قصيدة جميلة للشاعر الراحل
محمود درويش رحمه الله


لوحة على الجدار
ونقول الآن اشياء كثيره
عن غروب الشمس في الأرض الصغيره
وعلى الحائط تبكي هيروشيما
ليلة تمضي , ولا نأخذ من عالمنا
على شكل الموت
في عز الضهيره

ولعينيك زمان آخر
ولجسمي قصة أخرى
وفي الحلم نريد الياسمين
عندما وزعنا العالم من قبل سنين
كانت الجدران تستعصي على الفهم
وكان الأسبرين
يرجع الشباك والزيتون والحلم إلى اصحابه
كان الحنين
لعبة تلهيك عن فم السنين
....ونقول الآن آشياء كثيره
عن ذبول القمح في الأرض الصغيره
وعلى الحائط تبكي هيروشيما
خنجراً يلمع كالحق ,ولا ناخذ عن حالمنا
غير لون الموت
في عز الظهيره
في اشتعال القبلة الاولى
يذوب الحزن
والموت يغني
وانا لا أحزن الآن
ولكني أغني
إي جسم لا يكون الآن صوتاً
إي حزن
لا يضم الكرة الأرضية
إلى الصدر المغني
.....ونقول اشياء كثيره
عم عذاب العشب في الأرض الصغيره
وعلى الحائط تبكي هيروشيما
قبلة لا تنسى ولا ناخذ من عالمنا
غير طعم الموت
في عز الظهيره
ألف نهر يركض الآن
وكل الاقوياء
يلعبون النرد في المقهى
ولحم الشهداء
يختفي في الطين حيناً
واحياناً يسلي الشعراء
وأنا يا اميرتي امتص من صمتك
في الليل حليب الكبرياء
ونقول الآن اشياء كثيره
عن ضياع اللون في الارض الصغيره
وعلى الحائط تبكي هيروشيما
طفلة ماتت ولا ناخذ من عالمنا
غير صوت الموت
في عز الضهيره

__________________
لا أُريدُ من الْحُبِّ غير الْبدايَةِ, طار الْحمامُ
فَوْقَ سَقْفِ السَّماء الأخيرةِ, طار الْحمامُ وَطار
سَوْفَ يبْقى كثيرٌ من الخَمْرِ, من بَعْدنا, في الْجِرار
وقليلٌ مِنْ الأرْضِ يَكْفي لكيْ نَلْتَقي ، وَيَحُلَّ السَّلامُ


الراحل : محمود درويش