قد يقول قائل لم يشهد عام 2009 حدوث وفيات مباشرة(1) بين الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، هذا صحيح نسبياً من الناحية النظرية ولكن من الناحية العملية كان عام 2009 من أسوء الأعوام التي قضاها الأسرى في سجون الاحتلال على الإطلاق، فإدارة السجون الإسرائيلية مارست أساليب جديدة ضدهم؛ تبغي في مجملها تحقيق هدف رئيسي ألا وهو تحطيم نفسية الأسير وزيادة الضغط النفسي والجسدي عليه، ومواصلة احتجازه في أجواء غاية في الصعوبة، أو إخراجه جسدا بلا روح، بحيث لا يستطيع الإنسان العيش والاستمرار في الحياة ضمن هذه الأجواء، التي تُرسم وتوضع خططها التدميرية من قبل طواقم متخصصة. وقد تعدى الأمر عقاب الأسير وتدمير نفسيته ليصل إلى عائلته وأسرته من خلال سياسات تقوم بها مصلحة السجون الإسرائيلية كأن تحرم الأسير من زيارة ذويه لفترات طويلة جداً.
ولا زالت الحركة الفلسطينية الأسيرة تسطر أمثلة إنسانية؛ قل نظيرها في التاريخ، في الصبر ومكابدة المعاناة؛ في ظل ظروف مأساوية اضطُر خلالها عشرات الآلاف من الأسرى الفلسطينيين لتحمل أسابيع متواصلة بل أشهر عديدة، يرزحون تحت التعذيب وسياط جلادي الإحتلال في أقبية التحقيق، ويتجرعون القهر سنوات مديدة على أيدي السجانين وأفراد "الشاباص" في السجون. وإننا لنعتقد جازمين أن مجرد قدرة الأسير على تحمل تلك الظروف وبقائه إنساناً ليمثل معنىً عظيماً في عملية الدفاع عن الحق في الحياة
__________________ |