" أنا فاشِلة .. أنا فاشِلة "
عبارة تردّدها كثيراً على مسامعي ، وكأنّه طموحٌ تسعى للبلوغِ إليه.
أُخبرها بأنّ الفشل في حدّ ذاتهِ ليسَ عيباً ، بل العيب بأمّ عينهِ هو الإستمرار في الفَشَل ..
تهدأ للحظات ، ثُمّ تعاود تكرار تعويذتها المعهودة .. أنا فاشِلة ..
احترتُ في أمرها كثيراً وفي إصرارها على اتّهام نفسها بالفشل .
في إحدى المرّات أفقدتني صوابي فـ صرختُ في وجهها : أنتِ لستِ فاشلة .. فأخذت الدموع تتساقط على وجنتيها والحزن يملأ قلبها .
شعرتُ بتأنيب الضمير لما فعلت ، فقمتُ إليها حزيناً أُخفّفُ عنها مصابها ، قائلاً : سامحيني ، أنتِ لستِ فاشلة .
تلك الفتاة الجامعيّة المُثقّفة المُهذّبة التي تمتلك الكثير مما تفقده مثيلاتها في العُمر وتنعتُ نفسها بذلك ، فـ هذهِ كارثة .
أسابيعٌ قليلة مرّت بعد تلك الحادثة ، رأيتها بصورة مُغايرة تماماً فـ النور يشعّ من وجهها الجميل والراحة والسرور يملآن قلبها الطيّب.
تعجبّتُ من هذا التبدّل السريع في حالها ، فقلتُ لها مازحاً : أنتِ فاشلة ..
ابتسمتْ بهدوء المُنتصرة ، وقالت : لا ، أنا الآن لستُ فاشلة .
ثُمّ انصَرَفَتْ
أحسستُ بالحيرة الشديدة والغرابة لأمرِها ..
عُدتُ من العمل مُتّجهاً إلى البيت ، صوتٌ جميل يُنادي لصلاةِ العصر ..
أطرقتُ برأسي فرِحاً حزيناً ..
فرِحاً على نجاحِها ، حزيناً على غبائي الشديد .
قلب إنسان