكنّها قد تهوي بنا دون ان نشعر في شرك الشرك الأصغر.

جميل جدا هذا التحليل
و واقعي جدا
والحل
كما قاله الامام ابن تيمية وذكره الامام ابو حامد الغزالي في كتابه احياء علوم الدين
في التخلص من الرياء
وهي طريقة جدا سهلة يقول:
اذا اردت ان تقوم بالعبادة .. وشككت بها .. وخشيت ان تكون من الرياء فماذا تفعل ..؟
قال : انظر في بداية هذا العمل
اي قبل ان تقوم به .. هل كنت تحدث به نفسك .. وهل كان في بدايته والقصد منه المباهاة والرياء.. ؟
فاذا كان كذلك .. فاعلم انه الرياء بعينه
فاخلص النية .. واستعذ بالله.. وحاسب نفسك

اما ااذا كنت في بداية العمل .. تنوي وجه الله تعالى
ثم وانت تقوم بالعمل .. جاءك وارد او خاطر
بان هذا العمل الذي تقوم به رياء للناس
فلاتلتفت لهذا الخاطر .. لأنه من الشياطن يريد ان يفسد عليك عملك
فاستعذ بالله .. واطرده
واكمل عملك او عبادتك .. فانها ان شاء الله خالصة لوجه الله تعالى



هذا من جهة
ومن جهة أخرى ومن أجل تحقيق شيء من التوازن
أريد الحديث عن من تأخذهم العزّة بالإثم
وكلمات هذه الآية استعرتها للتعبير عن وجهة نظري فقط لا غير
هناك من يتركون عبادات معينة او الالتزام في أمور معيّنة أمام الله وأمام العباد أيضا
قد يكون هؤلاء بعيدين عن الرياء او النفاق لكن في نفس الوقت الشيطان يدخل لهم من هذا الباب
وتجد من لا يصلي او من لا ترتدي الحجاب مثلا يقول انا على الأقل لا انافق، انا على الأقل لا أؤذي أحدا ولا افعل كذا وكذا
بشكل شخصي وقبل أن أرتدي الحجاب كانت هذه اجابتي عندما يوجّه لي سؤال عن تركه
رغم أنّي بداخلي كنت مقتنعة به تماما وأعلم بأنه ضعف مني فقط لا غير ولم أكن مرتاحة أبدا
ولم تؤثّر بي أي نصائح أو خطب
إلى أن أفقت على حقيقة زلزلتني، فعندما تمعّنت في كلامي ومنطق دفاعي اكتشفت وكأني أقول لله سبحانه وتعالى أنا لا أخطيء بكذا وكذا وملتزمة بكذا وكذا فخلاص كفاية عليك !!
هي حقيقة لا أدري هل من اللائق قولها
لكن أودّ أن تصل هكذا كما هي
لأن الكثيرين يستخدمون هذه اللهجة في الدفاع عن أنفسهم وتأخذهم العزّة بما يفعلون
وفي هذه الحالة يصعب كثيرا الاعتراف بالذنب وبالتالي تركه.

وفي الحالة الثانية
قال ايضا الامام ابن تيمة :" ترك العمل خشية الرياء... رياء !!"
اي ان تترك الفرض .. او السنة او اي شيء
خشية من الرياء .. والسمعة
فانته بذلك مرائي
لأنك بهذه الحالة تعمل في سبيل الناس ... ولاتريدهم ان ينظروا اليك
نظرة الفضل والخيرية ..!!
فلا مهرب ابدا
والمطلوب منك ان تعمل لوجه الله
وتخلص النية في بداية العمل
وتسال الله قبوله منك

شكرا لكِ أنين

موضوعٌ حساس .. وقيِّم




~
__________________
..

المغالطة الرابعة
في فهم قوله تعالى :"إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "

المحاضرة العشرون

..
رد مع اقتباس